قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تطوير الفساد


الرشوة على مر العصور تطورت مع تطور وسائل العصر , ففى الماضى كان يتم دفع الاموال للوالى او السلطان للحصول على المناصب أو المنافع , وكانت صورتها واحدة دنانير أو دراهم , ومع الايام تطورت الامور وصارت تُدفع للوزراء , ثم أستفحلت وصارت تٌدفع لكبار الموظفين , وانطلاقاً من ( اذا كان رب البيت للدف ضارباً ) فقد توحشت وصارت تُدفع للصغار والكبار معاً , وتطورت معها الفتاوى لتبرر دفعها للتهرب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لعن الله الراشى والمرتشى) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومع تطورها تطورت صورها من أموال نقدية الى أشياء عينية أغلى من الاموال .
ونظراً لأننا أحفاد الفراعنة اللذين برعوا فى كل شئ فقد برعنا أيضاً فى تطوير الفساد , واستحدث له شياطين الانس فى مصر وسائل فاقت وسائل شياطين الجن نفسه , ومن قصص الفساد شبه المكررة , قصة رجل عاش طفولة بائسة فى حارة ضيقة فى أحد الاحياء الفقيرة فى أحدى المدن , حيث الفقر يولد الكفر كما يقولون , فكما أن الفقر يُخرج الاولياء والصالحين ويتباهون بكونهم فقراء الى الله فأن الفقر أيضاً يٌخرج اللصوص والمرتشين , ولذا عندما سنحت له الظروف ووجد نفسه رئيساً لفرع بأحدى الهيئات الهامة اقسم ان لا يعود الى الفقر مرة اخرى , لذا أستحدث وسائل جهنمية للحصول على الأموال الحرام أو العمولات أو الاتعاب كما يسميها لمن يكشف زيف تدينه والله ورسوله أعلم بالسرائر , فالرجل لا يقبل الرشاوى ولكنه يقبل العمولات والاتعاب , فتسمية الرشوة عمولة أو أتعاب كفيل بتحليلها من وجهة نظره , فمن أجل الحصول على عشرات ألالاف من الجنيهات الحرام تضيع على الدولة والمجتمع عشرات الملايين من الجنيهات , وكله بالقانون .
فالفساد يتطور والفاسدين يحدثون وسائل فسادهم بطريقة رهيبة , ولكن للأسف وسائل محاربة الفساد فى مصر على حسب معلوماتى المحدودة قديمة وتقليدية ولم تعد تستطيع مجاراة تطور الفساد وتطور طرق الفاسدين بصفة عامة والمرتشين بصفة خاصة , ولذا يحصل معظم الفاسدين على براءات فى معظم قضايا الفساد , لأن كل شئ مرتب ومنظم بالقانون, ولذا نحن بحاجة الى هيئة جديدة تختص بتحديث وسائل مكافحة الفساد وتضم فى عضويتها جميع الهيئات الحالية أيضاً , ونضيف اليها هيئة عصرية جديدة بوسائل حديثة لمكافحة الفساد والفاسدين ونوفر حماية حقيقية وعملية لمن يبلغ عن مرتشى أو فاسد .
الموضوع كبير وشائك وأصبح ينخر كالسوس فى المجتمع وبحاجة الى وقفة حقيقية , ولذا تنفق الدولة ملايين ومليارات الجنيهات من أجل الناس دون فائدة أو عائد حقيقى عليهم , لأن معظمها يساء استخدامه من أجل تحقيق مصالح شخصية ضيقة ولذا تكون المحصلة صفر .