الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاص| الكراكة مشهور كلمة السر .. صاحب صورة النصر: روحنا كانت على إيدينا .. صور

علي العوامي وعسكري
علي العوامي وعسكري نصر أكتوبر

الجد والحفيد في المكان نفسه ولكن باختلاف الزمان، أيديهم مرفوعة للسماء فيما يعلو وجههم ضحكة الانتصار نفسها، هذا التشبيه كان سبب في تصدر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعامل بهيئة القناة السويس يقف منتصرا على إحدى ضفتي القناة بعد نجاح تعويم السفينة الجانحة «إيفر جيفن» التابعة لشركة «إيفر جرين» التايوانية ومقارنتها بصورة  الجندي المصري المنتصر في حرب أكتوبر عام 1973.

تحدي صعب
تواصل «صدى البلد» مع "علي العوامي" صاحب صورة النصر الشهيرة بعد نجاح تعويم السفينة الجانحة، ليروي كواليس أيام العمل الشاقة التي انتهت بنجاح احتفل به العالم، والتي بدأت في يوم توقف السفينة حيث تم إبلاغهم بجنوحها، ويقول: "كنت أمارس عملي المعتاد على الكراكة ثم تم تبليغنا بتوقف حركة القناة".

توقف "علي" صاحب الـ 35 عاما وزملاؤه عن العمل في التكريك، وتم تكليفهم بمأمورية من السيد الفريق مدير الإدارة، ثم توجهت الكركة في اليوم التالي برفقة باقي الزملاء للقيام بالمجسات المطلوبة، لبدء عمل التكريك أسفل السفينة.

ويتابع صاحب الـ 17 عاما خدمة في هيئة قناة السويس لـ «صدى البلد» أن عملية التكريك تمت على مراحل الأولى كانت على عمق 9 أمتار، ثم عمق 12 متر ثم 15 متر ثم المرحلة الأخيرة 18 متر وهي التي أدت إلى نجاح تعويم السفينة.

كواليس العمل
نظام العمل المعتاد للعوامي وزملائه 48 ساعة عمل وإجازة 4 أيام، أما خلال أيام الازمة استمر العمل على مدار الساعة حتى نجاح المهمة بنسبة 80% بعد بدأها في المرة الاخيرة بمدة ساعة ونصف فقط، ويقول: "آخر محاولة بدأت في الثالثة فجرا وانتهت في الرابعة والنصف فجرا وتم تحريك السفية فيها بنسبة 80% وتوقفنا ع العمل وقتها بسبب عدم مساعدة العوامل المحيطة مثل سرعة المياه وحركة المد والجزر".

بانتهاء مدة العمل لم يتسع العاملين إلا شعور الفخر والسعادة عندما تحركت السفينة العملاقة بنسبة 80% من الشحط، حيث استمر الحفر على عمق 18 متر بعرض 60 متر من قاع السفينة وتفريغ أرض القنال أسفل السفينة، ويقول: "تم استدعائنا الساعة الثانية ولنصف بسبب مساعدة العوامل واستنفنا العمل لاحقا خلال ظهر اليوم التالي".

الكراكة مشهور
لم يتوقف عمل العوامي وزملاءه على مدار الأيام الستة "ده قانون البحر والحمدلله محدش فينا شاف نوم"، لم تكن صعوبة المهمة هي العائق الوحيد فاستمرار الحفر على هذا العمق والمساحة جعلها مهددة باختلال توازنها في أي لحظة، "روحنا كانت على إيدينا ووارد يحصل أي خلل لأن المركب على الأرض وكان ممكن تقع عليا بعد إزالة الأرض" كما قال لـ «صدى البلد».

فترة العمل التي قضاها "علي" مستخدما الكراكة «مشهور» كانت شديدة الصعوبة لأن الموقع صخري وليس رملي "مش أي كراكة تقدر على الحفر"، وبحسب ما أوضحه العوامي "عمل قبل الكراكة مشهور، كراكة العاشر من رمضان"، أما عن اختيار أسماء الكراكات فإنها تُنسب إلى رؤساء هيئات قناة السويس لتكريم اسمائهم، فالكراكة مشهور نسبة للفريق مشهور أحمد مشهور، وكذلك كراكة محمود يونس، "يوجد كراكات تحمل أسماء الصحابة وأسماء أخرى تخليدا لأصحابها".

سعادة الانتصار
الشعور بالسعادة والاستمتاع بلذة الانتصار كانت اللحظة المرتقبة للعوامي وزملائه بالقناة، "اتحدونا وقالوا مش هنقدر"، ليتحول الدافع بالإصرار لنجاح تعويمها وهي اللحظة نفسها التي وثقها أحد زملاء "العوامي" بالصورة الشهيرة المتداولة بعنوان "صورة النصر".

ويقول صاحب الصورة الشهيرة عن التقاطها: "مفيش مقارنة بيني وبين عسكري عبور قناة السويس ومجيش جمبه حاجة لكن الصورة والمقارة مصدر فخر ليا ولأولادي وأحفادي"، متابعا أن الفخر لكل العاملين لقدرتهم على رفع اسم هيئة قناة السويس بتوجيهات وتعليمات السادة المديرين والمشرفين بعد تشكيك العالم وبدون أي خسائر.