الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا عاد مدفع الإفطار بعد 30 عاما من الغياب .. الآثار تكشف السبب

صدى البلد

علق الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية واليهودية، على اعادة مدفع الافطار في قلعة صلاح الدين للعمل، بعد التوقف عن العمل لـ30 عامًا، قائلًا: "لفتة لإسعاد المواطنين".

وتابع "طلعت"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي يوسف الحسيني، ببرنامج "التاسعة"، المذاع على الفضائية "الاولى"، بالتلفزيون المصري، أن عودة المدفع للعمل هدفه استعادة شيء قديم جميل محبب للمصريين، مشيرًا إلى أن المدفع في الفترات الحديثة كان يطلق قنبلة صوتية.

وأشار إلى أن القلعة مكان أثري ولا يمكن وضع قذيفة حقيقية في المدفع، في إطار الحفاظ على الأثار، معقبا: "المدفع عاد للعمل بدخان وصوت، وليس بوجود قذيفة".


وتروي المصادر التاريخية، أن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي خشقدم حين أراد أن يجرب مدفعاً جديدًا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام ١٤٦٧م، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بموعد الإفطار.

بينما هناك رواية أخرى، تقول إن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، فصاروا يتحدثون عن ذلك، وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوى إصدار فرمان بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة، وفيما بعد أضيف إطلاقه في السحور والأعياد الرسمية.

ويُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومواصفاته هي: مدفع ماركة كروب إنتاج عام ١٨٧١م عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم بتشغيله اثنان من الجنود أحدهم لوضع البارود في الفوهة والآخر لإطلاق القذيفة.

وعلى الرغم من مرور 30 عاماً منذ توقفه إلا أنه ظل في قلوب وأذهان المصريين، حيث أصبح من التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر الشهر الكريم.