الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«ماما حامل».. كوميديا جيدة خذلتها النهاية

 

في البداية أعترف إنه منذ فترة لم أضحك في فيلم كوميدي هكذا، الفكرة جيدة جدا وتساعد على صناعة مواقف كوميدية كثيرة، ممكن القول أن المخرج محمود كريم والمؤلف لؤي السيد نجحا في تقديم فيلم كوميدي جيد باستثناء النهاية الغير منطقية !
الفيلم يحكي عن أم وأب لشابين تجاوزا المرحلة الجامعية ومع ذلك الأب والأم يعيشان حالة حب دائمة! وهنا كان محمد سلام وحمدي الميرغني موفقان لأقصى درجة في تجسيد شخصيتي الابنين وسبب أساسي في إتقان المواقف الكوميدية بتلقائية تجاه تصرفات الأب والأم الرومانسية الزائدة! ولكن هناك ملاحظة أن بعض الأفيهات الكوميدية كان بها جرأة وربما لا تناسب الأسرة والأطفال، مع أنه كانت توجد فرصة كبيرة للابتعاد عن ذلك.
الفيلم يتحدث عن مشكلة موجودة بالفعل وهي عدم تقبل الأبناء في سن معين أن تنجب الأم طفل جديد وذلك واقع وجزء من ثقافة المجتمع، ومثلها أيضا رفض الأبناء في سن كبير زواج الأم مرة أخرى!
المعالجة كانت كوميدية عن طريق مشاهد متلاحقة ضاحكة، طوال أحداث السيناريو خاصة الجزء الأول   واعتمدت على مهارات الممثلين أكثر، منذ معرفة الأبناء  خبر الحمل مرورا بمحاولات الأبناء التخلص من هذا الحمل الغير مرغوب فيه من جانبهم، وهكذا ظل الفيلم تسير أحداثه في مباراة أداء كوميدي بين الأم والأب والابنين حتى كانت مفاجأة النهاية والتي كانت غير موفقة وغير منطقية، ولا أعرف لماذا لم يكمل الفكرة حتى النهاية وتكون حقيقية !؟ 
لأنها في النهاية مشكلة واقعية تحدث، الفيلم الكوميدي ليس هدفه الإضحاك فقط ولكن كان في الماضي يعكس الوعي بالدور الاجتماعي والإنساني وايضا السياسي للسينما. 
وهنا سؤال بسيط حول النهاية كيف لم يلاحظ ابنها الطبيب والذي يعيش معها في نفس المنزل، أن انتفاخ البطن ليست طبيعية ! أو انه حمل كاذب! ولم نعرف حتى ولو من خلال مشاهد فلاش باك بتلك المؤامرة كيف تدبر، وتم تجاوزها بشكل سريع وغير مقنع.
بيومي فؤاد أفضل من يجسد ذلك الدور ومناسب جدا والمشكلة التي تواجهه الآن التكرار الكثير للشخصيات الفنية عليه أن ينتقي بقدر الإمكان شخصيات جديدة، ويحسن إدارة موهبته الكبيرة.
الفيلم كان عودة موفقة جدا لواحدة من أبرز نجمات السينما المصرية ليلى علوي السينما حتى الأن هي عشقها ولكن مثل جيلها يواجه مشكلة مستمرة، حيث لا توجد موضوعات كثيرة تناسبهن وايضا عدم وجود  "حماس" إنتاجي بسبب تغير خريطة النجوم وأعلم انها تبحث طوال الوقت عن ما يناسبها للعودة، وهنا أحييها على تلك التجربة والتي ستقرب بينها وبين السينما الحالية وموافقتها على لعب دور الأم لحمدي الميرغني ومحمد سلام وهو أمر صعب ترفضه نجمات مثلها ولكن من مميزات ليلى انها ممثلة لا تخشى خوض التجارب دائما مهما كانت مختلفة وحسابتها فنية بحتة، حتى إنها تعرضت لخسائر إنتاجية بسبب تلك المغامرات الفنية المغايرة حينما أقدمت على الإنتاج من أجل عشقها للسينما، ليلى كانت في حاجة لكسر حالة الجمود والتواصل مع النجوم الحاليين ورغم أنها ليست كوميديانه إلا أن مشوارها السينمائي الطويل تضمن مشاركتها في بطولات أفلام لأهم نجوم الكوميديا مثل عادل إمام وسمير غانم، وصولا للكوميديانات الجدد محمد هنيدي وعلاء ولي الدين عندما شاركتهما بطولة فيلم "حلق حوش" وانطلقا بعدها للبطولة المطلقة،  والآن تعود مرة أخرى بتجربة جيدة مع الكوميديانات الحاليين، ويحسب لها تلك الخطوة وأتمنى أن تجد سيناريوهات مناسبة الفترة القادمة.
السينما الكوميدية في حاجة لدماء جديدة دائما حتى تستمر جاذبة للجمهور والثنائي حمدي الميرغني ومحمد سلام نجحا في المشاركة في تحمل بطولة هذا الفيلم بشكل يؤهلهما للاستمرار في تقديم بطولات كوميدية سينمائية أرجو أن تكون مشتركة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط