الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد المعطى أحمد يكتب: توظيف العقل

صدى البلد

زمن المعجزات لاينتهى أبدا,فكل شىء يمكن أن يتغير.الهزيمة تصبح نصرا,والعجز يصبح إقداما,والظلام يصبح نورا,فذلك من طبائع الأيام,ومن طبائع البشر أن يتأرجحوا بين اليأس والرجاء,وحين يبلغ اليأس منتهاه تهب العاطفة ساخنة هوجاء,تدفع صاحبها ذات اليمين وذات الشمال,فيبكى تارة ويضحك تارة ويغضب تارة أخرى,ولكنه لايحقق مايريد,وفى النهاية يتهاوى خامدا,وربما لأن من خلقنا هو الأعلم بما وهبنا من أدوات لمواجهة الأزمات,وجهنا إلى أن نعقلها ونتوكل.كلمة السر إذن هى العقل,فإذا اندفعت وراء عاطفتك على حساب عقلك خسرت كل شىء.
حين ينتهى عام ويبدأ آخر يستقبل الناس العام الجديد بالاحتفال والغناء والسهروتبادل الهدايا,وكأن العام الماضى عدو ارتاح الجميع لرحيله لكن الحقيقة غير ذلك,فالزمن هو خير معلم,ولو تأمل الناس فى تاريخ عام مضى لتعلموا منه كثيرا.
لولم يصمد شعب غزة فى وجه آلة الحرب الإسرائيلية لما خرجت جحافل البشر إلى الشوارع فى شرق الدنيا وغربها مطالبة بوقف العدوان.ولاشك أن المطالبة برد الظلم تستحق الثناء,ولكن الحصار والجوع والظلام الذى فرضه الحصار على أهل غزة لايزيدهم إلا إيمانا بقضية الوطن المسلوب,وليس معنى ذلك أن نحسد أهل فلسطين على المعاناة والقدرة على الصمود,ولكن لايكفى أن نطلق الشعارات ونعتصم أمام السفارات ولايكفى أن تبكى الثكالى والأرامل.المطلوب هو توظيف العقل.
لماذا أصبحت إسرائيل دولة عظمى فى غضون 73عاما بينما تراجعت الأمة العربية خطوات إلى الوراء؟هذه هى المسألة,والإجابة ليست سهلة وليست حاضرة,ويكفى أن يقال إن أحد أركان النجاح هو الإيمان بقضية,والعمل على النجاح فيها عملا دؤوبا متصلا وفقا لخطة.عملهم بدأ منذ ألف عام,وظهرت بوادره خلسة فى أوروبا العصور الوسطى,ولم تظهر بوادره علنا إلا فى ظروف الحرب العالمية الأولى والتى أثمرت وعد بلفور,فمتى يبدأ عملنا نحن؟
جنين القومية العربية أجهض قبل أن يولد,ولكن ذكراه تظل ناشبة فى القلوب,وربما أجهض الجنين لحكمة لاندركها,وليس هذا هو المهم.المهم هوان تقوى كل بقعة من أرض العرب بهمة أهلها,وأولى الأمر فيها,وإيمانهم بأن الكثرة نعمة,والثروة نعمة,والأرض نعمة,والإيمان نعمة,ولكن أحدنا"لايؤمن حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه",وان رفعة ركن من أركان الأمة رفعة لكل أركانها.
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة,وربما تكون الخطوة الأولى- فى رحلة العرب نحو هدف منشود- حدثا يمر من دون أن ينتبه إليه أحد.قد يكون ذلك الحدث هو التفكير فى إصدار عملة موحدة,وقد يولد من رحم تلك العملة الموحدة دينار عربى يصبح ندا للدولار واليورو,وقد تكون الخطوة الأولى دعم طالب فلسطينى أو طالبة لاكتساب العلم,وإن لم يمتلك أحدنا الإمكانية قد تكون هذه الخطوة قراءة كتاب فى التاريخ نتعلم منه شيئا عن الخصم.الدعوة المخلصة حركة نحو الهدف,والفكرة الجيدة تحرك نحو الهدف,وصدق المثل الانجليزى القائل:"لاتغضب من خصمك.ارتفع إلى مستوى قوته".    
• صار أمرا ضروريا اتخاذ مايلزم لتحجيم ظاهرة العشوائيات فى كل شىء حولنا,ومنها عشوائية غياب جراجات السيارات بالمبانى,وغياب الجراجات العمومية منها, مما شوه الطرق,وجعلها جراجا عاما,وحرم المواطن من أن يجد رصيفا يمشى عليه,أو يجد مكانا يركن به سيارته لقضاء حاجة له, مما أدى إلى تشويه الطابع الجمالى أيضا,وعشوائية المطبات بالشوارع,والتى أصبحت موقفا إجباريا لمحلات عشوائية,أو باعة متجولين,أو متسولين,وتسببت فى اختناقات مرورية,وعشوائيات التراخيص الممنوحة للمطاعم والمقاهى والنوادى على جانبى نهر النيل,وحرمان المواطن من أن يستمتع برؤية النهر,والاستمتاع بالمشى على جانبيه, ناهيك عن التلوث الذى تسببه تلك المطاعم والمقاهى للهواء والماء,وعشوائية المواصلات العامة والخاصة من ميكروباصات وأتوبيسات وتكاتك,وعدم وجود مواقف خاصة لها,وتوقفها العشوائى فى أى مكان مما شوه الطرق,وأدى إلى اختناقها.أيضا عشوائية سير عربات النقل ونصف النقل واختلاطها بسيارات الركوب وتدميرها الطرق، وتسببها فى حوادث كثيرة، فهل من مراقب ومحاسب لمن يتسببون فى كل تلك العشوائيات؟
• فى 8 يونيو عام 2004 فقدت الساحة الغنائية محمد قنديل فنانا أضاء الوجود حولنا,حيث كان يتمتع بابتسامة عريضة وتواضع جم فهو الذى أمتعنا بالعديد من الأغنيات أذكر منها:سماح تلات سلامات- رمش الغزال- الغورية- ياللى جمالك عجب- جميل واسمر- سحب رمشه- شطين ومية- الحلو أبو شامة- أبوسمرة السكرة- ياحلو صبح ,وفى الأغنيات الدينية:على قدمى- مدد.والوطنية:ع الدوار. وفى بداية عهد ثورة 23 يوليو1952 وعن قيام الوحدة بين مصر وسوريا فى فبراير 1958:وحدة مايغلبها غلاب,وفى مجال الأوبريتات الإذاعية:سوق بلدنا- ملاح النيل- الرجل السعيد.قال عنه المسيقار الكبير محمد عبدالوهاب:صوت مصرى أصيل,وقالت عنه كوكب الشرق أم كلثوم:إنه من أحب الأصوات الرجالى إليها ووصفته بأنه سلطان الغناء الشعبى الراقى الخالى من الإسفاف.أعتقد أن صورة هذا الفنان العظيم وضحت للجميع,فلقد ذهب المطرب محمد بجسده,وبقى قنديل الغناء بيننا .رحمه الله بقدر ماأسعدنا بصوته وابتسامته المشرقة.   
• أكد وزير المالية أن الإيرادات المتوقعة فى السنة المالية الجديدة 900 مليار جنيه 75%منها يأتى من الضرائب, وأن خدمة الدين فوائد وأقساط 817 مليار جنيه فيتبقى من الإيرادات 83 مليار جنيه فقط، بينما المطلوب للمصروفات 1438مليار جنيه!وهذه الأرقام تعنى أن مصر مجبرة خلال العام المالى الجديد على اقتراض أكثر من تيريليون جنيه، والسؤال:هل يستطيع أى اقتصاد فى العالم أن يعيش على الاقتراض والضرائب؟!
• فى ظل التغييرات التى تحدث فى الإعلام حاليا هل تدرك القنوات الفضائية أهمية وجود محتوى موجه للأطفال بدلا من اللجوء إلى البرامج غير المصرية؟ أطرح هذا السؤال لأننى فوجئت بحفيدتى ذات الخمس سنوات تنطق كلمة "فلفل"بضم الفاء,وعندما صححت لها النطق بكسر الفاء صدمتنى بقولها :"دى باللغة العربية ياجدو",لأنها للأسف ترى برامج غير مصرية!!