الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سباق الفضاء بين أمريكا والصين|بكين تبني محطتها الفضائية بمعزل عن القوى الدولية

محطة الفضاء التى
محطة الفضاء التى تعمل الصين على بنائها

أطلقت جمهورية الصين، اليوم الخميس، مهمتها التاريخية الأولى على متن صاروخها الفضائي "لونغ مارتش -2 إف"، والذي يحمل لأول مرة رواد فضاء صينيين، في رحلة تاريخية إلى محطة الفضاء التى تبنيها الصين كجزء من برنامجها الطموح لترسيخ مكانتها كقوة فضائية عالمية صاعدة.

 

أول رحلة مأهولة

وأقلع الصاروخ الصيني الجديد "لونغ مارتش – 2 إف"، من قاعدة إطلاق الصواريخ في صحراء منطقة غوبي شمال غرب الصين، وعلى متنه مركبة "شنتشو – 12" الفضائية، وبداخلها 3 رواد فضاء من المقرر أن يقضوا 3 أشهر في محطة الفضاء الصينية "تيانغونغ" الجاري إنشاؤها.

أطول مدة زمنية للصين بالفضاء

وتعد تلك المهمة لرواد الفضاء الصينيين هي أطول مهمة مأهولة للصين حتى الآن بالنسبة لبكين، وتأتي في ظل أجواء متوترة بين الصين والدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، لأن نجاح بكين في تلك المهمة له أهمية بالغة ويدخلها مرحلة متقدمة من استكمال محطتها الفضائية الخاصة.

 

أمريكا تقصي الصين

وتأتي تلك البعثات الفضائية الصينية المتواصلة، وإصرارها على بناء محطتها الفضائية الخاصة، بعيدا عن المحطة الفضائية الدولية التي تجمع كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وكندا وأوروبا واليابان، بعد رفض أمريكا لطلب الصين بالسماح لها المشاركة في المحطة الفضائية الدولية.

 

صراع الفضاء

ومن المقرر أن تخرج المحطة الفضائية الدولية من الخدمة عام 2024، في حين تسعى ناسا لتمديد عمرها حتى عام 2028، بينما ستبقى محطة الفضاء الصينية "تيانغونغ"، في الخدمة لمدة 10 سنوات على الأقل، وتلتحم بها مركبة "شنتشو – 12" التي انطلقت اليوم.

 

وكانت الصين أطلقت عدة رحلات فضائية سابقة لتلتحم بالمحطة الفضائية التابعة لها لغرض تزويدها بالطعام والوقود والمعدات التحضيرية لمهمتها المأهولة الجارية.

 

ثالث قوة فضائية

وتمكنت جمهورية الصين الشعبية من إطلاق رحلات الفضاء المأهولة وتشغيل خدمة إطلاق قمر صناعي تجاري، بجانب بناء محطة فضاء صينية وبرنامج لإرسال مسابير غير مأهولة إلى المريخ، لتصبح ثالث أكبر قوة فضائية بين دول العالم.

 

كما تمتلك الصين خبرات طويلة نسبيا في مجال الفضاء، ففي 15 أكتوبر عام 2003 تمكنت من تطوير قدراتها الذاتية في رحلات الفضاء البشرية بعدما تمكن يانغ لي وي من  دخول المدار في مهتمة الفضائية شينزو5، وفي عام 2006، أعلنت أمريكا في تقريرها الصادر عن وزارة الدفاع أن التواجد الصيني في الفضاء أصبح متزايدا بشكل كبير.

 

 

أهداف محطة الفضاء الصينية

وتسعى الصين جاهدة حاليا لاستكمال بناء محطتها الدولية الخاصة، والتى من المتوقع أن تساعدها في تشغيل تلسكوب فضائي جديد يسمى "شونتيان"، والذي يهدف إلى منافسة تلسكوب هابل الأمريكي، حيث يمتلك التلسكوب الصيني مجال رؤية أكبر من هابل بمقدار 300 ضعف.

 

 كما ستلعب المحطة الصينية دورا هاما لاختبار التكنولوجيا الصينية، والتي تساهم في تأكيد التواجد الصيني على القمر والمريخ، ومن أبرز تلك التكنولوجيا هي:

  • أنظمة السكن ودعم الحياة والطاقة الشمسية في الفضاء.
  • تقنيات التدريع ضد الإشعاع.
  • تطوير تكنولوجيا مقاومة آثار النيازك.

 

إثبات المكانة الدولية

ولكن يظل الهدف الحقيقي وراء تلك التحركات الفضائية هو إثبات المكانة بين دول العالم الغربي، وأن حضور الصين وسط القوى الفضائية العالمية أصبح فعليا بمقرها الدائم المتمثل في محطتها الفضائية حول الأرض.