الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدب في مواجة النسر

الصين وروسيا أم أمريكا وأوروبا.. من ينتصر في تحالف الأقوياء؟

الرئيسان الصيني والروسي
الرئيسان الصيني والروسي في لقاء سابق

وفق تقارير صحفية أمريكية،تشابهت في الطرح التحليلي، فإن أكبر ما يقلق أمريكا والغرب هو التقارب الروسي الصيني، خاصة وإن الأولى هي القوة الثانية في العالم عسكريًا بعد الولايات المتحدة، والثانية هي الاقتصاد الأقوى عالميًا بعد أمريكا، والأكثر تشغيلًا في العالم.

 

وكبرهان على التفوق الصيني، كانت الصين هي الدولة الأقوى عالميًا التي استطاعت تطبيق اغلاق كامل وحجر صحي صارم في ووهان والمدن التي تفشي فيها وباء كورونا، بدرجة لم تصلها أي دولة أخرى في العالم، فأمريكا لم تقترب من اغلاق الصين بأي درجة، وهذا ما انعكس في الإصابات والوفيات، حيث جاءت الولايات المتحدة كأكبر دول العالم التي مات مواطنوها جراء المرض بينما لم تقترب الصين من بعض الدول المتوسطة الإصابات والوفيات حتى.

وظهر وفق تحليل سي إن إن الأمريكية، إن العلاقات بين موسكو وبكين في "مستوى عالٍ غير مسبوق"، وهو أمر يمثل قوة تضاهي المعسكر الأمريكي الأوروبي، ما يقول بإمكانية تكرر مشاهد الحرب الباردة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشبكة NBC في مقابلة صحفية ، أن "مستوى العلاقات (الروسية الصينية) عالٍ وغير مسبوق"، وإنه لا يعتبر الصين تهديدا، لأن الصين دولة صديقة، ولم نعلنها عدو، كما فعلت الولايات المتحدة".

وردت بكين على الثناء الروسي وقالت إن "السماء هي الحد للتعاون بين البلدين"، 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في إفادة صحفية إن "الصين وروسيا متحدتان مثل الجبل، وصداقتنا لا تنكسر" .

وفي السنوات الأخيرة، زادت علاقات التعاون بين البلدين وسط تدهور علاقاتهما مع الغرب.

و بالنسبة لروسيا ، كان المحور لثاني أكبر اقتصاد في العالم هو الحل الطبيعي للعقوبات المتعلقة بضمها لشبه جزيرة القرم وتوغلاتها في شرق أوكرانيا في عام 2014. 

وكانت بكين أكثر من سعيدة بتبني علاقات أوثق مع جارتها الشمالية مع تصاعد التوترات في كل دولة تقريبًا، خاصة جانب علاقاتها مع الولايات المتحدة.

 

وتعد موسكو أيضًا أكبر مورد للأسلحة لبكين ، حيث توفر 70٪ من واردات الصين من الأسلحة بين عامي 2014 و 2018.

وعلى الجبهة الدبلوماسية، غالبًا ما انحازت بكين وموسكو إلى بعضهما البعض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، وواجهتا الولايات المتحدة وحلفائها في قضايا مثل سوريا ، بينما رفضت الانتقادات الغربية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان لكن تحالفهما التكتيكي أصبح أكثر إلحاحًا منذ أن تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة مع تعهده بتأكيد قيادة الولايات المتحدة على المسرح العالمي.

 وفي عهد بايدن، أكدت واشنطن مرارًا وتكرارًا، إن روسيا والصين أكبر تهديد للنظام الدولي القائم على القواعد ، حيث تحشد الحلفاء للاتحاد في معركة أيديولوجية واضحة بين الديمقراطية والاستبداد.

ورداً على ذلك ، قدمت موسكو وبكين جبهة موحدة قوية ضد الانتقادات ، فضلاً عن ما وصفته بـ "محاولات تدمير" علاقتهما.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو "علينا أن نقول لمن يحاولون بكل الوسائل دق إسفين بين الصين وروسيا أن أي محاولة لتقويض العلاقات الصينية الروسية محكوم عليها بالفشل".

لكن على الرغم من إظهار الوحدة، لا يزال هناك الكثير من احتمالات الاحتكاك أو التراجع في العلاقات إلا إنه وبشكل عام تظهر الجبهة الروسية فيما يخص مصالحهما المشتركة كجبهة أقوى من جبهة أمريكا أوروبا، إلا أن تأثيرهما العالمي ليس الأقوى فيما يخص دول العالم الأخرى، إذ تبقى الغلبة في كفة أمريكا حتى الآن ، فتأثيرها في القرار الدولي أكبر بالنسبة للدول الأخرى، بينما تأثير أمريكا على هاتين الدولتين في حدودها الدنيا.

وتقول سي إن إن الإخبارية، إن العلاقات التجارية بين البلدين غير متوازنة، فالصين هي الشريك التجاري الأكبر لروسيا ، في حين أن روسيا هي شريك تجاري أقل أهمية للصين.