الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يستخدم الاغتصاب سلاح حرب.. أبي أحمد رجل فقد شرفه في تيجراي

أبي أحمد ريس وزراء
أبي أحمد ريس وزراء اثيوبيا

أجرت إثيوبيا انتخابات عامة الاثنين الماضي وسط حرب طاحنة في منطقة تيجراي الشمالية، واتهامات بقمع الحكومة للمعارضة، وزعم رئيس الوزراء أبي أحمد أن التصويت كان "المحاولة الأولى لإثيوبيا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة" في تاريخ الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.

وهذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها الاصلاحي أبي - كما يدعى - ناخبين منذ توليه السلطة في 2018 في وقت احتجاجات مناهضة للحكومة، وكان قد تولى منصبه واعدًا بإصلاحات وتحرير، وأطلق سراح عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، وشرع أحزاب المعارضة، وفتح الاقتصاد المملوك للدولة إلى حد كبير أمام المستثمرين الأجانب في وقت مبكر من ولايته، ونال إعجاب المجتمع الدولي. 

والأهم من ذلك أنه أنهى الصراع الذي دام 20 عامًا مع إريتريا المجاورة، وحصل بسببه على جائزة نوبل للسلام في عام 2019، ولكن في الوقت الذي أجرى إصلاحات في ما كان لفترة طويلة واحدة من أكثر الدول استبدادًا في إفريقيا، كان العنف بين المجموعات العرقية العديدة في إثيوبيا ينفجر أحيانًا ، مما أدى إلى فرار ما يصل إلى مليوني شخص من ديارهم.

وبعد سلسلة من اغتيالات السياسيين البارزين، عاد أبي إلى الإجراءات الاستبدادية للحكومات السابقة، بما في ذلك إغلاق الإنترنت واحتجاز الأشخاص المشتبه في ارتباطهم بعمليات القتل. 

مع ذلك، كان قرار أبي حل حزبه، الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية (EPRDF)، التي حكمت إثيوبيا لما يقرب من ثلاثة عقود، لتشكيل حزب الازدهار، من شأنه أن يلعن قيادته وسمعته في الخارج. 

الحزب الحاكم في تيجراي، جبهة تحرير شعب تيجراي، سيطر لفترة طويلة على الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية؛ اعتقادًا منه بأن نفوذها في حزب الازدهار سينخفض​​، ورفضت الانضمام إلى التحالف الجديد، وهي مواجهة أدت في النهاية إلى قيام حكومة أبي الفيدرالية بشن حرب على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في نوفمبر 2020.

وأسفرت الحرب التي أضرمها أبي في تيجراي عن اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مثل مذبحة لمئات المدنيين العزل في بلدة أكسوم، على أيدي القوات الإريترية المتحالفة مع القوات الإثيوبية. 

وزعمت بعض المصادر داخل المنطقة المضطربة أن الاغتصاب يستخدم كسلاح حرب، بل إن القوات الاثيوبية متهمة أيضا بارتكاب فظائع، فقد قتل الآلاف، على الرغم من عدم توفر إحصاءات دقيقة لتلك المذابح.

فالمعلومات الواردة من المنطقة شحيحة؛ لأن الحكومة الإثيوبية حظرت إلى حد كبير دخول الصحفيين واضطهدت بعضًا ممن يدخلون

فشل أبي أحمد 

وكما زعمت منظمة العفو الدولية أن العاملين في المجال الإنساني ممنوعون من دخول المنطقة، على الرغم من أن الملايين بحاجة ماسة إلى من يساعد، تخشى وكالات الإغاثة أن يتعرض مئات الآلاف لخطر المجاعة.

وقال ويليام دافيسون، المحلل الأثيوبي الكبير في مجموعة الأزمات الدولية، وفقا لتقرير نشرته مجلة أمريكية، أنه لن يتم إجراء التصويت في تيجراي، ولا في بعض المناطق الأخرى من البلاد، بسبب انعدام الأمن والمشاكل الأخرى، مما يقلل من مصداقية العملية. 

وأضاف "يبدو أن حوالي خُمس الدوائر الانتخابية لن تكون هناك انتخابات في 21 يونيو". 

وتابع قائلا إن “الأهم من ذلك، أن الحرب في تيجراي، وتزايد التمرد المسلح في أوروميا، قد أظهر بالفعل أن أبي فشل في نهاية المطاف في منع استخدام العنف لمحاولة حل المشاكل السياسية”.

وواصل دافيسون قائلا: عندما وصل أبي إلى السلطة، رحب المجتمع الدولي به باعتباره مصلحًا طموحًا، وهذا البريق اختفى في ظل الحرب في تيجراي، ومن غير المرجح أن يعود.