الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البوستة الفرنساوي.. حكاية مبنى قديم عمره 154 سنة أصبح من تراث بورسعيد

صدى البلد

مبني البوستة الفرنساوي بمحافظة بورسعيد مازال متواجدا حتي وقتنا ويقع عند ناصية تلاقي شارعي صفية زغلول (اوجيني) وشارع ممفيس بالقرب من باب رقم 8 الجمركي، والذي شهد إصدار مجموعة من الطوابع الفرنسية تم إستخدامها فى مصر بعد توشيحها بقيمة العملة المصرية “مليم”، وبعضها تم توشيحه باسم {بورسعيد} واستمر مكتب البريد الفرنسى فى بورسعيد فى الفترة من 1867ـ1899

تمر على هذا المبنى وتراه مجرد شيء قديم ربما لا قيمة له، من فرط مظاهر الإهمال الواضحة عليه تماما، لكنك ستغير وجهة نظرك تماماً عندما تكمل القراءة هنا، لتعرف قصة أحد المبانى التاريخية المهمة فى مدن القناة، وربما تصاب بدهشة عندما تعرف أنه عبارة عن مكتب بريد تحول إلى كباريه قبل عشرات السنين فى بورسعيد.

ونري في الصورة الأولي خلف مبني البوستة ذلك المخزن الكبير العالي الارتفاع وكان قد بني في الأساس كمغلق (مخزن) لبيع الأخشاب والتي كانت المادة الأساسية للبناء في بورسعيد في ذلك الوقت وكان عرق الخشب والذي كان يستعمل كعمود تستند عليه بلكونات البيوت والبالغ ارتفاعها 6امتار بنصف فرنك اي ما يساوي قرشان صاغ في ذلك الوقت.

وتستمر رحلة ذلك المبني، عندما استأجرته شركه كوكاكولا كمخزن لها ومقر لبيع منتجاتها ثم تستولي عليه شركة تجارة الأغذية والسلع التموينية ببورسعيد واستقطع جزءا منه على الناصية المطلة علي شارعي محمد محمود وممفيس.

 وهو من منشآت الجاليات الأجنبية بمدينتى الإسماعيلية وبورسعيد فى عصر الأسرة العلوية (1220-1372هـ/1805-1952م) دراسة آثارية معمارية فنية”.

يقع المبنى بمدينة بورسعيد بنطاق حى الشرق» حى الإفرنج» بشارع صفية زغلول» شارع أوجينى سابقا»، ويرجع تاريخ إنشاء مبنى البريد الفرنسى إلى عام 1867م/1284هـ، أى قبيل افتتاح القناة للملاحة بعامين تقريبا، وشيده الخواجة جان باتست بيير وكان فرنسى الجنسية، ويذكر المؤرخ اليونانى ديمتريوس خالدبيس فى كتابه «ذكريات وأحداث فى بورسعيد» وتحديداً فى صفحة 129 أنه عند افتتاح قناة السويس أقيم حفل كبير بهذه المناسبة العظيمة فى مبنى البريد «البوستة الفرنسية»، وظل المبنى يستخدم كمكتب بريد ومقر لإقامة مدير البوستة انطوان جريما.

المفاجأة والإثارة كانت فى تحول المبنى فى وقت ما إلى كباريه وتحديدا فى 9 أكتوبر سنة 1943م بعد أن بيع إلى سيدة فرنسية تدعى تريزا جوزيف رومانو.


أما عن سبب إنشاء مبنى البريد لما كان لموقع مدينة بورسعيد عند المدخل الشمالى لقناة السويس التى تربط شرق العالم بغربه، وتوافد أعداد كبيرة من الجاليات الأجنبية سواء للإقامة أو للعمل فى مشروع حفر القناة، كذلك تردد أعداد كبيرة من البحارة الأجانب عند دخول السفن ميناء بورسعيد للقيام بأعمال الشحن أو التفريغ، أصبح هناك الحاجة لوجود مكتب بريد قريب من الميناء ليكون همزة الوصل بين هؤلاء الأجانب وذويهم.

ويبقى المبنى حتى يومنا هذا وقد إنتقلت ملكيته إلى أحد رجال الأعمال، ويعد من أهم المبانى التراثية  المميزة وتم إدارجه فى قائمة المبانى ذات الطراز المعمارى المميز، إلا انه مغلق ويعانى الإهمال والشروخ الواضحة بالواجهات وسقوط بعض الأجزاء، فهل سيتم ترميم وإحياء المبنى للحفاظ على ما تبقى من تراث المدينة أم ستناله معاول الهدم؟

FB_IMG_1624639651733
FB_IMG_1624639651733

-