الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب خفية ضد صغارنا!

هل أبناءنا في الخارج فقط هم الفئة المستهدفة من تلك الحرب الضارية لطمس هويتهم المصرية؟!،.. ربما سهلت معيشتهم بعيداً عن أرض الوطن المهمة على من يسعى لتغريب عقولهم، واستبدال معتقداتهم بأخرى مغايرة تماماً لأفكارنا بل ومذاهبنا الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية.. لكن الأكيد أن صغارنا في الداخل أيضاً ليسوا بعاد عن هذه الحرب الخفية، فلو تتبعت حوارات الصغار على مواقع التواصل الاجتماعي ولغتهم الجديدة المسماة "فرانكو أراب" والتي سبق وحذرت منها من خلال مقال بعنوان "لغتنا في خطر" وفيه ذكرت أن الاستعمار التكنولوجي أخطر وأعنف من الحروب العسكرية، لوجدت أننا أمام جيل تم الاستيلاء على أبجديته اللغوية في غفوة فكرية لبعض الأسر.. وإذا لاحظت أحوال أبناءنا في كثير من المدارس الدولية القائم نظامها التعليمي على "لوي" ألسنة طلابها بلغات أجنبية ناسين أو متناسين لغتهم العربية ومناهجهم الدينية، وهو ما ذكرته في مقال أخر بعنوان "النجاح ليس مدرسة دولية وفقط"، لوجدت أن صغارنا على أرض الوطن يتعرضون لطمس هويتهم الوطنية على مرأى ومسمع منا..

أقول هذا الكلام بمناسبة خبر قرأته عن دعوة وجهتها وزيرة الهجرة  وشئون المصريين بالخارج السفيرة نبيلة مكرم إلى الكاتبة سماح أبو بكر عزت المتخصصة في أدب الطفل، للمشاركة في المعسكر المزمع إقامته في منتصف الشهر لأبنائنا في الخارج.. لتقوم الكاتبة بعرض محتوى كتابها "قنال لا تعرف المحال" والذي يسرد قصة نجاح مصر في تعويم السفينة "ايفرجين" بأسلوب مبسط للأطفال، فضلاً عن توزيع نسخ من القصة وصورة منها على شكل "بازل".. وذلك ضمن المبادرة الرئاسية "أتكلم عربي" الهادفة لترسيخ الهوية المصرية في نفوس أبناءنا في الخارج..

ولا أنكر مقدار سعادتي بهذه المبادرة، وما تبذله وزيرة الهجرة من مجهودات للحفاظ على مصرية أبنائنا في الخارج.. لكن أليس صغارنا على أرض الوطن أيضاً بحاجة لمن يحمي أفكارهم من صفحات فيسبوكية وأنظمة تعليمية تتسلل دون أن نشعر إلى حائط ذاكرتهم لتمحو عاداتهم وتقاليدهم؟!.. 

أعتقد أن حروب طمس الهوية لم تترك أولادنا لحال سبيلهم سواء في الداخل أو الخارج،.. لذا أتمنى أن تشمل تلك المبادرة صغارنا على ارض الكنانة خاصة أنهم يواجهون حرب أخطر،.. فالساعي لطمس هويتهم عدو غير معلوم.. ومواجهته تتطلب ألعاب، كتب، مجلات، أفلام وبرامج إعلامية متخصصة  تتناسب وعقليتهم.. فقصص ميكي،  تان تان، السندباد، والنينجا وغيرها من ذكريات الطفولة المحفورة كالوشم على أدمغة أباء وأمهات صغار اليوم لم تعد مناسبة لجيل "الاندرويد".. فإقناعه يستلزم أدوات متطورة تتناسب مع الطفرة التكنولوجية التي فرضت نفسها على العالم..  علينا مخاطبته بالعاب الكترونية تعزز هويته الوطنية، ومجلات تجيب على تساؤلاته الحائرة عبر أبطال مماثلين له في الظروف الاجتماعية، والمناخ التعليمي القائم على "الأون لاين"..  والأهم من كل ما قيل ويقال أباء وأمهات يعززون أواصر الصداقة بينهم وبين أطفالهم، ويغرسون داخلهم القيم والمفاهيم السليمة حتى يغلقوا الباب في وجه أي مغتصب لهوية أبنائهم الوطنية..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط