الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عجوز أمريكية تسكن قرية بمفردها.. ما قصة إليسه إيرلر في مونوي؟

 إليسه إيرلر
إليسه إيرلر

تعتبر الوحدة من أسوأ المشاعر التي قد يعيشها الإنسان على الإطلاق، وهذا إذا كانت في نطاق بيت، فما بالك بقرية كاملة لا يسكنها إلا سيدة عجوز تبلغ من العمر 87 عامًا.

تشهد قرية مونوي في ولاية نبراسكا الأمريكية واقعا أسوأ بكثير من قيود العزلة التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد ( كوفيد_19) على العالم أجمع.  

قرية مونوي

قصة القرية 

 في عام 1902، أسست السلطات المحلية قرية «مونوي» أو المعروفة بقرية «الزهور» في الأطراف الشمالية النائية لولاية نبراسكا الأمريكية، عندما جرى توسيع شبكة السكك الحديدية.

وبعد 28 عامًا، سكن القرية 150 شخصًا على مساحة كيلومتر مربع واحد، لكن سرعان ما رحل الشباب الأوائل لأن القرية الزراعية لم يكن لديها الكثير لتقدمه.


وبعدما أوقفت السلطات المحلية مشروع توسيع السكك الحديدية، غادر الآخرون القرية أيضًا، ولم يتبق  سوى شخصين في مونوي، هما الزوجين إيرلر، رودي وإليسه.

منزل  إليسه إيرلر والحانة 

حياة السيدة 

 في قلب القرية توجد كنيسة مهجورة تملأ أركانها إطارات جرارات زراعية قديمة، ويقع أمامها مخزن متهالك للحبوب، ووسط مجموعة من المنازل المهجورة والمتهالكة، يقع منزل إيلير، وهو مبنى أبيض اللون، لكن الدهان المستخدم في طلائه من الخارج أصبح الآن قشورا بيضاء تكسو جميع جوانبه.

وعندما توفي رودي في عام 2004، بقيت الأرملة إليسه إيرلر فقط في القرية، والتي حتى اليوم تعيش وحدها  في مونوي وفق وسائل إعلام أمريكية. 

وفي القرية الأمريكية الشهيرة تعيش إليسه إيرلر شاغلة مهام عديدة، أبرزها أنها عمدة القرية وأمينة مكتبتها ومديرة نقابة في نفس الوقت.

وتدير إيلير بجوار منزلها حانة صغيرة، تعد فيها بعض الأطعمة، وزجاجات الجعة للزائرين المحتملين، وهناك لافتة كُتب عليها: «مرحبا بكم في أشهر حانة عالمية في مونوي» 

ولا ترفه إيرلر عن نفسها فقط في هذه الحانة، إذ لديها عدد من الزبائن المخلصين، يقودون سياراتهم مسافة 140 كيلومترا للوصول إلى القرية وقضاء بعض الوقت في الحانة، وغالبية الزبائن من السكان الذين عاشوا سابقا في القرية قبل هجرها.

وتعتني إليسه إيرلر بالحانة منذ عام 1971، عندما اشترتها هي وزوجها، ولم تتغير الأسعار كثيرًا منذ سنوات، فالهامبرجر يكلف 3.50 دولار، والجبن 25 سنتًا إضافيًا.

إليسه إيرلر مع زبائنها 

حياة  الأرملة المسنة

كما أن الأرملة المسنة لم تغير روتينها اليومي في ظل وباء كورونا، إذ تستيقظ في الصباح، وتذهب إلى الحانة ثم تعود إلى المنزل في المساء.

وتجمع إيلير من نفسها نحو 500 دولار أمريكي كضرائب مستحقة عليها سنويا، من أجل استمرار الخدمات الحكومية المتمثلة في إضاءة ثلاثة أعمدة إنارة بالبلدة، والحفاظ على استمرار تدفق المياه إلى منزلها.

تقول إيلير: "عندما أتقدم بطلبات للولاية للحصول على تراخيص بيع الخمور والتبغ، فإنهم يرسلونها إلي بصفتي أمينة صندوق البلدة، ثم أوقع عليها بنفسي بصفتي الموظفة الإدارية بالبلدة، ثم أقدمها إلى نفسي مرة أخرى بصفتي مالكة الحانة. 

كما تحتفظ إيلير بقائمة بالأماكن المتوفرة للإقامة في البلدة، في حال أراد أحد الحصول على مسكن يقيم فيه لبعض الأيام داخل البلدة.