الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مجلس الأمن وليبيا.. تشديد دولي وعربي على ضرورة إجراء الانتخابات

مجلس الأمن وليبيا.. تشديد دولي وعربي على ضرورة إجراء الانتخابات وطرد المرتزقة.. الدبيبة يؤكد: توحيد المؤسسات ونبذ الخلافات ضروري للاستقرار

صدى البلد

الدبيبة لمجلس الأمن: خروج المرتزقة من ليبيا أهم ما يواجهنا
كوبيش: هناك بعض المخربين الذين يعرقلون استقرار ليبيا
أمريكا:  الحل السياسي في ليبيا أمر ممكن وضروري وعاجل
روسيا: بوادر أمل بدأت تتكون بشأن الأزمة في ليبيا
مجلس الأمن الدولي: ندعم المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا

شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن آخر تطورات العملية السياسية في ليبيا مساء الخميس، إجماعًا دوليًا وعربيًا على ضرورة استكمال المسار السياسي عبر إجراء الانتخابات في موعدها المقرر وخروج المرتزقة والمليشيات الأجانب.

ولم يتوصل مجلس النواب الليبي وحكومة الوحدة الوطنية إلى توافق بشأن مشروع قانون الميزانية العامة منذ أسابيع، وسط استمرار النقاط الخلافية، التي سبق وأن طالب المجلس بتعديلها في الميزانية، ويتهم البعض الحكومة بتجاهلها.

واتهم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيش خلال الجلسة من وصفهم بـ"المفسدين" بمحاولة عرقلة إجراء انتخابات حاسمة في ديسمبر المقبل لتوحيد البلاد.

وقال المبعوث الأممي إلى ليبيا "تحدثت إلى العديد من اللاعبين الرئيسيين خلال زيارتي التي انتهت لتوها إلى ليبيا، وأكدوا جميعا التزامهم بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر المقبل"، مضيفا "لكنني أخشى أن العديد منهم ليسوا مستعدين لتنفيذ وعودهم".

وأشار كوبيش إلى فشل منتدى الحوار السياسي الليبي، وهو هيئة مكونة من 75 عضوا، في الاتفاق في وقت سابق من الشهر الجاري، على إطار قانوني لإجراء الانتخابات، ووضع خارطة طريق لإنهاء الصراع المستمر منذ عقد في البلد الغني بالنفط.

ونوه، إلى فشل القوات الأجنبية والمرتزقة في مغادرة ليبيا في غضون 90 يوما، كما هو مطلوب بموجب وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي، وعدم إعادة فتح الطريق الساحلي الذي يربط بين شرق البلاد وغربها، وهو بند رئيسي آخر لوقف إطلاق النار.

وحث كوبيش أعضاء المنتدى على تنحية خلافاتهم جانبا والاتفاق على اقتراح بشأن الأساس الدستوري للانتخابات، بحيث يمكن أن يتبناه مجلس النواب على الفور.

وشدد على أنه "يجب عدم السماح لجماعات المصالح والمفسدين والجهات المسلحة بعرقلة العملية الهادفة إلى استعادة شرعية ووحدة وسيادة الدولة الليبية ومؤسساتها، محذر من أن "استمرار وجود القوات الأجنبية والمرتزقة يهدد وقف إطلاق النار".

بارقة أمل

من جانبه، قال رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبدالحميد الدبيبة، إن ليبيا تعيش "بارقة أمل للخروج من النفق المظلم الذي تمر به" منذ سنوات، مضيفًا أن خروج المرتزقة من ليبيا يعتبر من "أهم ما يواجهنا".

وأكد الدبيبة أن "استمرار تواجدهم يشكل خطراً على العملية السياسة". وتابع: "الحكومة تؤكد على أن استمرار تواجد القوات االأجنبية على أرض ليبيا أمر مرفوض".

وشدد الدبيبة على أن توحيد مؤسسات الدولة الليبية "أمر ضروري"، لافتاً إلى أن الدولة نجحت في توحيد أغلب المؤسسات. وحث مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على توحيد بقية المؤسسات السياسية.

كما ناشد "مجلس النواب وأعضاء ملتقى الحوار السياسي لنبذ خلافاتهم من أجل الوصول للتوافق حتى نتمكن من إجراء الانتخابات في موعدها".

وقال "وصلنا بليبيا إلى وضع أكثر استقرارا بجهود الليبيين ودعم الدول الشقيقة ونتطلع إلى إنجاز الانتخابات البرلمانية والرئاسية" في 24 ديسمبر القادم، مشيرا إلى تشكيل لجنة وزارية لدعم الانتخابات وتخصيص "ما هو متاح من مبالغ" لدعم المفوضية العليا للانتخابات، رغم عدم إقرار الميزانية العامة من قبل البرلمان.

ودعا الدبيبة "الدول المعنية بالوضع في ليبيا للعمل على تهيئة المناخ للعمل الجماعي المنتج وإيقاف المحاولات الداخلية الممنهجة لإضعاف قدرة الحكومة عل مواجهة التحديات الاقتصادية".

من جانبها، قالت ليندا توماس جرينفيلد، مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن الحل السياسي في ليبيا "أمر ممكن وضروري وعاجل، لكنه يتطلب انتخابات يوم 24 ديسمبر" المقبل، مشددة على ضرورة "وضع الإطارين الدستوري والقانوني للانتخابات للتأكد من حدوث ذلك لضمان النهوض والازدهار وتوحيد البلاد".

وأضافت جرينفيلد: "لا ينبغي إرجاء هذه الانتخابات والعملية ينبغي أن يملكها الليبيون من دون أي تدخل أو نفوذ أجنبي، وأسعدنا الوجود الكبير في اجتماعات جنيف بالإضافة إلى تشكيل الحكومة الانتقالية، وتأكيد مؤتمر برلين على التزامه بدعم إجراء الانتخابات في موعدها الذي يتوقعه المجتمع الدولي، كما أقرتها خارطة الطريق".

تفاؤل روسي حذر

كما قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، إن هناك "تفاؤلاً حذراً" تجاه تطور الوضع في ليبيا، مشيراً إلى "بوادر أمل" بدأت تتكون.

وأكد نيبنزيا، خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن الدولي حول ليبيا، على أهمية إجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرر، بعد إنجاز القاعدة الدستورية المنظمة لها.

وطالب المندوب الروسي بانسحاب "تدريجي ومنسق" لجميع القوات الأجنبية من ليبيا، مشدداً على ضرورة التأكد من عدم "الإخلال بميزان القوى الحالي على الأرض"، والمحافظة على مصالح دول الجوار.

هذا وأكدت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، ترحيب بلادها بالتقدم الذي تم إحرازه في ليبيا من خلال "علمية برلين"، مشيرة إلى أن هناك "جهوداً إضافية تنتظرنا قبل إتمام عملية التحول في ليبيا". وأشارت المندوبة البريطانية إلى "خطوات عاجلة" يتعين معالجتها في ليبيا.

استمرار وقف إطلاق النار

وفي نهاية الجلسة، أكد مجلس الأمن الدولي في بيان دعمه للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا مشيراً إلى أهمية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة لا تقصي أحدا وذات مصداقية.

وشدد المجلس على أهمية "توحيد المؤسسات الليبية والحكم الرشيد وتحسين الأداء الاقتصادي بما في ذلك الاتفاق على ميزانية موحدة والاتفاق سريعا على التعيينات في المناصب السيادية" بما يتفق مع ما تنص عليه خارطة الطريق التي حددها منتدى الحوار السياسي الليبي.

وأشار إلى أهمية إجراء عملية "مصالحة وطنية شاملة" مرحبا بالدعم من جانب الاتحاد الإفريقي في هذا الصدد ولفت إلى "الدور المهم الذي تلعبه المنظمات الإقليمية بما في ذلك الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي".

وحث مجلس الأمن الدولي المؤسسات والسلطات الليبية على اتخاذ إجراءات فورية لتوضيح الأساس الدستوري للانتخابات.

وقال البيان إن المجلس يحث جميع الدول الأعضاء والأطراف الليبية أيضا على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة دون تأخير، ويؤكد أن على جميع الدول الأعضاء الامتثال لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا.

وأعرب المجلس عن قلقه البالغ إزاء تأثير الوضع في ليبيا على البلدان المجاورة ولاسيما منطقة الساحل.