الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى تأسيس الجمهورية..تونس على صفيح ساخن..احتجاجات ضد الإخوان وكورونا بالمرصاد

أرشيفية - تونس
أرشيفية - تونس

تحل اليوم 25 يوليو، ذكرى تأسيس الجمهورية التونسية التى تأسست عام 1957 بقرار المجلس القومي بالإجماع بإلغاء الملكية.

وتحتفل تونس بذكر تأسيس الجمهورية في ظل إنتشار فيروس كورونا "كوفيد-19" بالبلاد في موجة هي الأشد منذ ظهور الفيروس، وما ترتب عليها من تدهور الحالة الصحية وإعلان الرئيس التونسي قيس سعيد بتسلم إدارة أزمة كورونا في البلاد بدلا من وزارة الصحة التي فشلت في التعامل مع الأزمة.

بداية الجمهورية

جاء إعلان الجمهورية التونسية بعد عام ونصف من إعلان الاستقلال عن فرنسا، ليظهر بعد ذلك حزب الحر الدستورى الجديد وزعيمة الحبيب بورقيبة، الذى سيتولي مقاليد حكم البلاد كأول رئيس للجمهورية التونسية عقب حكم الملك الباي محمد الأمين باي.

ومنذ هذا الوقت يتكون نظام الحكم في تونس بنظام شبه رئاسي يتقاسم فيه رئيس الجمهورية مهامة مع رئيس الجمهورية، وهو كذلك القائد الأعلي للقوات المسلحة.

وبحسب الدستور التونسي ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع المباشر العام المباشر لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

رؤساء الجمهورية التونسية

أول رئيس للجمهورية التونسية هو الحبيب بورقيبة، والذي بقي في الحكم لمدة 30 سنة حتى تمت إزاحته عبر انقلاب 7 نوفمبر 1987 الأبيض، وذلك من قِبل رئيس وزرائه زين العابدين بن علي الذي عين نفسه رئيساً للجمهورية، وبقي بدوره في الحكم لمدة 23 سنة، حتى سقوطه في الثورة التونسية في 14 يناير عام 2011.

عين حينئذ فؤاد المبزع كرئيس مؤقت، وذلك حتى تسليمه السلطة في 13 ديسمبر 2011 المنصف المرزوقي والذي انتخبه المجلس الوطني التأسيسي. 

سلم المرزوقي السلطة في 31 ديسمبر 2014 لخلفه الباجي قائد السبسي الفائز بالانتخابات الرئاسية، ليصبح بذلك ثاني رئيس منتخب  بطريقة مباشرة في تاريخ تونس، حتى وفاته في 25 يوليو 2019، ليتولى رئيس مجلس النواب محمد الناصر الرئاسة مؤقتا لحين إجراء انتخابات رئاسية. 

وتولي بعد ذلك الرئيس الحالي قس سعيد مقاليد الحكم كرئيس للجمهورية التونسية وذلك منذ 23 أكتوبر 2019.

مظاهرات ضد الإخوان

وتشهد الجمهورية التونسية اضطرابات واسعة ضد حكم الإخوان المسلمين تطالب بحل البرلمان الذي يترأسه زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، وإسقاط الحكومة التونسية برئاسة هشام مشيشي وتشكيل حكومة جديدة.

وذكرت الإذاعة التونيسية أن عددا من المواطنين تجمعوا بشارع الحبيب بورقيبة قبالة ميدان، معلنين انطلاق مسيرة احتجاجية بالنشيد الرسمي التونسي.

هتافات ضد الجماعة الإرهابية

وخلال هذا التجمع رفعت شعارات مناهضة للحكومة والبرلمان من ذلك :" يا شعب سير سير ...بلا حكومة تونس خير"، كما رفعت شعارات هاجمت رئيس البرلمان الحالي راشد الغنوشي واتهمه المحتجون بالسمسرة صارخين :" من بنزرت لبن قردان.. حلوا علينا البرلمان ... والتعويضات للمستشفيات موش للنهضويين... وجوعتونا عشرة سنين من بنزرت لتطاوين ... خنتوا ها الشعب المسكين"!

تغيرات سياسية

وفي ولاية الكاف، تجمّع أمام مقر ولاية الكاف عدد من نشطاء المجتمع المدني، ورفعوا شعارات منددة بالحكومة وحركة النهضة الإخوانية وطالبوهم بالرحيل من المشهد السياسي محملين الطبقة السياسية التي حكمت تونس منذ 2011 مسؤولية  التدهور الذي تعيشه البلاد على جميع المستويات.

وتجمع نحو ثلاثمائة شخص صباح اليوم أمام مقر ولاية قفصة رافعين شعارات وهتافات تنادي بتغيير الطبقة السياسية في تونس، وأخرى تدعو إلى حل البرلمان ومحاسبة الفاسدين حسب المحتجين.

وفي سيدي بوزيد  خرج عدد من نشطاء المجتمع المدني في مسيرة سلمية جابت الشارع الرئيسي، وتوقفت أمام مقر بلدية المكان، حيث رفع المحتجون شعارات مناوئة للحكومة واخرى للمطالبة بحل البرلمان ومحاسبة الضالعين في تفشي فيروس كورونا المستجد.

أزمة كورونا

تعيش تونس وضعا وبائيا صعبا جراء تفشي فيروس كورونا في البلاد، وعدم قدرة الدولة على حل هذه الأزمة، مما استدعى من الرئيس التونسي قيس سعيد بإعطاء أوامره للجيش لإدارة أزمة كورونا في البلاد.

ألفا ودلتا في تونس

وتتميز الموجة الحالية في تونس بانتشار سلالتي "ألفا" البريطانية و"دلتا" الهندية في معظم محافظات الجمهورية التونسية، مما أدى إلى ارتفاع حالات الوفاة إلى أكثر من 100 حالة في اليوم، ومن المتوقع أن تتجاوز حالات الوفاة 300 حالة في اليوم بنهاية شهر يوليو الجارى.

إدارة الجيش للأزمة

وجراء هذا الوضع المتأزم في تونس أعلن الرئيس التونسي، خلال جولة تفقدية إلى مركز التلقيح في المنزه وشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة، أوامره للجيش بتولي إدارة أزمة تفشي فيروس كورونا، بدلا من وزارة الصحة المتخبطة في تعاملها مع الأزمة.

إقالة وزير الصحة

وبسبب هذا التخبط من وزارة الصحة التونسية في التعامل مع أزمة فيروس كورونا في البلاد، أمر رئيس الوزراء التونسي، هشام المشيشي، بإقالة وزير الصحة وتعيين وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي في منصب الوزير الصحة بشكل مؤقت.

الوضع في تأزم مستمر

وفي هذا الصدد يقول النائب المخضرم مبروك كورشيد، عضو البرلمان التونسي، إن الوضع الوبائي في تونس في تأزم مستمر وتفاقم، وأمس تم اقالة وزير الصحة، وتعيين وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي في منصب وزير الصحة بشكل مؤقت، الأمر الذي أثار حفيظة البعض، لأن وزارة بحجم وزارة الصحة لا بد أن يكون لها وزير مستقل ولا يعمل بصفة نائب وزير.

ندرة الأكسجين

وكشف كورشيد في تصريحات لـ "صدى البلد"، عن وجود أزمة ونقص بأنابيب الأكسجين، قائلا إن "هناك حديث عن ندرة الأكسجين في مستشفيات العزل وكميات محدودة هي التي تصل إلى المستشفيات من الأكسجين".

خطأ فادحا

وأشار إلى أن "وزارة الصحة ارتكبت خطئا جسيما، الثلاثاء، بالإعلان عن تلقيح حر لكل الشباب الذين تتخطى أعمارهم الـ 18 عاما بدون إعداد الإمكانيات اللازمة لذلك، مما زاد من إمكانية الاختلاط وبالتالي تفشي الوباء بشكل أكبر".

الأعلى عربيا وإفريقيا

وكان قد أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية، ايف سوتيران، إن تونس سجلت "أعلى حصيلة وفيات" بفيروس كورونا في المنطقة العربية والقارة الإفريقية.

وقال سوتيران إن "تونس لديها واحد من أعلى معدلات الوفيات في القارة الإفريقية والعالم العربي، حيث يتم تسجيل أكثر من 100 حالة وفاة في اليوم، في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي 12 مليون نسمة".

وأوضح أن "11% فقط من سكان تونس تلقوا جرعة واحدة من اللقاح، و 5% حصلوا على جرعتين، وهذا "بعيد عما يتطلبه الأمر ليكون تأثير المناعة الجماعي".

وتظهر أحدث أرقام وزارة الصحة التونسية حول Covid-19  تسجيل أكثر من 500000 حالة إصابة مؤكدة و 16388 حالة وفاة، مع تسجيل أكثر من 100 حالة وفاة كل يوم.