انطلقت هى بسرعة خاطفة، واختفت قبل أن استدير.. عدت إلى ما حولي ، لم أجد إلّا صحراء شاسعه ممتدة. لا شئ هنا لا أى اتجاه . أنا لا أحلم ، قطعاً لا أحلم . خلعت ساعة اليد و قربتها من أذني، التكتكة مسموعةأنا لا أحلم . بالتأكيد بيتى موجودو لكنهمختفىفيمكان قريب .
جلست انتظر .. لم يكن لدى رفاهية الاختيار . غابت الشمس ، نمت ، صحوت ، أشرقت ، مالت ، ثم غابت ، نمت ،و حلمتأنىأمثل دور البطولةفيفيلم سينمائي وانا أحتضنالبطلةأمام مخرج عجوز و عيونالناسو الكاميراتضايقني . لمحتخيبةالأملفيعيون كل منحوليكان كلاً منهم يتمنى تلقى نفس الاهتمام ...معزورونجميعاً فأنا بكاملحصونيلم أجسر علىالمعارضة.
صحوت ،و الجوعيطاردني . لم أجدإلّاهذةالأغصانالخضراء ، مضغتها ، أحسست بلذعه ، توقفت عن أكلها. الشمس فوقرأسيكحارس السجنالانفرادي، ضوء الشمس اشتد كأنها شحنت بطاريتها إلى آخرها ، أخطأتو عاتبتهافينظرة ، فلمأستطعسحبنظرتيو فقدتالوعي،و بعدأن غربت عدت للوعىو وجدتهاهىأمامي، انطلقتإليهابكلقوايأجرى ، وهى تجرى ، الحدائقواسعة، كل أثر من قدميها ينبت مكانه زهرة ، اختفت منأمامي، تذكرت جوعىفأكلتو ارتضيتهذه المرة بمّر و لذعه الطعم ، ثم عاودتالجريفيخط مستقيم . لا أجدشئ،و لكنىأحسست بطريقه ما أنى محاصر ، شاهدت وراء كل شجرة مُتخفى ، أحاطوني،و عندمااقتربت منهم اكتشفتأنهم عرائس خشبيه لا تقوى علىشئ، طال الترقبو غابتالشمس.وكأنعقاربالساعةلا زالت تتحركو الزمنمتوقف .
كلشئهنا قديم كجو المقبرة التى تفتح بعد مائة عام ، لم يطرق النوم جفنى، وظلوامستيقظينحولي، فى منتصف الليل سمعتهم يقولون لبعضهم ، أنها تحتل الصدارة بجمال يفوق كليوباتراو أنوثةأفروديت، هى من استطاعت أن تغير مجرى هذا النهر ، عيناها بحور ، شعرها ليل ، شفاها دواء ، أسنانها فضيه تضئ عتمه الليل كالبرق ، أنفاسها دليل حارو رطب.
أشرقت الشمس ، كنتبمفرديبلا حراس أو عرائس ، هى طائرة تحت عرش هذا القصرالأنيق. كان الباب مفتوح ، بوابه عتيقهو عملاقةلم تفتح منأحقاب ، أخترت أنا أبعد الأبواب ، دخلت ،و مشيتأعوام، نظرتخلفيو حاولتالعودة ،و لكنىوجدت ألف سورخلفي، نظرتأماميمرة أخرى وجدتنفسيفىمتنزهواسع مفتوح ، كانت هناك ، جالسه ، أشارت إلىّو اقتربتمنهاو أصبحتبجوارها تماماً ،جئبالطعام ،و أكلت.. لى أعوام وأنا جوعان ،جئ بالشراب، و شربت.. لى أعواموأنافاقدالوعيوالشغف. كانت لى كالظل الذىيأتيبعد لفحة شمس حارقة ، تلألأتأمامي كالفاكهةالطازجةالتى نبتت من ساعات ، ظننت أنها بقلب واحد ، اليوم تأكدتأنلديها مائه قلب .
أشارتو أطفاتالأنوار، أشارتو أنطفأالقمر.... وأنا ذاهل من عدم شروق الشمس بعدهذة الليلة، والصحراءالجرداء باتت تنبت بدون ماء .... !
مصطفى الشيمى يكتب: مائة قلب
