الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم عدم الوفاء بالنذر.. ضوابط يجب مراعاتها قبل إطلاقه

النذر
النذر

حكم عدم الوفاء بالنذر.. تبقى قضية النذر والوفاء به واحدة من الأمور التي تشغل أذهان عموم المسلمين لكثرة وقوع البعض فيه نتيجة إلحاح في طلب تحقق شيء يرغب فيه من قبل الله تعالى وحينما يتحقق له ما أراد يعجز البعض عن الوفاء بهذا النذر ما يجعله يقع في محظور شرعي، حيث للنذر أحكام وشروط للوفاء به أو اسقاطه.

وفيما يلي نرصد أهم الأحكام المتعلقة بالنذور:

مفهوم النذر وحكمه 

يعرف الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، النذر فيقول: "هو التزام قربة لم تتعين بأصل الشرع، بمعنى أن الشخص يلزم نفسه مثلا بأن يذبح "خروف" بعد زواجه أو إخراج شيء بعد تعيينه فى وظيفة، وإذا لم يف بهذا النذر يكون عليه كفارة للنذر".

وأضاف: "كفارة النذر هى إطعام 10 مساكين أو إخراج قيمتها ماليًا، وإن لم يستطع ذلك فعليه صيام ثلاثة أيام، والكفارة تلغى النذر ولا يكون عليه شيء"، مشيراً إلى أن النذر نوع من أنواع العبادة فلا يجوز صرفه لأحدٍ غير الله تعالى.

حكم عدم الإيفاء بالنذر 
وحول حكم عدم الإيفاء بالنذر يقول الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال إجابته على سائل يقول: "نذرت بشئ ولم أستطيع أن أوفيه.. فماذا أفعل؟"، إن الإنسان إذا ما نذر شئً لله فعليه أن يوفى بما نذره فإن لم يستطيع فعليه أن يخرج كفارة يمين. 
وأشار "عثمان"، إلى أنه يجب على الإنسان أن يوفى بنذره فإن لم يستطع وعجز فعليه أن يخرج كفارة يمين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كفارة النذر كفارة يمين) فكيفى الإنسان إذا ما نذر وعجز ان يطعم عشرة مساكين. 
ولفت أمين الفتوى، إلى أن الله عز وجل مدح فى كتابه الذين يوفون بالنذر قوله تعالى "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا"، مشداً على أن الوفاء بالنذر واجب على كل مسلم تعهد بعمل شيء لوجه الله طالما كان مستطيعاً لقوله تعالي"يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" .
أنواع النذور 
النذر نوعان: الأول: النذر المعلق، وهو أن يعلق النذر على حصول شيء، كما لو قال: إن شفاني الله لأتصدقن بكذا أو لأصومن كذا، ونحو ذلك، بينما النذر الثاني: النذر المُنَجَّز أي: الذي لم يعلق على شيء، كما لو قال: لله علي أن أصوم كذا.
وكلا النوعين من النذر يجب الوفاء به إذا كان المنذور فعل طاعة، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلا يَعْصِهِ" رواه البخاري.

هل هناك عقوبة شرعية على عدم  الوفاء بالنذر 
وفي إجابة على سؤال: "نذرت نذرًا ولا أستطيع الوفاء به.. فماذا أفعل؟".. قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن النذر هو شيء يوجبه الإنسان على نفسه عند حصول منفعة أو درء مفسدة، فالإنسان يكلف نفسه به ولم يوجبه الله عليه.
وأضاف شلبي، أن الإنسان إذا نذر شيئًا لله فلابد عليه أن يوفي ما أوجبه على نفسه، فيكون أوجب هذا الأمر بهذه العبادة فلو ضاقت بالإنسان ولم يستطيع بعد أن ألزم نفسه بأداء قربه معينة أو عبادة معينة ففتح لنا الشرع الشريف أفاق التيسير والتخفيف وعند هذه المشقة والتعسر بالإنفاذ عن القيام بما أوجبه على نفسه من العبادة يأتى التيسير.
وأوضح أمين الفتوى، أنه من لم يستطيع أن يفى بنذره فعليه أن يخرج كفارة إطعام 10 مساكين أو ما في قيمتهم، وإن لم يستطيع أن يخرج مال أو أن يطعم والحالة غير متيسرة فعليه أن يصوم 3 أيام بنية الكفارة وبهذا يكون انتهى النذر.


هل يجوز الوفاء بنذر ضد تعاليم الدين
وحول حكم الإيفاء بنذر ضد تعاليم الدين، أكدت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن الفقهاء اتفقوا على أن نذر المعصية يحرم الوفاء به، ودليل ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصه فلا يعصه" رواه البخاري.


وبما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله: ".. والخبر صريح في الأمر بوفاء النذر إذا كان في طاعة وفي النهي عن الوفاء به إذا كان في معصية"، وبما أخرجه النسائي عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا نذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم".


وحول كفارة نذر المعصية، أكدت أن المفتى به من قول ابن مسعود وابن عباس، وجابر وعمران بن حصين وسمرة بن جندب وبه قال الثوري، وأبو حنيفة وأصحابه هو وجوب كفارة يمين على الناذر، ودليلهم: أخرج الإمام أحمد في المسند عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم، قال: "لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين"، وبما ورد أن النبي-  صلى الله عليه وسلم- قال لأخت عقبة لما نذرت المشي إلى بيت الله الحرام، فلم تطقه: تكفر يمينها، وفي رواية:"ولتصم ثلاثة أيام".