الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القصة الكاملة لطبيب مصري فقد بصره بسبب كورونا واختار الانتحار كسبيل للنجاة

الدكتور محمود سامي
الدكتور محمود سامي قنبير

مهنة الطب من المهن الشاقة، فنادرًا ما تجد طبيب يحصل على راحة البال، هو دائما يسعى لإسعاف المرضى، والمرض لا يأتي في ساعات عمل معينة، أو يؤدى بطريقة ما، لكنه يقتحم دون سابق انذار، وبالتالي على الطبيب أن يكون مستعدًا طوال الوقت، وفعل فيروس كورونا مثلما يفعل أي مرض، فقد أقتحهم العالم أجمع، وسبب حالات طوارئ في المجتمع ككل، لكن الأطباء فقط هم المعنيين بالتعامل المباشر مع الأمر ومكافحة الفيروس، ليس العزل والابتعاد.
وهذاما فعله الطبيب المصري محمود سامي قنبير، فقد تم تكليفه بالعمل في مستشفى بلطيم للعزل بكفر الشيخ، لعلاج مصابي كورونا، ليفقد بصره هناك خلال عمله على علاج إحدى الحالات.


فقدان البصر


كان الطبيب المصري محمود سامي قنبير، يعمل على علاج إحدى حالات كورونا، منذ عدة أيام، مرتديًا السترة الواقية، ليشعر فجأة بتعب وإرهاق شديد، ليطلب أخذ قسط من الراحة، وذهب للنوم، ليستيقظ على صاعقة، فإذ به لا يتمن من الرؤية، أصيب بعدها بدوار شديد يعقبها دخوله في غيبوبة.


السبب ومحاولات الإنقاذ


على الفور نقل الأطباء الزملاء الطبيب محمود سامي،إلى العناية المركزة، وقامو بإجراء فحوصات وتحاليل لفيروس كورونا، وجاءتالنتيجة سلبية، إلى أن تبين أنه أُصيب بارتفاع شديد في ضغط الدم أدت إلى مشكلات بالشبطية والعصب البصري.
وعندما تدارك "محمود" الأمر أوضح أنه أصيب بضيق تنفس شديد بسبب نقص الأكسجين  عندما كان يرتدي السترة الاقيه خلال علاج أحدى حالات فيروس كورونا، ما تسبب في أرتفاع ضغط الدم وبالتالي فقد بصره.


التفكير في الانتحار


لم يتمكن الطبيب المصري من التكيف مع حالته ووضعه الجديد بفقدانه البصر، فأصيب بحالة من الإبحاط الشديد أودى به للتفكير في الانتحار، والذي أعلن عنه في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك معبرًا " بدون إثارة للعواطف ومشاعر الخوف ولشفقة أنا بفكر في الانتحار، الموضوع أكبر من احتمالي فعلا وكل يوم تظهر لي أبعاد جديدة لا تحتمل، ليي يسبهنهاري بستنى الليل ليهمش عارف واستنى النهار يطلع ليه مش عارف، تايه في بحر كبير من الأوهام".


الإدراك والتراجع
 

وبعد تعاطف الآلآف من متابعي الدكتور محمود سامي، نشر فيديو له على صفحته عبر فيس بوك، موضحًا تراجعه عن فكرة الانتحار قائلاً: " لا أتمنى أن أسبب أو أثير أي أزمات نفسية أو احباط للناسن وأتمنى للناس كلها تكون بخير، طالع أعمل الفيديو دا وأكلمكم.. قلقت أن البوست اللي فات يسبب أذى لحد.. لا أقصد كدة أبدًا.. كنت في فترات ضعف وزهق ونوع من أنواع الفضفضة.
وتابع: "الحمد لله راضٍ بقضاء ربنا وقدره.. الحمد لله.. مفيش اعتراض عليه.. الحمدلله طبعًا.. أكيد فيحكمة.. مفيش حد يقدر يهرب من قدرهلكن دلوقتي حياتي واقفة مش ماشية.. طبعًا مفيش شغل.. بنام في اي وقت وأصحى في أي قت.. ودا أمر متعب جدًا".
وأثار هذا الفيديو تعاطف الآلاف من المتابعين متمنين له الشفاء العاجل معلقين بعبارات من التشجيع والدعم النفسي.


رضيع بعد 11 عام 


أحد الاسباب التي أصابت الدكتور محمود بالإحباط والضعف، أن الله-عز وجل- رزقه بمولود بعد 11 عام من الزواج، وبعد الولاده بوقت قصير تقرر استدعاؤه للعمل في مستشفى بلطيم للعزل، معبرًا عن شعوره بالضعف حيال نجلهالصغير الذي لا يتعدى عمره العام، وماذا يفعل إذا أصاب ابنه مكروه لا يستطيع إنقاذه بسبب حالته الحاليه.


تاريخه الطبي
 

تخرج الطبيب المصري محمود سامي قنبير عام 2009 منكلية الطب، وتخصص في أمراض الباطنة والحميات، وله عيادة في إحدى القرى بكفر الشيخ، وعمل في عدة مستشفيات حكومية منها، مستشفيات بمدينة بيلا، قبل أن يُنقل للعمل في مستشفى بلطيم للعزل.