الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دلالة وأسباب قمة الرئيس السيسي ونظيره القبرصي وماذا يعني التوقيت |خاص

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره القبرصي

تستمر العلاقات بين مصر وقبرص في التزايد والتفاهم في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وأولها التهديدات التي تصيب البلدين في منطقة شرق البحر المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي، واهتمام البلدين باستقرار الوضع في ليبيا ونجاح الجهود الليبية في إتمام الانتخابات مرتقبة وتوحيد صفوف البلاد وخروج القوات الاجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.

وعلى أثر هذا التقدم الكبير في العلاقات المصرية القبرصية، استقبل، اليوم السبت، الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، حيث من المقرر عقد عقد أعمال اللجنة العليا المشتركة بين مصر وقبرص، برئاسة الرئيس السيسي والرئيس القبرصي وبمشاركة الوزراء المختصين أعضاء وفدي البلدين.

أسباب عقد القمة المصرية القبرصية

وفي هذا الصدد يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة المصرية القبرصية دليلا على التحرك المصري القبرصي في التحالف الثلاثي الذي يضم كلا من مصر وقبرص واليونان، وهناك تحركات مهمة في هذا الإطار.

وتابع فهمي في تصريحات لـ «صدي البلد»، أن توقيت القمة المصرية القبرصية الآن يأتي لعدة أسباب أولها تطوير وتنشيط آلية التعاون الثنائي والمتعدد في شرق المتوسط والتي أسستها مصر ودشنتها مع اليونان وقبرص.

وأضاف: «السبب الثاني هو دعم القضية القبرصية في هذا التوقيت في ظل الدعوة لتوحيد الجزيرة، والموقف المصري في هذا الإطار هو موقف مهم وتاريخي في دعم وحدة الأراضي القبرصية».

وأكمل: «السبب الثالث هو تنشيط أعمال التعاون والشراكة بين مصر وقبرص ومراجعة ما تم من الاتفاقيات السابقة، خاصة أنه بعد رسم الحدود مع قبرص بدأنا في تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة، والبدء في تنفيذ الكثير من الاتفاقيات المشتركة بين البلدين».

تعزيز التعاون مع قبرص واليونان

ولفت أن «مصر تسعى لتنشيط الحركة تجاه الأعضاء المؤسسين لمنتدى شرق المتوسط وتجاه المنظمة الاقليمية لغاز المتوسط وهذه خطوة مهمة، ولأن مصر بدأت مع قبرص واليونان لذلك تحرص على تنشيط الحركة لقبرص واليونان ضمن الآليات المباشرة للتعاون المصري القبرصي في إطار شرق المتوسط وخارجه».

وأضاف أن «التقارب مع قبرص يأتي ضمن السياسية الاستراتيجية المصرية للانفتاح على البلدين قبرص واليونان باعتبارهم من المؤسسين للتحالف الثلاثي، لذلك زيارة الرئيس القبرصي اليوم إلى مصر زيارة هامة في ظل هذه الاعتبارات والتحولات الخطيرة في شرق المتوسط، ولتدشين مجالات للتعاون بين أعضاء منتدي غاز شرق المتوسط».

واختتم أن «الزيارة مهمة وستكون لها نتائج إيجابية وانعكاسات مهمة في الفترة المقبلة في قضية استقرار وأمن منطقة شرق المتوسط».

نقل الغاز المصري إلى قبرص

ومن جانبه يقول فادى عيد، الباحث والمحلل السياسي والمختص في الشأن التركي، إن اليوم قامت قبرص بتفعيل نقل الغاز المصري لأراضيها، وخلال أسابيع قليلة ستوقع قبرص على مشروع الربط الكهربائي مع مصر ومن ثم إلى كريت واليونان مستقبلا.

وتابع عيد في تصريحات لـ «صدى البلد»، أنه بالتزامن مع هذا أعلنت دمشق موافقاتها على طلب لبنان للسماح بتمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية إلى لبنان.

الكهرباء والغاز أسلحة مصر الاستراتيجية

وأضاف أن «الكهرباء المصرية تستعد الشهر القادم لخوض رحلة جديدة في المتوسط بعد مشاريع ربط مع ليبيا والسودان والسعودية، والغاز المصري يستعد لرحلة جديدة إلى الشام، بعد تفعيل مساره في المتوسط».

ولفت أن «الغاز والكهرباء أحد الأدوات التي مكنت القاهرة من فرض نفسها أمام إدارة جو بايدن التي كانت مجبرة مؤخرا لإعطاء مساحات اضافية لمصر ببعض الملفات لم يكن يرغب فيها الديموقراطيين ولا حتى الجمهوريين».

 وأضاف أن «الغاز والكهرباء ومن قبلهم الملف الفلسطيني خرج مشروع "الشام الجديد" بين مصر والأردن والعراق إلى النور، وعقدت القمة الثلاثية في بغداد بمباركة دولية، وحضر ماكرون بالإنابة عن واشنطن في مؤتمر "قمة دول الجوار" ببغداد».

وأختتم: «العراق يجد نفسة من جديد، ويخرج الأردن من تحت أي ضغوط من موردي النفط والغاز له، وتنتقل مصر لمرحلة جديدة تضيف لقوتها الخارجية أذرع أخرى بعد استغلال جيد من العقل الإستراتيجي المصري لما تعيشه إدارة جو بايدن، كما أن مصر تنتظر مساحات أكبر وفرص جديدة لإنهاء الحرب في ليبيا».

بيان القمة المصرية القبرصية

وقد صرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن اللجنة العليا الحكومية، والتى تعقد لأول مرة على المستوى الرئاسي، ستتناول عدة جوانب في العلاقات الثنائية بين مصر وقبرص، خاصة الجوانب المتعلقة بمجالات الدفاع والتعاون العسكري والأمني، والطاقة والتجارة والاستثمار والنقل البحري، والزراعة والتعليم والبيئة والشباب.

وأكد راضي أن اجتماعات اليوم رفيعة  المستوى تؤكد على الإرادة المشتركة للبلدين على تعزيز التعاون وتطويره في مجالات جديدة، وكذلك ترسيخ الروابط وأواصر الصداقة التاريخية، موضحا أنه سيتم أيضا التباحث حول المستجدات على الساحة السياسية إقليمياً وفي شرق المتوسط وعلى المستوى الدولي، خاصةً في ظل التحديات المشتركة التي تواجه البلدين الصديقين في المرحلة الراهنة، والتي تستوجب تكثيف التنسيق والتشاور بين مصر وقبرص على جميع المستويات، من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام.