الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حساب «جماعة البدرى» المفتوح!

 

نحن شعب كروى بامتياز .. وبداخل كل منا عقل مدير فنى وروح مدرب .. وعند كل مباراة يتقمص أى مشجع بسيط شخصية القائد على خط التماس ليوجه اللاعبين ويجرى البدائل ويرسم الخطة نحو الفوز .. وبمجرد سماع صافرة النهاية يذهب المتفرج إلى ستوديو التحليل ليبرز أخطاء الجهاز الفنى ويُشرِّح أداء الفريق .. لذلك فمن حق هذا المشجع أن يختلف كثيرا وكيفما يشاء مع الكابتن حسام البدرى فى أسلوب إدارته لمواقع المنتخب فى تصفيات الأمم الأفريقية والمؤهلة لكأس العالم، كما أنه من حق المدرب الوطنى أن يدافع عن فلسفته داخل المستطيل الأخضر، وحساباته فى اختيار عناصر الفريق، ورؤيته المختلفة من مباراة لأخرى .. وهذا الحق ينسحب أيضا على اتحاد الكرة المصرى الذى أسند المسئولية لـ “البدرى” وسلمه مفتاح المنتخب وحلم الملايين فى التأهل لمونديال قطر ٢٠٢٢، تقديرا لسيرته الذاتية، ورهانا على مشواره المتوج بالبطولات القياسية للنادى الأهلى سواء مساعدا للبرتغالى مانويل جوزيه أو منفردا بالقيادة داخل القلعة الحمراء!.
فنيا .. القضية تقبل النقاش وتباين الآراء واحترام الآخر .. أما ما يرفضه أى عقل أو ضمير هو ذلك الجزء الغاطس من جليد الفساد المالى والفجور الإدارى، حينما نكتشف أن المدير الفنى للمنتخب يتقاضى راتبا شهريا يصل إلى أكثر من ٦٠٠ ألف جنيه بدون معسكرات أو مبارايات أوبطولات ودية على سبيل الاحتكاك أو التجهيز .. ومؤكد أن الإجراء لايقتصر على الرأس فقط، فالأذرع لابد وأن تنال من “وليمة الجبلاية” نصيبا وكمية دسمة من خزينتها، ليحصل الجهاز المعاون على أرقام فلكية نظير “العزل المنزلى” طوال عام كورونا، ومقابل الذهاب إلى المقصورة الرئيسية لمتابعة مسابقة الدورى المصرى بالكمامة والكحول كإجراء احترازى يحترم القانون ويقدس التعليمات!.
وإذا كان “البدرى وجماعته” قد استحلوا لأنفسهم هذا الاتفاق المشبوه، فلهم أعذارهم ومبرراتهم الأخلاقية المسبقة .. فهم نجوم كبار وتحملوا الكثير حتى بلغوا منصة الانتصار، فلماذا لاينعمون بهذا الخير الوفير وبلا مجهود طالما أنهم عرقوا وتعبوا فى الماضى وحان وقت الحصاد؟! .. منطق وأيضا من حقك أن ترفع له القبعة أو تلقى به إلى أقرب قمامة .. ولكن الخطيئة الأولى والكبرى من أفعال “وحوش الجبلاية” النائمين فوق مقاعد السلطة الوثيرة يوقعون على “شيكات البياض”، ويفتحون الحساب لمن يشملونهم بالرضا والعطف و”السخاء الحكومى” .. ونسوا .. أو تجاهلوا بقصد أنهم حراس على أموال “المشجع المصرى”، وفرض عين عليهم أن يحافظوا على هذه الأمانة وينفقونها فى قنواتها الشرعية وعلى بنود تستحق تذهب إليها هذه الملايين من الجنيهات لتستفيد منها أندية الأقاليم ومراكز الشباب كـ “نواة” للموهوبين تارة، أو تنمية قطاع الناشئين فى أكبر الكيانات الرياضية لتعويض خسائر الصفقات الصيفية والشتوية المكلفة تارة أخرى!.
- لقد فجَّر الحساب المفتوح لـ  “البدرى وجماعته” الجرح المُتقيِّح .. ورحل “المدرب الوطنى” مع أعوانه دون أمل فى استرداد المبالغ الطائلة “مدفوعة الأجر مقدما” .. وغدا يأتى “سليم آخر” فى “مومياء” الساحرة المستديرة يبيع الوهم للمصريين ويتضخم رصيده فى البنوك بلا إنجاز أو ذكرى طيبة .. والمأساة ستتكرر إذا لم يخضع المنحرفون و”بارونات” الاستهتار والإهمال داخل اتحاد الكرة للمحاسبة والمساءلة القانونية على ما اقترفوه من ذنوب ومعاصٍ بحق الجماهير التى لم تعد تحلم فقط بكأس العالم والأميرة السمراء .. بل وأيضا  بـ“جنيه واحد” من مغارة “المنتخب” الضائعة!!.
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط