الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة عمر المختار| صارع أسدا بريا وأذاق الطليان الهزيمة

أرشيفية - عمر المختار
أرشيفية - عمر المختار

تمر علينا اليوم ذكرى وفاة شيخ المجاهدين عمر المختار، والذي استمر في جهاده ضد المحتل الإيطالي لليبيا طوال 20 عاما، فاز فيها في معارك عديدة وأذاق الإيطاليين هزائم متتابعة، حتى وإن خسر في معارك أخرى.

الألقاب

حصل القائد الليبي عمر المختار على العديد من الألقاب واشتهر بها في الوطن العربي، مثل "شيخ المجاهدين"، و "أسد الصحراء"، وذلك بعد أن قاد حركة المقاومة والجهاد ضد الإيطاليين خلال احتلالهم ليبيا عام 1911، ويعد من أبرز القادة والشخصيات في ليبيا والوطن العربي الذي جاهدوا في سبيل تحرير بلادهم من الاستعمار الأوروبي خلال القرن العشرين.

وفي اليوم في ذكرى وفاته يستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن القائد الجهاد الليبي ضد الإحتلال الإيطالي الشيخ عمر المختار، والمعارك التي خاضها في سبيل تحرير وطنه من إيطاليا.

قائد منذ الصغر

ولد عمر المختار عام 1862م في قرية زاوية حنزور في برقة شرقي ليبيا، وتوفي والده وهو في سن صغير، وتعلم القرآن في طفولته بـ زاوية القرية، ثم توجه بعدها إلى واحة جغبوب، معقل السنوسيين، وهناك درس الفقه والحديث والتفسير واللغة العربية من مشايخ الطريقة وعلى رأسهم المهدي السنوسي.

كلفه المهدي السنوسي في عام 1897، بشياخة بلدة زاوية القصور في الجبل الأخضر، وحصل في تلك الفترة على لقب "سيدي"، الذي يحظى به شيوخ الحركة السنوسية الكبار.

الصراع ضد أسد بري

مر شيخ المجاهدين عمر المختار، بأغرب القصص والحوادث طوال سفره إلى ليبيا، فقد سافر إلى السودان بعدما عينه المهدي السنوسي نائبا له هناك، وأقام في الغرب السوداني بقرية قرو، ثم عين بعدها شيخا لزاوية عين كلك.

 ويحكى أنه وفي طريق السفر إلى السودان وطبقا لرواية من كانوا معه، أنهى قد هاجمهم أسد، وبدلا من ترك جمل للأسد كي ينصرف عنهم، هب شيخ المجاهدين على جواد وأطلق النار صوب الأسد، وراح يطارده ثم عاد للرحالة برأسه، ولهذا السبب لقب عمرو المختار بـ "أسد الصحراء".

الحرب ضد بريطانيا وفرنسا

شارك عمر المختار أيضا في القتال الذي نشب بين السنوسية والفرنسيين في المناطق الجنوبية في السودان، إضافة إلى قتال الفرنسيين عندما بدأ استعمارهم لتشاد عام 1900، في عام 1902، عاد عمر المختار مجددا إلى ليبيا، بعد وفاة محمد المهدي السنوسي، وعين مجددا شيخا لبلدة زاوية القصور، وظل المختار قي هذا المنصب 8 سنوات حتى 1911، قاتل خلالها جيوش الانتداب البريطاني على الحدود المصرية الليبية في البردية والسلوم.

مقاومة شرسة ضد إيطاليا

في عام 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية، ودخلت قواتها الأراضي الليبية، وفي العام التالي أعلنت روما أن ليبيا مستعمرة إيطالية، ومنذ ذلك الوقت قاد المختار صاحب 53 عاما وقتها، المقاومة الليبية ضد الإيطاليين لنحو 20 عاما أوقع خلالها خسائر فادحة بصفوف الإيطاليين.

وشهدت ليبيا عقب الاحتلال الإيطالي عددا من المعارك الكبيرة بين المقاومة بقيادة المختار والقوات الإيطالية، منها معركة درنة فى مايو 1913 التي دامت يومين، وانتهت بمقتل 70 جنديا إيطاليا وإصابة نحو 400 آخرين، ومعركة بو شمال عند عين ماره فى أكتوبر 1913، فضلا عن معارك أم شخنب وشلظيمة والزويتينة في فبراير 1914 والتي كان يتنقل خلالها المختار بين جبهات القتال ويقود المعارك.

الوقوع في الأسر

في 11 سبتمبر 1931، تمكن الإيطاليون من أسر عمر المختار بعد معركة قتل فيها حصانه وتحطمت نظارته، وفي 14 سبتمبر وصل القائد الإيطالي غراتسياني إلى بنغازي، وأعلن أن المحاكمة في اليوم التالي، وفي الخامسة مساء اليوم المحدد 15 سبتمبر حكم على المختار بالإعدام شنقا، وتم إعدامه في 16 سبتمبر، ومن أشهر ما قاله شيخ المجاهدين لقادة الاحتلال الإيطالي حينما طالبوه بالاستسلام والكف عن مقاومتهم: "نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت".