الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف وجه ملك المغرب ضربة للإسلام السياسي؟

كيف وجه ملك المغرب
كيف وجه ملك المغرب ضربة للإسلام السياسي؟

تلقى حزب العدالة والتنمية في المغرب هزيمة ساحقة في الانتخابات الأخيرة، في حدث يمثل ضربة موجعة للإسلام السياسي في المنطقة.

 

وجد حزب العدالة والتنمية، المحسوب على تيار الإسلام السياسي، والذي كان أول حزب إسلامي يتولى السلطة في انتخابات في المنطقة والشرق الأوسط، أن حصته من المقاعد البرلمانية قد تقلصت من 125 إلى 12 مقعدا فقط.

 

وصل الحزب الإسلامي للسلطة في المغرب، تزامنا مع موجات الربيع العربي، حيث كانت الأحزاب الإسلامية  بصدد الفوز في الانتخابات في عدد من الدول العربية.

 

ومنذ هذه الفترة، تصرف ملك المغرب محمد السادس بسرعة، في محاولة  لاستباق أي اضطراب مماثل يمكن أن يهدد عرشه، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

قرر العاهل المغربي إقالة الحكومة وحل البرلمان، لوقف موجة الاحتجاجات، معلنا عن خطط لصياغة دستور جديد لوضع المغرب على مسار جديد.

 

واحتفظ ملك المغرب في الدستور الجديد بجميع السلطات التي كانت بيده في الماضي، كما احتفظ بمنصبه كزعيم روحي للأمة، لكن الدستور كان بمثابة بداية جديدة لبعض أفراد الطبقة السياسية، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية.

 

انتهز الحزب الإسلامي الفرصة وركب ذروة موجة السخط الواسعة على الأحزاب السياسية القديمة.

 

ولم يمنع ملك المغرب، صعود الإسلاميين للسلطة لاستكمال الواجهة الديمقراطية، فوصل حزب العدالة والتنمية لى 125 مقعدا في البرلمان خلال انتخابات 2016، ليستمر لخمس سنوات أخرى في السلطة.

 

هزيمة قاسية

رغم التوقعات بأن يفقد حزب العدالة والتنمية بعض الأصوات في الانتخابات الأخيرة، لكن لم يتوقع أحد هذه الهزيمة الساحقة، حتى زعيم الحزب ونائبه فقدا مقعديهما، مما دفعهما إلى الاستقالة الفورية.

 

ويتفق المراقبون على أن حزب العدالة والتنمية فشل ببساطة في الوفاء بوعوده الانتخابية، حيث فشل الحزب الذي يحمل اسم "العدالة" و "التنمية" في تحقيق أي منهما.

 

وكان الحزب تعهد بإخراج المزيد من المغاربة من براثن الفقر وتحسين التعليم العام والصحة، لكنه فشل في القيام بأي من ذلك.

 

كما أقر الحزب الإسلامي قانونا مثيرا للجدل يقضي بمنح المعلمين عقودا لمدة عامين، ما يحرمهم من الأمن الوظيفي، ويعتبر البعض هذا الأمر الخطوة الأولى على طريق خصخصة نظام التعليم.

 

وفشل الحزب أيضا في منع قانون جعل الفرنسية لغة تدريس العلوم في المدارس.

 

ويعتقد البعض أن الحزب بمجرد وصوله إلى السلطة أصبح أكثر ديكتاتورية، كما أن التغيير في قانون الانتخابات، الذي لم يقترحه حزب العدالة والتنمية ولكنه أقره مجلس النواب في مارس الماضي، وجه أيضا ضربة قاصمة لفرص الحزب في تحقيق فوز انتخابي كبير آخر.

 

وبحسب التقارير، ساهم تقليص الحد الأدنى من الأصوات التي يسمح للأحزاب الصغيرة على أساسها بدخول البرلمان، وفرز الأصوات على أساس جميع الناخبين المؤهلين بدلا من الاقتراع الصحيح فقط، في خسارة الحزب.

 

تم تصميم هذه التغييرات للسماح بمزيد من التعددية، لكنها في الواقع أدت إلى مزيد من تفتيت المشهد السياسي، وألحقت هزيمة غير مسبوقة بالحزب الإسلامي.

 

وقوبل خبر سقوط  حزب العدالة والتنمية بالبهجة في المنطقة، حيث ينظر إلى الحزب في معظم الدول العربية على أنه النسخة المغربية لجماعة الإخوان الإرهابية، بل أعتبروا أنه المسمار الأخير في نعش الإسلام السياسي.

 

ويمكن القول إن المغرب قد نجا تماما من سيطرة الإسلام السياسي، بعدما حاز عزيز أخنوش، الرجل الذي رشحه ملك المغرب لتشكيل الحكومة الجديدة وهو ملياردير وزعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، على أكبر عدد من الأصوات.