الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سفير الصين بالقاهرة: مصر أول دولة تتعاون معنا لبناء منطقة التعاون الاقتصادي

لياو ليتشانج سفير
لياو ليتشانج سفير الصين في القاهرة

نظمت السفارة الصينية في القاهرة، اليوم الثلاثاء، حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ72 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية وعيد منتصف الخريف، بمشاركة عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، وهالة زايد وزيرة الصحة والسكان، وكال الوزير وزير النقل، ومحمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم، واللواء تامر عبد المنعم مدير كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وطارق الوسيمي مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية 

ورحب السفير الصيني في القاهرة، لياو ليتشانج، بحضور حفل الاستقبال الافتراضي، قائلا: نيابة عن السفارة الصينية، يطيب لي أن أتقدم بخالص التحية لكم بمناسبة العيد، ومن خلالكم إلى المواطنين والجاليات والطلاب الوافدين الصينيين وجميع عاملي المؤسسات الصينية في مصر، وأتقدم بخالص الشكر للشخصيات من الحكومة والأحزاب والمراكز الفكرية ووسلائل الإعلام و أوساط العمال والتجار والعلماء المصرية الذين يهتمون بالتنمية الصينية ويدعمونها ويعززون الصداقة الصينية المصرية بنشاط. 

وأضاف ليتشانج، قائلا: إن 72 سنة ليست سوى لحظة عابرة في تاريخ الصين والبشرية، غير أن الصين مرت بالتغيرات الهائلة غير المسبوقة خلال هذه اللحظة القصيرة في التاريخ، فمنذ 72 سنة، اعتمد الشعب الصيني على النفس وكافح بجد واجتهاد وخلق إنجازات لا مثيل لها، وتقدمت الصين إلى الأمام في إطار التواصل والتفاعل مع العالم، والتزمت بالتشاور والتشارك والمنفعة للجميع، وتعاملت مع دول العالم على قدم المساواة وتعاونت معها من أجل الكسب المشترك، وحققت الصين التنمية الذاتية، بينما ضخت قوة إيجابية قوية على سلام العالم والتنمية المشتركة لجميع الدول.

عهد الصين الجديد

واضاف السفير الصيني في القاهرة “يعد عام 2021 سنة ذات مغزى تاريخي عظيم بالنسبة إلى الصين، لأنه يصادف  الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وطوال مراحل من فتح عهد الصين الجديد  خلال تأسيس الحزب إلى تغيير ملامح الصين كليا خلال تأسيس الصين الجديدة، ومن إحداث التغيرات الكبرى التي تهز الصين من خلال تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح إلى تحقيق الإنجازات التاريخية وخلق الإصلاحات التارخية لقضايا الحزب والبلاد منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب. 

وتابع: تعمل الصين اليوم على الانفتاح باستمرار، تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وتواصل الإصلاح والانفتاح بلا انقطاع بروح شق الطريق وهمة الابتكار، وأسلوب العمل الجدي. 

واشار السفير الصيني في القاهرة الى انه في النصف الأول للسنة الجارية، تطورت التجارة الخارجية الصينية والاستثمارات الأجنبية في الصين بخظوات متزنة وجودة أعلى، وتحسن هيكلها باستمرار، حيث بلغ حجم إجمالي الواردات والصادرات الصينية من البضائع 2792.1 مليار دولارا أمريكي بزيادة 27.1%، وذلك سجل رقما قياسيا في التاريخ.  

وأضاف بلغت الاستثمارات الأجنبية المستخدمة فعليا 93.95 مليار دولار أمريكي بزيادة 28.7%. أقيمت المعارض الوطنية مثل معرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية في الوقت المقرر، الأمر الذي خلق نوافذ جديدة للانفتاح على الخارج بمستوى عال، فالصين تعمل على جذب الاستثمارات على نطاق واسع والدخول إلى السوق العالمية بخطوات واسعة، وتتفاعل مع العالم تفاعلا جيدا حتى تحقيق التنمية المشتركة.

وأكد أن الصين اليوم تضطلع بالمسؤولية بالجهود الملموسة، ويعد الحزب الشيوعي الصيني حزب يتمتع بالطموح البعيد المدى، موضحا أن هذا الطموح ليس الهيمنة على العالم، بل تقديم المساهمات للعام. منذ بدء توفير المساعدات إلى الخارج قبل 70 سنة، قدمت الصين مساعدات بدون أي شرط سياسي لأكثر من 160 دولة ومنظمة دولية، وسعت وراء تعزيز تعاون التنمية الدولية بجهود حقيقية. 

لقاح كورونا 

واستطرد السفير الصيني في كلمته قائلا “تجري الصين بنشاط التعاون الدولي لمكافحة الوباء، وقد وفرت للعام أكثر من 800 مليون جرعة من اللقاح المضاد لكورونا والمواد الخام، الأمر الذي مكن الصين من احتلال المركز الأول في العالم في هذا المجال، وستعمل الصين طوال السنة الجارية على توفير العالم ملياري جرعة من اللقاح، كما تدفع الصين بنشاط بناء الحزام والطريق بجودة عالية، بما يساهم في انتعاش الاقتصاد العالمي في يوم مبكر والتعامل مع التحديات العالمية مثل تغير المناخ معا، وتواكب الصين تيار التاريخ، وتلتزم بالقيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تتمثل في السلام والتنمية والعدالة والإنصاف والديمقراطية والحرية، وتدفع بنشاط بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتظل الصين بانيا للسلم العالمي، ومساهما في التنمية العالمية ومدافعا عن النظام الدولي”

مكافحة جائحة كورونا 

وعن مواجهة جائحة كورونا اشار السفير الصيني في القاهرة إلى أنه في الوقت الراهن، مازال الوضع الوبائي العالمي معقدا وخطيرا، وتمثل هزيمة الوباء في يوم مبكر واستئناف النمو الاقتصادي الأولوية القصوى للمجتمع الدولي، مؤكدا أنه يجب الالتزام بمفهوم مجتمع تتوفر فيه الصحة للجميع، والتعاون والتضامن للتغلب على الصعوبات، مشددا على رفض الصين القاطع لمحاولات تسييس الوباء ووضع علامة جغرافية عليها، وإساءة سمعة دول معينة. 

وأكد السفير لياو ليتشانج مواصلة الصين لعب دور كدولة كبيرة مسؤولة، وتنفذ بحزم التدابير الخمسة التي أعلنها فخامة الرئيس شي جنيبينج في الجلسة الافتتاحية  للدورة الـ73 من جمعية الصحة العالمية الافتراضية من أجل تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء، بما يقدم المساهمات المطلوبة في بناء مجتمع تتوفر فيه الصحة للجميع.

وعن العلاقات المصرية الصينية، قال ليتشانج، إن عام 2021 سنة استثنائية للغاية للعلاقات الصينية المصرية أيضا؛ لأنها تصادف الذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوسية بين البلدين

وأشار الى أنه خلال السنوات الخمس والستين المنصرمة، صدمت العلاقات الصينية المصرية أمام اختبارات التغيرات المختلفة بفضل الإرشاد الاستراتيجي لقادة البلدين، وظلت تحافظ على التطور المستقر والسليم

محاور تطور العلاقات الصينية المصرية 

واستعرض السفير الصيني في القاهرة تطور العلاقات الصينية المصرية في ثلاثة محاور، 
أولها الثقة بريادة التيار، فخلال السنوات الخمس والستين المنصرمة، خلقت العلاقات الصينية المصرية الكثير من الإنجازات الأولى: في عام 1956، أصبحت مصر أولا دولة عربية وإفريقية تقيم العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة، وفي عام 1963، قام رئيس مجلس الدولة الصيني الأسبق تشو إن لاي بزيارة مصر كأول محطة للجولة الخارجية الأولى لقادة الصين الجديدة إلى إفريقيا، وفي 1999، أصبحت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصين، وفي عام 2002، وأنشأت الصين المركز الثفافي الصيني في مصر باعتباره أولا من نوعه في الشرق الأوسط. 

وقال ليتشاونج إن مصر تعد أول دولة تتعاون مع الصين لبناء منطقة التعاون الاقتصادي وأول دولة تفتح قسم اللغة الصينية في الجامعة، وأول دولة تعرض المسلسات التلفزيونية الصينية في محطة تلفاز، وأول مقصد سياحي للوفود السياحية  للمواطنين من بر الصين الرئيسي في إفريقيا. 

وأضاف أن هذه العلامات الباهرة تعرض عرضا كاملا الحماس السياسي والروح الابتكارية لقادة البلدين لتطوير العلاقات الثنائية، وتجسد تجسيدا عميقا الإدراك السياسي لقادة البلدين حول المرحلة التاريخية التي يمر بها البلد، فضلا عن عزيمتهم الاستراتيجية التي تتماشى مع تيار العصر وتلبي إرادة الشعب.

التعاون في مجال مكافحة الوباء 

واستطرد السفير الصيني قائلا إن ثاني هذه المحاور تتمثل في النية الصادقة للمشاركة في السراء والضراء، مستشهدا بـ المثل العربي”الصديق وقت الضيق”، موضحا أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 65 سنة، ظلت الصين ومصر تشاركان في السراء والضراء وتتبادلان الدعم والمساعدة. خاصة بعد تفشي وباء كورونا، وعززت الصين ومصر التعاون في مجال مكافحة الوباء باستمرار، وعملا بنشاط على بناء المجتمع الصيني المصري تتوفر فيه الصحة للجميع. 

واشار الى انه في فبراير السنة الجارية، أجرى الرئيس شي جينبينج اتصالا هاتفيا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث توصل القائدان إلى توافق مهم حول تعزيز التعاون في مجال اللقاحات، مؤكدا أن الجانب الصيني ظل يعطي الأولوية والمكانة المهمة للأصدقاء المصريين في التعاون حول اللقاحات، بما يدفع التعاون بين البلدين بشأن مكافحة الوباء الدخول إلى مرحلة جديدة من التعاون حول  اللقاحات وإنتاجها. 

وقدمت الصين لمصر ثلاث دفعات من المساعدات من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد البالغة كميتها الإجمالية مليون جرعة، وسنواصل توفير الجانب المصري المزيد من اللقاحات حسب احتياجاته. 

التعاون الصيني المصري في مجال اللقاحات 

وفي الوقت الراهن، يشهد التعاون الصيني المصري في مجال اللقاحات تطورا مزدهرا، حيث يقرب حجم شراء مصر اللقاح الصيني 10 ملايين جرعات وتم إنشاء بالتعاون أول خط إنتاج مشترك للقاح المضاد لكورونا بقدرة إنتاج سنوية 200 مليون جرعة. خلال هذه السنة، ستصل كمية لقاح الشراء والإنتاج المتشرك بين الصين ومصر 100 مليون جرعة. 

بالإضافة إلى ذلك، لدى الجانبان الصيني والمصري مواقف مشتركة من رفض ربط الوباء بدول معينة، وفرض علامة جغرافية على الفيروس، وتسيس تتبع منشأ الفيروس، فنتمسك بالروح العلمية، ونرفض تسييس ملف تتبع منشأ الفيروس، ونؤكد أنه لا يمكن للمجتمع الدولي هزيمة الوباء إلا بالتضامن والتعاون.

اشار السفير الصيني في القاهرة الى ان ثالث هذه المحاور التي تبلور قوة العلاقات المصرية الصينية هي العزيمة على التعاون والتقدم، موضحا أنه منذ السنوات 65 الماضية، تقدم التعاون بين الصين ومصر في شتى المجالات بشكل معمق وشامل، بما يخلق نموذجا ناجحا يحتذى به في التعاون الجنوبي - الجنوبي. 

الصين أكبر شريك تجاري لمصر

وقال ليتشاونج “ظلت الصين أكبر شريك تجاري لمصر للسنوات الثماني الماضية منذ 2013، وتعد الاستثمارات الصينية في مصر أنشط ونموها أسرع” لافتا الى انه في عام 2020، بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي بين الصين ومصر 14.53 مليار دولار أمريكا بزيادة 10.1%، وزادت الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر 190مليون دولار بزيادة كبيرة بلغت 83.4%.  

واضاف السفير الصيني في القاهرة أنه في الوقت الراهن، نشهد المواءمة العميقة بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، وقد استكمل بناء الهيكل الخرساني للبرج الأيقوني باعتباره أطول برج في إفريقيا في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وحقق مشروع خط سكة الحديد الخاص بمدينة العاشر من رمضان تقدمات أولية، اختبرت السيارة الكهربائية المصنعة في إطار التعاون الصيني المصري على الطريق

واشار الى انه بدأ إنشاء مجمع المباني الشاهقة في مدينة العلمين الجديدة بأفكار مبدعة، وتم إنشاء معهدي كونفوشيوس خلال السنة الجارية، وحقق التعاون بشأن إدراج تعليم اللغة الصينية في المدارس الابتدائية والثانوية المصرية تقدما كبيرا، وتشهد 4 معاهد كونفوشيوس وفصلا كونفوشيوس وورشتا لوبان التواصل الإنساني والثقافي بين الصين ومصر

 وتابع: كما تشهد المدارس والمعارض والأطعمة الشهية والعروض والمحاضرات الافتراضية التواصل بين قلوب الشعبين، الأمر الذي أدخل التمازج بين الحضارتين الصينية والمصرية والاستفادة المتبادلة بينهم إلى عصر جديد، وساهم في زيادة ترسيخ الصداقة الصينية المصرية في نفوس الشعب. 

ولفت الى انه في يوليو السنة الجارية، قام مستشار الدولة وزير الخارجية وانج يي بزيارة ناجحة إلى مصر، حيث توصل الجانبان الصيني والمصري إلى سلسلة من التوافقات المهمة، ووقعا على اتفاق إنشاء لجنة التعاون الحكومية المشتركة بين الصين ومصر، مما حقق تنمية جديدة لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر.

وأكد ليتشاونج تطلعه بتلهف إلى التعاون مع مصر للارتفاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستويات أعلى، معربا عن تمنياته بالازدهار للصداقة الصينية المصرية المزيد من والتقدم والتطور.