الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دار الإفتاء تضع حلا لفوضى الطلاق .. وتطلق أول مبادرة من نوعها لتدريب المأذونين على الفتاوى.. والعلماء: تحد من نسب الانفصال الأسري

مبادرة تدريب المأذونين
مبادرة تدريب المأذونين على التحقيق في الطلاق

دار الإفتاء تطلق أول مبادرة من نوعها لتدريب المأذونين على التحقيق في الطلاق

عضو هيئة كبار العلماء: 

 يجب على المأذون أن يكون عالماً بالمذاهب الفقهية وبوسائل الإصلاح بين الناس

أمين الفتوى: 

 الطلاق أمن قومي ومبادرة تدريب المأذونين تحد من نسب الانفصال الأسري 

أستاذ فقه:

تدريب المأذونين على فتاوى الطلاق يقلل من انتشاره في المجتمع

 

أطلق الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أول مبادرة من نوعها لـ تدريب المأذونين على التحقيق في الطلاق، مؤكدًا أن مشكلة الطلاق تحتاج لعناية المؤسسات الدينية ومراكز الأبحاث وعلماء النفس، موضحًا أن المأذون إذا شك في حالة طلاق فلا بد أن يحيل السائل على دار الإفتاء لحل الإشكال، ونحن من جانبنا إذا وقع الطلاق نقول للزوج: لا بد من الذهاب إلى المأذون وتوثيق الطلاق، ولذا، فنحن ننصح المأذونين بضرورة تبصير الناس بمسألة الطلاق وتحذيرهم منه، وبذل المزيد من الجهد للتحقيق في الطلاق.

 

ورحب فقهاء بهذه المبادرة التي أطلقها، مفتي الجمهورية، وقال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إنها مُبادرة سليمة لكى تبني البيوت على الحب والإخلاص لا اللعب والهذيان، منبهاً على أنه من الواجب على المأذون أن يعرف أسباب الطلاق وأن يحاول الصلح بينهما بقدر الإمكان.

 

مبادرة تسعي للإصلاح

ونبه الدكتور محمود مهنا، على ضرورة أن يطلب المأذون وجود حكم من أهل الزوجة وحكم من أهل الزوج انطلاقاً من قوله تعالى «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» (سورة النساء: 35).

 

وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن المبادرة التى أطلقتها دار الإفتاء سليمة مائة بالمائة، وهدفها هى الحد من انتشار الطلاق، فهى مبادرة تسعي للإصلاح، والله تعالى أمرنا بأن نصلح بين الناس جميعاً كما قال فى كتابه الكريم «إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا».


وأشار إلى أنه يجب على المأذون أن يكون عالماً بالسنة وإجماع الأمة وعلماً بالمذاهب الفقهية وبوسائل الإصلاح بين الناس، أما إذا كان المأذون خالياً من هذا فلا يصلح أن يكون مأذونًا. 

 

الحد من فوضى الطلاق

أكد الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن المُبادرة التي أطلقها الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، لـ تدريب المأذونين على التحقيق في قضايا الطلاق هي الأولى من نوعها في العالم، ومن ثمارها الحد من نسب انتشار الطلاق في المجتمع.

 

وقال «عمران» في تصريح لـ«صدى البلد»، إن هَذه المبادرةَ التي تفضل بها مُفتي الجمهورية بهدف الإسهام في مُعالجة مشكلة الطلاق في بعض مظاهرها وبأسلوب احترافي عن طريق تدريب وتعليم المأذونين على الأحكام الفقهية الخاصة بالطلاق، لأنهم يتعاملون بصفة مُباشرة مع الأزواج عند الطلاق، حتى يتأكد المأذون قبل توثيق الطلاق في المحكمة وإنهاء العلاقة الزوجية بصحة وقوع يمين الطلاق، منوهًا بأن التدريب ومعالجة قضايا التحقيق سيتم الاعتماد فيها على أكثر من زاوية: «نفسي واجتماعي وشرعي».


وأوضح أن دار الإفتاء المصرية لديها خبرة كبيرة اكتسبتها من التعامل مع الفتاوى اليوميّة التي تعرض عليها في الطلاق، ويُجيب عنها أمناء الفتوى بعد التحقيق ومعرفة تفاصيل يمين الطلاق، منوهًا بأنه يَرِد إلى دار الإفتاء 4 آلاف فتوى شهريًا عن الطلاق وتقع منها «حالة واحدة فقط»، بعد التحقيق مع الزوجين في كيفية التلفظ بيمين الطلاق وهل وقع في وقت غضب شديد لا يستطيع السيطرة فيه على نفسه وغير ذلك من الأسئلة حتى تكون الفتوى مستوفية وصحيحة ولا تدمر الأسرة.

 

نوه بأن دار الإفتاء لاحظت أن هناك احتياجًا كبيرًا لدى كثير من المأذونين لمعرفة أحكام الطلاق، مما جعل الدار تُفكر في هذه المُبادرة وتفعيلها والتعاون على إنجاحها، حفاظاً على الأسرة والعلاقة الزوجية، لافتاً إلى أن المأذون حالياً يوثق الطلاق في المحكمة دون التحقيق مع الزوجين في صحة وقع يمين الطلاق، ولا يعمل على علاج المشاكل الأسرية بالموعظة الدينية.  

 

الحفاظ على الأسرة واجب

ولفت إلى أن مبادرة دار الإفتاء المصرية، تعمق الوعي بمشكلة انتشار الطلاق، وتسهم في حلها انطلاقًا من خدمة المُواطنين المصريين، منبهاً على أن مشكلة الطلاق أمن قومي، وينبغي على الجميع أن يساهم في حلها، حفاظاً على الأسرة التي هي أمانة في أعناقنا والحفاظ عليها ضرورة اجتماعية وواجب شرعي، مستشهدًا بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» (سورة النساء:1)، مؤكدًا أن المأذونين أول الناس عرضة للحفاظ على هذه الأمانة.

 

دار الإفتاء لديها الخبرة

وأشادت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، بالمُبادرة التي أطلقها الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، لـ تدريب المأذونين على التحقيق في قضايا الطلاق، قائلة: إنها مبادرة طيبة ولعل أن يكون المأمول منها خيراً وتسهم في الحد من كثرة الطلاق الواقع في يومنا هذا.

 

وأفادت «الحنفي» لـ«صدى البلد»: «بأن تدريب المأذونين على هذا الأمر شيء لابد منه، منوهة بأن الزوجين أحياناً يكونان في حيرة كبيرة عند السؤال عن حكم وقوع الطلاق في مشكلتهما، نظرًا لأن المأذون يقول لهما فتوى مخالفة لما تفتي به دار الإفتاء في هذه المسألة.

 

 وواصلت: إنه يجب الأخذ بفتوى دار الإفتاء في مسائل الطلاق نظرًا لخبرتها الكبيرة بسبب كثرة الأسئلة التي تأتي إليها يوميًا وتعمل الدار على التحقيق فيها لمعرفة وقوع الطلاق من عدمه بحضور الزوجين.

 

وألمحت إلى أن تدريب المأذونين على فتاوى الطلاق أمر طيب أمر مستحب لأنه يبين للناس حُكم الله في حل أو عدم حِل عقد الزواج، مضيفة: «أتمنى أن تكون هناك لجنة مع المأذون عند الطلاق لها دراية بالأحكام الخاص بالأسرة، وتساعد على وعظ الزوجين وتقدم لهما النصيحة بعدم الانفصال وإزالة الخلفات بينهما حفاظًا على الأسرة.