الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

داعية يحذر: الغل والحقد قد يصل بصاحبه لجهنم

داعية يحذر: الغل
داعية يحذر: الغل والحقد قد يصل بصاحبه لجهنم

قال الشيخ رمضان عبد المعز، من علماء الأزهر الشريف، إن هناك مرضا خطيرا من أمراض القلوب يسمى مرض الغل، معقبًا "تلاقي واحد غلّاوي، يكره الناس، ويكره نفسه".

 

وتابع عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"،  اليوم الأربعاء، أن الإمام القرطبي عندما عرّف الغل، قال بأنه الحقد الكامن في الصدر، لافتا إلى أن من آثار الغل هو الظلم، حيث يتسبب في جعل صاحبه ظالم.

 

وأوضح عبد المعز، أن الغل والحقد قد يصل بصاحبه إلى جهنم، مستشهدًا بقوله تعالى: “وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا”.

أفضل الطرق لمنع الحسد

قال الشيخ رمضان عبد المعز، من علماء الأزهرالشريف، إن أفضل طرق لمنع الحسد هي إطعام الناس حتى تكون فى مأمن من أعينهم، لافتاً إلى أن الهدية أيضاً لها واقع على النفس حتى ولو تمرة. 

 

وتابع عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الأربعاء: "اللقم تمنع النقم، هذه هى الأمثال الشعبية، التى تعلمنا الفضائل، وسيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم،كان يقبل الهدية ويثيب عليها". 

هل الحسد يضر؟

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الحسد يضر الحاسد في دينه ودنياه أكثر مما يضر المحسود، فيضره في دينه؛ لأنَّه يجعل الحاسد ساخطًا على قضاء الله كارهًا لنعمته التي قَسَّمَهَا بين عباده، ويضره في دنياه؛ لأنه يجعل الحاسد يتألم بحسده ويتعذب ولا يزال في غم وهم، فيهلك دينه ودنياه من غير فائدة. أما المحسود فلا يقع عليه ضرر في دينه ودنياه؛ لأنَّ النعمة لا تزول عنه بالحسد، بل ما قَدَّره الله تعالى عليه لا حيلة في دفعه، فكل شيء عنده بمقدار.

 

وأضاف مفتي الجمهورية، بأنه ينبغي على الحاسد أن يجاهد نفسه ألَّا يحسد أحدًا، وإذا رأى ما يعجبه عند غيره أن يدعو له بالبركة، فقد روى ابن ماجه في "سننه" عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، قَالَ «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟» قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ».

 

حكم الغِبْطَة

وأفاد بأنه لا مانع شرعًا من تمني حصول مثل النعمة التي عند الغير، وهي ما يُعْرَف بـ«الغِبْطَة» أو المنافسة في الخيرات، يقول الفضيل بن عياض: «الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق، والمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط».

 

علاج الحسد

ونصح مفتي الجمهورية، بأن من ظَنَّ في نفسه وقوع الحسد من الغير عليه؛ فينبغي عليه أولًا: إن كان يشتكي من مرض ظاهر أن يَطْرَق باب التداوي طِبًّا؛ وهو -أي: التداوي من الأمراض- من الأمور المشروعة، وقد حثَّ الشرع عليه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً؛ فَتَدَاوَوْا، وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» رواه أبو دواد، والبيهقي في "السنن"، والطبراني في "الكبرى".