الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. نجلاء شمس تكتب: الصراع الثنائي بين النوع الإنساني

صدى البلد

يتصور البعض وجود صراع ثنائي ينقسم فيه النوع الإنساني إلى ظالم ومظلوم ،أو قوي وضعيف ،فالمسألة ليست كذلك ،بل هى أن كلٌ من الجنسين له وظائفه المنوطةبه وخصائصه التي يمتاز بها عن الآخر، والإسلام دين المساواة العادلة التي تجمع بين المتشابهين، وتفرّق بين المختلفين وذلك عين العدل الذي لا تحققه المساواة المطلقة بجمعها بين المختلفين دائمًا 
فالمساواة المطلقة بينهم ليست عدلًا في جميع الأحيان؛ لأن كلٌ من الجنسين يحمل من القدرات والميول مالا يتحمله الآخر ،
نعم الإسلام يساوي بين المرأة والرجل ، ولكن في الخصائص الإنسانية، والثواب، والعقاب،حيث قال تعالى:"وَمَن يَعْمَلْ مِن الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ‌ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرً‌ا" النساء ١٢٤
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما النساء شقائق الرجال"

فالإسلام كرم المرأةوخصَّها بالكثير من الأحكام التي تحافظ عليها وتحميها ، وحضَّها على اقتحام باب التنافس في أعمال البر والخير مع الرجال وفي ذلك قال الله تعالى : "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " المطففين ٢٦
فهما يشتركان في عمارة الكون بالعبودية لله تعالى، إلا أنه يُفرّق بينهما في الخصائص الجسدية، والنفسية، وللفضيلة عدة أصول، أول أصولها وجوب الإيمان بالفوارق بين الرجل والمرأة، وقد راعت شريعة الله واقع الناس وفطرتهم، وتعاملت مع الحقائق الثابتة بالعلم والعقل والتي أكدت بدورها وجوب الإيمان بهذه الفوارق، ومن المؤكد أن المرأة كانت ولا زالت عنصرًا من أهم عناصر أي مجتمع إنساني، فهي الرعاية ، والعاطفة ، وكذلك هي الجَد، والصبر ، والتحمل، إذا اقتضت الحاجة رغم أنها الأضعف جسدًا بحكم تكوينها الجسدي المناسب لوظائفها الطبيعية في الحياة ،وهذا لا ينقص من قدراتها العقلية، خاصة إذا أعتنى بها مُربيها ، فنرى لها

سموًا وتميزًا في بعض المجالات الفكرية ، والعلمية، مثلها مثل الرجل تمامًا بتمام، أو زيادة وإذا جئنا إلى الدين ، فلرُّب مؤمنة واحدة يوزن إيمانها بألف رجل أو يزيد ، فالعلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على التكامل والتوافق، لا على التقابل والتنافر ، ولا على سعي كلاهما خلف حياة يتمركز هو فيها ومحاولة كل منهما الهيمنة على الآخر.