الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معارك في حياة صوت الجبل.. لماذا قطع وديع الصافي علاقته بالشحرورة 40 عاما

صدى البلد

صوت الجبل، مارد الغناء العربي، صاحب الحنجرة الذهبية، مطرب الأرز، قديس الطرب، مبتكر المدرسة الصافية، كلها ألقاب لنجم الغناء اللبناني العظيم وديع الصافي، الذي حلت ذكرى وفاته أمس 11 أكتوبر.
 

مولد قديس الطرب

وديع الصافي شابا

وُلد وديع بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس في 1 نوفمبر عام 1921 بقرية نيحا الشوفية بمحافظة جبل لبنان، عمل والده خيالاً في قوى الأمن الداخلي،  وكان ترتيبه الثانى بين ثمانية إخوة، تعلّم من جده الميجانا والعتابا "الغناء الشعبي الشامي"، وعلمه خاله نمر العجيلي العزف على العود، غنى لأول مرة في سن الثامنة أمام السيدة نظيرة جنبلاط، انتقلت عائلته إلى بيروت عام 1930 بحثا عن حياة أفضل، التحق بمدرسة دير المخلص الكاثوليكية، فكان الماروني الوحيد فيها وانضم لجوقتها منشداً أول.

ترك دراسته بعد ثلاث سنوات؛ لمساعدة أسرته فعمل صبيا فى محل أحذية، وفى صالون حلاقة، وبالغناء، اشترك في مسابقة غنائية تنظمها إذاعة لبنان الرسمية "إذاعة الشرق الأدنى" عام 1938، وفاز بالجائزة الأولى فى الغناء، وعزف على العود من بين 40 متسابق، طلبت منه لجنة التحكيم المكونة من ألبرت ديب، سليم الحلو، ميشال خياط، محي الدين سلام، الانتساب رسميا إلى الإذاعة، وأطلقت عليه اسم "وديع الصافي"؛ لصفاء صوته، وتتلمذ على أيديهم.
 

انطلاقة مارد الغناء العربي

قدم الصافي أول أغنية فردية "يا مرسال النغم"، واستعانت به الإذاعة ليؤذن لصلاة العصر محل أحد الشيوخ، وتسائل المستمعون عن هذا الشيخ صاحب هذا الصوت الشجى.
سافر إلى مصر عام 1944، بمساعدة الفنانة نور الهدى، لكنه لم يوفق وعاد لبنان مرة أخرى، وأحيا الحفلات برفقة الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، ثم رافق فرقة فنية إلى البرازيل عام 1947، وأمضى فيها 3 سنوات ومن شدة شهرته مُنح الجنسية البرازيلية، ثم عاد إلى لبنان، وغامر بأغنية جديدة من نوعها بعنوان "عاللوما" ذاع صيته بسببها، وأصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم، وكان أول مطرب عربي يغنى الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية بعدما طعمها بموال "عتابا" الذي أظهر قدرته الفنية.

الصافي في فيلم مع الشحرورة

عمل في أول الستينات مع ملحنين وممثلين منهم زكى ناصف، فيلمون وهبي، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، ومع بداية الحرب اللبنانية غادر لبنان إلى مصر عام 1976، ومنها إلى بريطانيا، ثم استقر في باريس عام 1978، وبدأ التلحين بجانب الغناء، واشترك في عدة أفلام  بلغ عددها 10 أفلام، منها "موال، نار الشوق، غزل البنات، الخمسة جنيه".   

نجم الموال العربي والعتابا

شارك الصافي في العديد من المهرجانات الغنائية، وغنى للعديد من الشعراء، وفاقت عدد أغنياته الـ5000 وتميز بأداء المواويل والعتابا، وكان يُفضل أن يلحن أغنياته بنفسه، وسجل أغاني مع مشاهير لبنان كفيروز وصباح، ومن أشهر أغنياته "دار يا دار، يا عيني على الصبر، عندك بحرية، على الله تعود، الليل يا ليلى، على رمش عيونها ، وهى الوديان، عظيمة يا مصر".

التكريم في حياة مطرب الأرز

 كرمته أكثر من بلد ومؤسسة وحمل أكثر من وسام، منها خمسة أوسمة لبنانية منها، وسام الأرز برتبة فارس، والدكتوراه الفخرية في الموسيقى عام 1991 من جامعة الروح القدس في الكسليك بلبنان، ووسام التكريم من الدرجة الأولى في عام 2007 من سلطان عمان، كما يحمل ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته الأم اللبنانية.

 

الزواج والانجاب في حياة الصافي

تزوج فى عام 1952 من "ملفينا طانيوس فرنسيس" إحدى قريباته، وأنجب منها ست أبناء "دنيا ومارلين وفادى وأنطوان وجورج وميلاد"، وتوفى فى 11 أكتوبر عام 2013، عن عمر 92 عام، بعد إصابته بهبوط في الدورة الدموية، نُقل بسببه إلى المستشفى، وشُيعت جنازته من كاتدرائية مار جرجس بوسط بيروت، ودُفن في بلدته نيحا الشوفية.

سر مقاطعة صباح لوديع الصافي 40 سنة

 بعد خصام ومقاطعة بين الفنانة صباح و المطرب وديع الصافي دام 40 سنة تم الصلح بينهم في عام 2006.
حيث زارت الصبوحة وديع الصافي في منزله في منطقة الحازمية عندما علمت بمرضه، وكان هذا أول وآخر لقاء بعد خلاف 40 عامًا بينهما بسبب حفلة في منطقة نهر الكلب ببيروت تعود إلى فترة السبعينيات وربما الستينيات، حيث كان من المقرر أن يشتركا معًا في هذه الحفلة.

إلا أن الصبوحة وقتها لم تذهب إلى الحفل وبالتالي كبدت الحفلة خسائر كبيرة و خسر وديع الصافي بسببها ماديا و معنويا حيث تضاءل عدد الجماهير .. وهو ما تسبب في قطيعة بينهما جعلته يسافر إلى أمريكا وقتها لتعويض خسارته المادية، وعندما التقيا بعد كل هذا العمر وعاتبت زوجة الصافي الشحرورة أجابتها الصبوحة أن وقتها كان صوتها في حالة سيئة وقالت بالحرف ”صوت الضفادع كان أقوى من صوتي ”وكان هذا اللقاء كفيلاً بأن يمحو سوء التفاهم الذي حدث بين قطبين في عالم الموسيقى والطرب هما الصبوحة ووديع الصافي.

وعقب علمها برحيله حزنت "صباح" كثيرا فهي تعبتره توأم روحها وصديقها برحلة الكفاح، قائلة رفيق دربي ووطني وفني راح، راح توأم روحي وصوتي، راح كبير الغناء العربي والله خسارة، صوته أهم وأخطر صوت في العالم".

 

وائل جسار في ورطة بسبب الصافي

تورط المطرب وائل جسار في أزمة مع النجم الكبير الراحل بتصريح له طالب فيه الفنان وديع الصافي باعتزال الغناء، قامت الدنيا ولم تقعد ووصلت التصريحات للنجم الراحل وتسببت في ازعاجه حسب المقربين منه، وائل من جانبه وجد نفسه متورطا في خلاف كبير اضطر على اثره للظهور في أحد البرامج ليؤكد أن تصريحاته قد أسيء فهمها، فهو لم يطالبه بالاعتزال بل نصحه بالجلوس في المنزل معززا كنوع من التكريم له وسنظل نستمتع بأغنياته إلى الأبد.
 

معين شريف يقبل رأس أستاذه

معين شريف هو التلميذ النجيب لوديع الصافي، الذي كان يعتبره النجم الكبير ابنا بارا به، لكن مع مرور السنوات بدأت العلاقة تتوتر فيما بينهما بسبب عدم سؤال التلميذ عن استاذه وتردد وقتها ان خلافا نشب بينهما بعد أزمات العلاقة.
لكن معين أراد أن ينفي الخلاف بزيارة لمنزل والده الروحي وقبل رأسه وجلسا سويا عدة ساعات انتهت عندها الخلافات، ولم يتجدد الحديث عنها مطلقا.

معين شريف

هجوم الصافي على روتانا

"شركة بلا هويّة ولا أخلاق ولا تقدّر الفنّ الراقي ولا تكرّم رواد الأغنية العربية" بهذه الكلمات وصف وديع الصافي قبيل وفاته شركة روتانا والعاملين بها بعد أن شعر بانزعاج شديد بسبب إهمال أغنياته تحديدا بعد ألبوم "ناطرك سهران" والذي كان سببا في انهاء وديع تعاقد مع الشركة ودوام الخلاف بينهما سنوات طويلة.