الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«زفاف» شباب المسرح!

لا تنجو أى لجنة تحكيم فى أى مهرجان فنى من سهام النقد وطوفان التجريح والانتقاص من الموضوعية والشفافية .. وعادة تطارد أعضاء اللجنة - فرداً فرداً -  لعنات الفنانين المشاركين فى المسابقة الرسمية وينعتهم المتنافسون بأبشع الأوصاف والألفاظ .. ولاتملك اللجنة إلا رفع شعار “وجهة النظر” الذى يجب احترامه والانحناء أمامه .. وأعترف أن دورة المهرجان القومى للمسرح الأخيرة انتصرت كثيرا للجنة التحكيم بجوائزها النهائية وحفظت لها كرامتها واعتبارها لتحظى عن جدارة بأنها “دورة استثنائية”!.
لأنها ببساطة أنصفت جهد الشباب المسرحى المناضل من أجل رسالة “أبو الفنون” القائمة على تجديد الدماء واكتشاف المواهب واستقبال أفكار مبتكرة وأُطر مسرحية مغايرة لما هو تقليدى أو مُستهلَك .. فقد ذهبت جوائز التمثيل والتأليف والإخراج إلى فئة الصاعدين فى الحركة المسرحية .. ووقف على خشبة دار الأوبرا المصرية براعم مبشرة لينالوا التكريم والتشجيع والدفعة الرسمية من الدولة للاستمرار ومواصلة العطاء والإبداع .. ومن حقك تماما أن تختلف حول درجة استحقاق العروض للفوز وعقد مقارنة بينها وبين فرسان آخرين فى السباق .. والانقسام فى الرؤية الفنية حق مشروع وأصيل فى حدود الاحترام والنقاش الهادئ ..  ولكن النقطة الجوهرية الإيجابية هى فتح الباب أمام الجيل الجديد ليعيش حالة التفوق والابتهاج بأضواء النجاح وبريق الشهرة ولو مؤقتا .. ويكتب الفائزون أسماءهم فى تاريخ المهرجان على سبيل الفخر أو الذكرى الجميلة .. وكانت نتائج دورة ٢٠٢١ تتويجا لمشوار الشباب المسرحى على طريق الاحتراف، وفرصة ليشعر كل فائز بأنه ينتمى إلى صفوف المبدعين، وما الجائزة إلا ضربة البداية لإحراز مزيد من الأهداف وزيادة الإنتاج الفنى بأعمال وعروض قادمة أكثر قوة ونضجا ليبرهن على أنه يتمتع بالموهبة الصادقة وليس مجرد مجاملة أو مناسبة عابرة!.
ولا ينفصل دور وزارة الثقافة كمؤسسة رسمية عريقة فى التكريم وتنظيم المهرجان سنويا عن دورها فى متابعة هؤلاء النجوم الواعدة مستقبلا .. بمعنى أنه بعد انتهاء الزفاف الضخم وتذوق “عرسان” المهرجان حلاوة الانتصار وزهوة العرش وسط المنافسة مع الكبار ومحاربى المسرح القدامى، لابد وأن ترعى الوزارة تجارب الشباب المتميزة باستضافتها لعدة ليالى على مسارح الدولة لتصل مسامعها إلى القطاع الأعظم من الجمهور العادى الذى ينصرف عن المهرجانات ولا يملك ترف النزول من البيت خصيصا لمشاهدة عروض المسابقات .. ومن الضرورى أن تتفق “الثقافة” مع قنوات الإعلام الكبرى على تصوير هذه التجارب تلفزيونيا ورسم خطة لترويجها وتسويقها على شاشتها فى إطار برتوكول تجارى يضمن الربح والقيمة الفنية لكل الأطراف .. الوزارة والقناة وأبطال العمل .. وما أسهلها من وسيلة ليسترد المسرح المصرى رقعة انتشاره التى تقلصت مساحتها تحت تأثير الدراما والسينما لأسباب وحسابات مفهومة ومعروفة .. فضلا عن أن المشروع سيفتح شهية الشباب لإثراء الحركة المسرحية بعروض تجمع بين الفكر والمتعة، طالما أنها لاقت التقدير الكامل والرعاية المنشودة، وسيجذب الشارع المصرى إلى فن المسرح الذى أوشك على الاندثار ولايحيا مؤخرا إلا بالمؤمنين برسالته والمخلصين دائما لمكانته وتاريخه ورايته الشامخة!.
- لدينا الوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم بفكرها المستنير .. والكشَّاف الماهر خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى برصيده الفلكى من عروض الشباب ومعمل تفريخ النجوم ومستودع تجاربه الذى لاينضب .. وتحت قيادتهما الواعية مديرو المسارح ومسئولو الثقافة من مخرجين وكتائب الفنانين .. وبعلاقاتهم المتشعبة يمكن أن نرى شبابنا وأى مبدع صغير طموح فى منطقة أخرى من الضوء والاهتمام والاحتراف الحقيقى .. ويوما ما ينضم المبدعون الصغار إلى لجنة التحكيم ليسود المناخ الصحى .. النظيف .. لاختيار البذور السليمة وغرسها فى التربة الصالحة .. فلنتحرك جميعا فى هذا الاتجاه لنشم دائما رائحة الفن الزكية!.

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط