الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صراع المقاعد الأمامية يقتل التلاميذ.. خبراء تعليم: الصفوف الأولي ليست عاملاً أساسياً لتفوق الطالب دراسيًا.. ويطالبون بضرورة نبذ الفكرة في ظل تطبيق استراتيجيات التعليم الحديثة

التسابق على حجز مقاعد
التسابق على حجز مقاعد أمامية في الصفوف الأولى

خبير تعليم: التحصيل العلمي للطالب لا يرتبط بالمقاعد الأمامية أو الخلفية في الفصل الدراسي

خبير تعليم: تواجد كشوف بالأسماء داخل الفصول وجدول للحصص تسهيل العملية التعليمية على الطلاب

خبير تعليم يطالب بضرورة تطبيق نظام مبتكر لتوزيع الطلبة في الفصول الدراسية

اليوم الدراسى الأول هو الموسم السنوي لشجار أولياء الأمور والتلاميذ والطلاب على الديسك الأول، فكانت الفوضى والاشتباكات والاحتجاجات عنواناً لليوم الدراسي الأول بعدد من المدارس، لشجار أولياء الأمور والتلاميذ والطلاب على الديسك الأول، وظهور حالة من التدافع والازدحام الشديد في المدارس، مما يؤدي إلى كارثة بسبب انتشار فيروس كورونا في موجته الرابعة. 

كما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" مقاطع فيديو تظهر حالة التدافع والازدحام الشديد في إحدي المدارس، ليؤكد النشطاء أن التدافع والازدحام الشديد يمكن أن يؤدي لكارثة بسبب انتشار فيروس كورونا في موجته الرابعة.

وأكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن أولياء الأمور يتسببون فى أزمات كبيرة فى اليوم الأول للدراسة لأنهم عادة ما يغافلون إدارة المدرسة، ويجلسون هم على الكراسي حتى يصل التلاميذ إلى الفصل فيحجزوا أماكنهم وعادة ما يصل الموضوع إلى حد الشجار بين أولياء الأمور وبين المدرسين الذين يتصدون لهم ويعيدون ترتيب الفصول مرة أخرى".

وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أنهم يدخلون المدرسة متعللين بأن أطفالهم صغار وخاصة أطفال الصف الأول الابتدائى الذى يصر أولياء الأمور أن يدخلوا معهم ولكن إدارات المدارس تتصدى لهم حتى تنتظم العملية التعليمية داخل الفصول.

وكشف الخبير التربوي عن استيائه من مشاهدة عبر وسائل الإعلام استعانت سيدات من أولياء الأمور بسلم خشبي موجود في ساحة المدرسة، وصعدوا عليه للطابق الأول علوي أمام الرجال، بغرض تسابق كل واحدة منهن لحجز "التختة الأولى" لأبنائهن.

وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن أولياء الأمور اعتادوا ارتكاب هذه الأمور في كل عام دراسي وبجميع المدارس، خاصة أن أغلب المدارس يتجمع حولها أولياء الأمور من الساعة 6 صباحًا رفقة أبنائهم، لحجز "التختة الأولى" حيث يتسابق كل ولي أمر بأي طريقة حتى لو وصل الأمر إلى قفز نجله من أعلى سور حديدي، حتى يستطيع الجلوس في "التختة الأولى".

وقال الدكتور حسن شحاتة، إن الأمر يرجع لثقافة أولياء الأمور أنفسهم المعروفة عنهم منذ زمن بعيد، وتتمثل في رغبتهم حجز "التختة الأولى" لأبنائهم، حتى ولو عرضهم ذلك للخطر.

وتابع الخبير التربوي: "المفروض أولياء الأمور يكونوا خارج المدرسة لمساعدة المدرسين في السيطرة على الزحام وترتيب الأولاد يكون له مدرسين لتنظيمهم".

، من جانبه أكد الدكتور رضا مسعد رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم والخبير التعليمي، أن الفصول الدراسية وخاصة بين تلاميذ المدارس الابتدائية، والإعدادية تشهد صراعًا بين الطلاب والتلاميذ فى اليوم الأول على الديسك الأول، ويظن دائما التلاميذ الصغار أن من يجلس في الأمام هم المتفوقين والعكس فمن يجلس فى الخلف هم البلداء وضعاف التحصيل لذا يكون هناك خلاف بينهما على الديسك الأول، لدرجة أن هناك أولياء أمور يأتون بصحبة أبنائهم.

وأوضح الخبير التعليمي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن التحصيل العلمي للطالب لا يرتبط بالمقاعد الأمامية أو الخلفية في الفصل الدراسي، كون المعلم يعلم مستوى جميع الطلبة داخل الفصل، مشددين على ضرورة تطبيق النظم الحديثة في توزيع الطلبة، كتوزيعهم في مجموعات أو على شكل نصف دائرة بدلاً من الصفوف المتوازية.

وصرح رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، بأن تركيز الطالب في الفصل عامل رئيسي لتفوقه، بغض النظر عن موقعه فيه، سواء كان يجلس على الكراسي الأمامية أو الوسطى أو الخلفية، مشيراً إلى أن الطلبة من فئة ذوي الإعاقة، والذين يعانون مشكلات سمعية وبصرية، وضعف القراءة، وكذلك قصار القامة، تكون لهم الأولوية في الجلوس بالمقاعد الأمامية، أو المتأخرين دراسياً.

وأضاف الدكتور رضا مسعد، أن سبب إصرار أولياء الأمور هو أن ابنه قصير القامة، ويعانى ضعف النظر ولو تركتها لن تجلس فى الأمام مطلقا بسبب إصرار أولياء الأمور على وضع أبنائهم فى المقاعد الأولى كما أن الديسك الأول يجعل استيعاب الطلاب أفضل".

وتابع الخبير التعليمي، أنه من ناحية أخرى، لم تتمكن عدد من المدارس بمختلف الإدارات من أداء طابور الصباح وتحية العلم المصرى بسبب التأخر فى ترتيب تلاميذ وطلاب الصف الأول بكافة المراحل وتزاحم أولياء الأمور برفقة أبنائهم.

وأعلن رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، أن الأزمة تتشكل في أولياء الأمور لأنهم على قناعة تامة بأن طلبة الصفوف الأمامية يكونون محط اهتمام المعلم وتركيزه، الأمر الذي يؤثر في تحصيلهم الأكاديمي بشكل إيجابي، مما يزيد المشاحنات بين الأهالي وإدارة المدرسة لرغبة دخول الأهالي المدرسة للاطمئنان على أبنائهم وقيام بعض أولياء الأمور بالذهاب للمدارس من قبل الفجر لحجز المقاعد الأولى، خاصة الصف الأول الابتدائي ولولا تدخل رجال المباحث لحدثت العديد من الكوارث.

وفي هذا الإطار أكد الدكتور محمد فتح الله الخبير التربوي، أن اعتقاد أولياء الأمور أن الصفوف الأمامية هي عامل تفوق دراسي للطالب بـ«الخاطئ»، إذ استحدثت بعض المدارس نظماً جديدة ومبتكرة لتوزيع الطلبة في الفصول الدراسية، منها التي تكون على شكل نصف دائرة، فتتيح بدورها للمعلم مراقبة جميع الطلبة وسلوكياتهم، ومعرفة مستوياتهم التعليمية خلال أسبوعين فقط من بداية العام، وذلك عبر مشاركتهم وتفاعلهم أثناء الشرح والإجابة عن الأسئلة.

وأعلن الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن التفوق يعتمد على اجتهاد الطالب، وقدراته الذهنية، بعيداً عن موقعة المكاني. مؤكدًا علي ضرورة نبذ هذه الفكرة، في ظل تطبيق استراتيجيات التعليم الحديثة.

وأضاف الدكتور محمد فتح الله، أنه شهد الايام السابقة محيط المدارس والمعاناة من زحام أولياء الأمور المعتادين على اصطحاب أبنائهم لداخل المدارس والصعود معهم داخل الفصول، وهو ما كان يتسبب في مناوشات بين أولياء الأمور وبعضهم البعض بسبب أسبقية حجز المقاعد فى الصفوف الأمامية بالفصول.

وطالب الخبير التربوي، بضرورة متابعة الطلبة الذين لديهم ميول مشاغبات، وحديث مع الزملاء، لانهم عادةً يفضلون الجلوس في الخلف، حتى لا يراهم المدرس، لاعتقادهم بأنهم بعيدون عن الأنظار، وأيضاً ليُسهِّل لهم ذلك ممارسة العنف السلوكي. مشددًا على ضرورة وجود عدد كاف من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في إدارات المدارس، يعملون على معالجة السلوكيات والمشكلات اليومية للطلبة بشكل صحيح، وعلى أولياء الأمور تفهم ظروف المدرسة ومشكلاتها والاتصاف بالعقل،

وشدد "فتح الله" علي ضرورة تواجد كشوف بالأسماء داخل الفصول وجدول للحصص لتسهيل العملية التعليمية على الطلاب، ومنع التكدس والفوضى، لعدم التسبب في فوضى أثناء دخولهم إلى المدرسة.

يذكر أن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني طارق شوقي علق على اقتحام بعض أولياء الأمور المدارس، في اليوم الأول  للدراسة، من أجل التسابق على حجز مقاعد أمامية لأبنائهم في الصفوف الأولى بالفصول، في مداخلة ببرنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور" الفضائية.

وقال الوزير في مداخلته إن المشاهد مرعبة وغير مسبوقة في العالم، مؤكدًا أنهم سيضطرون لاتخاذ قرار بمنع دخول أولياء الأمور خلال الفترة المقبلة.

كما أكد طارق شوقي أن ما يحدث أمر غير مقبول، خاصة في ظل جائحة كورونا، وأنهم يسعون بكل السبل لتخفيض كثافة الفصول الدراسية.

وتابع "بعض أولياء الأمور يصرون على إلحاق أولادهم بمدارس معينة ما يسبب كثافة بالفصول في تلك المدارس"، وطالب الوزير الأولياء بعدم إرسال أبنائهم للمدارس في حال وجود أي أعراض لفيروس كورونا.