الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خصال تفرد بها النبي عن سائر البشر والأنبياء.. شيخ الأزهر يكشف عنها

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

كشف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن خصال تفرد بها النبي عن سائر البشر والأنبياء.

 

وقال شيخ الأزهر، خلال كلمته بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، إن الصحابة وصفوا النبي الكريم بأوصاف شريفة لم يتصف بها أحد قبله ولا بعده، فقال بعض أصحاب الرسول عنه، أنه -صلوات الله وسلامه عليه- لم يكن غليظ الطبع، ولا فاحشا في قوله وعمله، ولا متفحشا، ولا صخابا يرفع صوته في الطرقات والأسواق، ولم يكن يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح.

 

خصال تفرد بها النبي عن سائر البشر والأنبياء

 

وأكد شيخ الأزهر،  أن النبي الكريم ما ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا ضرب خادما ولا امرأة، وما رؤي منتقما من مظلمة ظلمها قط، ما لم تنتهك محارم الله تعالى، فإذا انتهكت كان من أشد الناس غضبا، وكان يبشر المظلومين الذين لا يستطيعون دفع الظلم عن أنفسهم، ويؤكد لهم: «ما ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا».

 

وبين شيخ الأزهر أن النبي الكريم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، وإذا دخل بيته كان بشرا من البشر، وكان يعظم النعمة وإن قلت لا يذم منها شيئا، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، وكان يمسك لسانه إلا فيما يعنيه، وكان يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، يحذر الناس، ويحترس منهم، ويلقاهم من غير أن يطوي على أحد منهم طلاقة وجهه وبشاشته، وكان يتفقد أصحابه، ويسأل الناس، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها، أو بميسور من قول بمعروف، مجلسه مجلس علم وحياء وصبر وأمانة، يوقر فيه الكبير، ويرحم الصغير، ويقدم ذو الحاجة، ويحفظ حق الغريب، وقد كساه الله لباس الجمال، وألقى عليه محبة ومهابة منه.

 

وأوضح شيخ الأزهر أن النبي صلى الله عليه كان لا يذم أحدا ولا يعيبه، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم ‏إلا فيما يرجو ثوابه، ‏‏وكان يصبر للغريب على جفائه في كلامه ومسألته، وكان ‏يمازح أصحابه: يضحك مما يضحكون، ‏ويتعجب مما يتعجبون، ‏يعود مرضاهم في ‏أقصى المدينة، ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره، ومع شدة ‏حبه للصلاة وولعه ‏بها - يسرع فيها إذا ‏سمع بكاء صبي، وكان يقول: «إني لأقوم في الصلاة وأريد أن ‏‏أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي كراهية أن ‏أشق على أمه».

 

وتابع: “إن احتفالنا بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين ليس احتفالا بعظيم من العظماء، ممن يتوقف التاريخ عند أدوارهم قليلا أو كثيرا، ثم ما يلبث أن يروح ويتركهم، بل هو احتفال من نوع آخر مختلف”.

 

وأضاف شيخ الأزهر،  أن احتفالنا هو احتفال بالنبوة والوحي الإلهي وسفارة السماء إلى الأرض، والكمال الإنساني في أرفع درجاته وأعلى منازله، والعظمة في أرقى مظاهرها وتجلياتها، احتفال بالتشبه بأخلاق الله تعالى قدر ما تطيقه الطبيعة البشرية، وقد تمثل كل ذلك في طبائع الأنبياء والمرسلين، الذين عصمهم الله من الانحراف، وحرس سلوكهم من ضلالات النفس وغوايات الشياطين، وفطر ظاهرهم وباطنهم على الحق والخير والرحمة.

 

واستطرد: “إن رسولنا محمد قد بلغ في هذه المعارج المتعالية شأوا بعيدا، حتى أطلق عليه: «الإنسان الكامل» من فرط ما استوعبه استعداده الشريف من سمو في الفضائل، وسموق في الخلق والأدب الرفيع، ويؤكد ذلك ما زخرت به مصنفات الأخلاق والشمائل المحمدية من أوصاف لا يمكن أن تجتمع لإنسان إلا إذا كان من هؤلاء الذين هيأهم الله لهذه الأوصاف، وأعدهم للتحلي بحلاها”.