الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد مكالمة بشار الأسد ومحمد بن زايد|هل تعود سوريا إلى الحاضنة العربية؟

الرئيس بشار الأسد
الرئيس بشار الأسد والشيخ محمد بن زايد

تلقي الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأربعاء، اتصالا هاتفيًا من الرئيس السوري بشار الأسد، بحثا خلاله علاقات البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة.

كما تباحث الطرفان تطورات الأوضاع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، ومجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.

وتعد هذه المكالمة هي الثانية من نوعها بين الرئيس بشار الأسد والشيخ محمد بن زايد بعد أحداث 2011 في سوريا.

ومطلع الشهر الجاري جرت مباحثات بين مسئولين سوريين وإماراتيين على هامش أعمال معرض إكسبو 2020 دبي.

وأعادت الإمارات فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق في ديسمبر 2018.

اتصال بشار الأسد بالعاهل الأردني

ولم يكن هذا الاتصال هو الأول من الرئيس بشار الأسد إلى دولة عربية أخري، فقد تلقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد في يوم 3 أكتوبر الجاري، حسبما أفاد الديوان الملكي الأردني.

 كم يعد هذا الاتصال هو الأول من نوعه بين الملك عبدالله الثاني والرئيس السوري منذ عام 2011.

في خطوات تؤكد حرص الرئيس بشار الأسد للعودة إلى الحاضنة العربية وعودة العلاقات مع الدول الشقيقة بعد انقطاع دام لسنوات منذ 2011.

مصلحة البلدين الشقيقين

وفي هذا الصدد قال أستاذ العلوم السياسية الأردني، الدكتور خالد شنيكات، إن الاتصال الهاتفي بين الملك عبدالله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد جاء تتويجا وتأكيدا لما تم من اتصالات وجوالات ولقاءات بين مسئولي البلدين على مدار الشهور الماضية.

وأضاف شنيكات في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن الاتصال جاء أيضا كـ جهد دبلوماسي قام به الملك عبدالله الثاني خلال زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ولقائه الرئيس جو بادين، حيث تم مناقشة الملف السوري ضمن الملفات المهمة التي تم مناقشتها.

وأوضح شنيكات، أن هناك ترتيبات وملفات مهمة جرى التنسيق بشأنها يلعب فيها الأردن دورا مهما منها؛ ملف عودة العلاقات العربية مع سوريا والربط الكهربائي مع لبنان والذي يتم عبر الأراضي السورية، وإيصال الغاز المصري إلى لبنان مرورا بـ الأراضي الأردنية والسورية.

ترتيبات وملفات مهمة 

ولفت شنيكات أن «كل هذه الملفات تتطلب تفاهمات ولقاءات كان من بينها عقد اجتماع لوزراء طاقة الدول الأربع «الأردن - مصر - سوريا - ولبنان»، مضيفا: «هناك جولات أخرى تتعلق بالبعد الأمني بين الأردن وسوريا، حيث أن الحدود بين البلدين مفتوحة».

وأكد أن الاتصال جاء أيضا بعد مفاوضات إعادة انسياب حركة البضائع والسلع بين الأردن وسوريا وعبور الأشخاص دون ترتيبات أو قيود أو موافقات مسبقة، معقبا: «الاتصال جاء ليعلن عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين لما قبل 2010».

واختتم: «قد نشهد انفراجة في العلاقات العربية مع سوريا خلال الأيام القادمة» لافتا: «يجب ألا ننسى أن زيارة الملك عبد الله إلى موسكو أيضا بحث خلالها الملف السوري، فـ الأردن يهتم بعودة التجارة مع سوريا وعودة الأشخاص ونقل البضائع، ومهتم أيضا بعودة اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي الأردنية ويتجاوز عددهم المليون لاجئ إلى سوريا».

النظام السوري باق

وفي مقابلة جرت يوليو الماضي، مع مذيع شبكة (CNN) الأمريكية، قال الملك عبدالله الثاني إن «النظام السوري باق».

وأضاف: «أتفهم بالطبع غضب وتخوف العديد من الدول حول ما حدث للشعب السوري، لكن الإبقاء على الوضع القائم يعني استمرار العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوري».

وتابع: «لقد عشنا ذلك لسبع أو ثماني سنوات، وعلينا الاعتراف أنه ليس هناك إجابة مثالية، لكن الدفع باتجاه الحوار بصورة منسقة أفضل من ترك الأمور على ما هي عليه».

ويأتي الاتصال في غضون انفتاح البلدين على التقارب وتعزيز العلاقات، بعد انحصارها على أثر الحرب الأهلية في سوريا.

لقاءات دبلوماسية لا تتوقف 

وخلال الشهر الماضي كان هناك العديد من اللقاءات بين مسئولي الأردن وسوريا، حيث عُقدت اجتماعات وزارية موسعة انتهت بالتوصل إلى تفاهمات هدفها تعزيز التعاون في مجالات التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل.

والتقى وزير الدفاع السوري رئيس الأركان العماد علي أيوب، رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأردني اللواء الركن يوسف الحنيطي، وبحثا «ضمان أمن الحدود، والأوضاع في الجنوب السوري، ومكافحة الإرهاب والجهود المشتركة لمواجهة عمليات التهريب عبر الحدود وخاصة تهريب المخدرات»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.

ونُوقشت الموضوعات ذاتها خلال لقاء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، نظيره السوري فيصل المقداد، في نيويورك على هامش الاجتماعات الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.