EN 
ارتبطت بعض الإعلانات التجارية خلال فترات الطفولة لمعظمنا، بذاكرة المشاهدة خاصة التي تميز بالإبداع، وكان لفترة الثمانينات والتسعينات طريقة خاصة تركت ذكرى في أذهان هذا الجيل.
وحالات من الشجن والحنين ينتاب كثير من مواليد جيل الثمانينات والتسعينات بمجرد الاستمتاع لإعلانات أيام زمان، "خشب قبنوري .. ضد المية ضد النار ضد الحشرة ضد الفار"، "عبدالرحيم عمر واحتكم الأمر"، "كوفرتينا تبقى الجوازة هنية" جمل اشتهرت قبل سنوات عديدة كفيلة أن ترسم البسمة على وجهك بدون تكليف.
وتميزت إعلانات الثمانينات بطابعها المميز، المعتمد بشكل أساسي على الرسوم المتحركة تزامنًا مع بدايات استخدام التكنولوجيا الحديثة، وأول نسخ من برامج دمج وتفريغ الصور"، أصابت جيل كامل بالهوس برغم إمكاناتها الضعيفة، فكانت تعرض على قنوات التليفزين المصري الـ 3، خلال تلك الفترة، واعتادت الأسرة المصرية
والإعلانات القديمة يمكنها أن تُظهر كيف كانت الحياة مع بداية النهضة الإلكترونية الحديثة وما نشهده اليوم من تطور لم نتخيله يوماً، فكانت الإعلانات بسيطة في شكل ورقي او إعلان متلفز يعتمد بشكل مباشر على ظهور فنان على غلاف المنتج، مما رسخ في أذهاننا ذكرايات هذا المنتج.
وظهرت صفحات مختصة بأخبار التجارة والبورصة وأسعار القطن، بعد ظهور الصحف. وهذه هي بداية مرحلة الإعلان المكتوب وكان يظهر كخبر قصير مكتوب بلغة عامية، ومع تطور الزمن وزيادة المنتجات واحتياجات الناس ظهرت الإعلانات عن المنتجات مستقلة.
واتخذت الإعلانات أشكال مختلفة بعضها غريب وآخر طريف، وكان يتم التركيز في هذه الفترة على بعض المنتجات الحديثة ومحاولة استمالة الناس إليها عن طريق ابتكار طرق غريبة وجديدة فى طرق الإعلان، منها رسومات كاريكاتيرية، وأخرى تكتب بلغة منمقة وجذابة، بل منها ذو أسلوب فني راقي.
ومع زيادة أهمية الإعلان وقوة تأثيره على القراء، أصبحت الإعلانات غير قاصرة على المنتجات فقط بل اجتذبت شرائح أخرى مثل الأطباء الأجانب بل والمنجمين، بالإضافة إلى الفنادق ووسائل الراحة التي تتمتع بها، وإعلانات الكازينوهات والمسارح والتي كانت منتشرة في ذلك الوقت، والإعلان عن المطربين الجدد وأحدث الأسطوانات. كذلك ظهرت إعلانات التهنئة والوفيات وهو ما يعرف بالاجتماعيات.
واحتلت إعلانات المشروبات الغازية مكانة خاصة لدى كثيرين من هواة جمع أغطية الزجاجات وتجميع الأشكال للفوز بالجائزة، وبين الدراجات الهوائية، وأجهزة التسجيل، والتي شيرتات جلس جيل التسعينات يتابع هذه الإعلانات بشغف عقب مسلسل الساعة 8.
كوفرتينا على العريس يبقى هيتجوز ويهيص، أشهر جمل إعلانات التسعينات، التي لاقت إعجاب كثيرين بشخصيات ساخرة صاحبة الضحكة المميزة.
ويبدو أننا في وقتنا الحالي نشعر بالحنين من وقت لاخر الى تلك الحقبة الجميلة في حالة من النوستالجيا المؤثرة، فنجد شركات مصرية عملاقة تدشن حملة رمضانية من الإعلانات لمنتجاتها مستخدمين أزياء قديمة وديكورات تحاكي الزمن الجميل وإعادة ذكرايات ممثلين رحلوا بإستدعائهم في الإعلان أمثال الفنان الراحل احمد ذكي في احد اعلانات شركات الموبايلات.
