الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حث عليهما النبي .. نعمتان من لم يغتنمهما يخسر ويندم كثيراً

نعمتان مغبون فيهما
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس

امتنّ الله تعالى على عباده بالكثير من النعم منها نعمة الصحة والعافية، وسلامة أجزاء الجسد وأعضائه من الأمراض والآفات، فإنّ الصحة تمكن العبد من القيام بالعبادات والطاعات التي أمره الله -تعالى- بها، ودليل ذلك روي عن عَنِ ابنِ عباسٍ - رضي اللهُ عنهما - قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «نِعمَتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصَّحَّةُ والفَّراغُ» رواه البخاري.

 

 والغبن الوارد في الحديث يقصد به الخسارة، فكثيرٌ من الناس لا يستخدمون نعمة الصحة والعافية في المواضع الصحيحة لها، كما أنّهم لا يقدّرون الصحة، ولا يعطونها أيّ أهميةٍ.
 

ويوضح الحديث السابق أن من وظف الصحة والفراغ فى خيرى الدنيا والآخرة، فله جزاء عظيم من الله يوم القيامة، إذا كان العمل الذي اغتنم فيه الوقت والفراغ مشروعًا، وبالتالى من الضروري على المسلم أن يغتنم ما رزقه الله من نعم حتى يحظى بالثواب الجزيل.

وإذا استخدم الإنسان هذه النعم استخدامًا سيئًا، فله عقاب من الله تعالى، على ما فاته من وقت يوم القيامة، وفي ذلك يقول الله تعالى «وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ».

 

نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس

قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن هناك نعمتين من لم يغتنمهما، فقد خسر ويندم أشد الندم.

 

وأوضح «القاسم» في خطبة سابقة له، أن نصيب الإنسان من الدنيا عُمرُه، فإن أحسن اغتنامه فيما ينفعه في دار القرار فقد ربحت تجارته، وإذا أساء اغتنامه وأكثر المعاصي والسيئات بارت بضاعته وخسر النيا والآخرة، منوهًا بأن تعاقب الشهور والأعوام على العباد من نعم الله الغِزار.

 

وأشار إلى أن هناك نعمتين إن لم يغتنمها المرء فهو خاسر وسيندم عليها، قال النبي صلى الله عليه وسلم :«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» رواه البخاري ، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أقسم في آيات عديدة من كتابه بأجزاء من الوقت بالليل والنهار والفجر والصبح والعصر والضحى.
 

وأضاف أن الليالي والأيام خزائن للأعمال، ومراحل للأعمار، تبلي الجديد، وتقرب البعيد، أيامٌ تمرّ، وأيام تمضي، وأجيال تتعاقب على درب الآخرة، فهذا مقبل وذاك مدبر، وهذا صحيح وآخر سقيم، والكل إلى الله يسير، فقال –صلى الله عليه وسلم- : «كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها، أو موبقها» رواه مسلم.
 

نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس

يعني أن هذين الجنسين من النعم «الصَّحَّةُ والفَّراغُ» مغبون فيهما كثير من الناس، أي مغلوبٌ فيهما، وهما الصحة والفراغ، وذلك أنَّ الإنسان إذا كان صحيحًا كان قادرًا على ما أمره الله به أن يفعله، وكان قادرًا على ما نهاه الله عنه أن يتركه لأنه صحيح البدن، منشرح الصدر، مطمئن القلب، كذلك الفراغ إذا كان عنده ما يؤويه وما يكفيه من مؤنة فهو متفرغ.

 

فإذا كان الإنسان فارغًا صحيحًا فإنه يغبن كثيرًا في هذا، لأن كثيرًا من أوقاتنا تضيع بلا فائدة ونحن في صحة وعافية وفراغ، ومع ذلك تضيع علينا كثيرًا، ولكننا لا نعرف هذا الغبن في الدنيا، إنما يعرف الإنسان الغبن إذا حضره أجله، وإذا كان يوم القيامة، والدليل على ذلك قوله تعالى: «حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ  لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ»(المؤمنون: 99، 100)، وقال عزَّ وجلَّ في سورة المنافقون: «مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين» (المنافقون: 10)، وقال الله عزَّ وجلَّ: «وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (المنافقون: 11).