الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في عيد تجليسه التاسع ..6 مواقف للبابا تواضروس كشفت عن وطنيته الفريدة

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس الثاني

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، بذكرى تجليس قداسة البابا تواضروس الثانى البطريرك 118 للكرازة المرقسية، صاحب أشهر مقولة «إذا كان العالم كله محفوظ بيد الله إلا مصر محفوظة في قلب الله».

وبهذه المناسبة، يستعرض موقع «صدى البلد» أبرز المعلومات عن البطريرك المعظم قداسة البابا تواضروس الثاني، البابا الـ 118 للكنيسة الأرثوذكسية، في السطور التالية:

البابا تواضروس الثاني من مواليد الدقهلية، وكان اسمه قبل البطريركي الدكتور وجيه صبحي باقي سليمان، ثم بعد قدس أبونا الأب الراهب ثيئودور الأنبا بيشوي، هو نفس اسم تواضروس أو تادرس ولكن باليونانية، وكان البابا تواضروس أسقف عام البحيرة بمصر، وكان من أبناء دير الأنبا بيشوي، وادي النطرون.

مصادفات غريبة في حياته

ولد البابا يوم الثلاثاء الموافق 4 نوفمبر سنة 1952 م، (وهو نفس يوم وقوع القرعة عليه لاختياره للبطريركية عام 2012)، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وكان هو الأخ الأكبر لإخوته، وتعلمت والدته التعليم الأولي في دير القديسة دميانة، وكانت هي الأخت الأصغر لإخوتها،  وكان الوالد محبا للنظام جدا، ومُحبا للغات (الإنجليزية والفرنسية)، وذلك بسبب تعاملاته مع مهندسين أجانب.

اهتمت والدته بارتباط الأبناء بالكنيسة وبالمدرسة، بالإضافة إلى الترابط الأسري بينهم فكانت أسرة عادية، عالمها هو الكنيسة والخدمة ومحبة الله والكتاب المقدس، كذلك كل أحاديث الأسرتين،  بالإضافة للناحية الاجتماعية من فسح وتزاور مع الأقارب والمشاركة، وكان البيت محبا للقراءة جدًا.

توفي والده صباح الامتحان 

انتقلت الأسرة في المعيشة ما بين المنصورة (حتى سن 5 سنوات) وسوهاج (حتى سن ما بين الثامن والتاسع) ودمنهور (1961) والإسكندرية، وله ثلاثة أخوات (أخت أكبر توفيت في سن صغيرة - أخت أصغر بثلاثة سنوات «هدى» - وأخرى أصغر بـ11 أو 12 عام «دينا» ولدت في دمنهور، ورحلت حوالي عام 2009، وتوفي والده يوم 3 يونيه 1967 صباح أول يوم امتحان الإعدادية للفتى وجيه الذي هو الآن البابا تواضروس، وكذلك قبل الحرب بيومين).

بدأ الخدمة في صيف المرحلة الأولى الثانوية سنة 1968 في كنيسة الملاك الأثرية بدمنهور، مع أبونا ميخائيل جرجس وكان هو أب اعتراف د. وجيه( البابا تواضروس) حتى دخوله الدير وقد كان قداسة البابا شنودة الثالث يذهب لها كل فترة ويقضي فيها أسبوع كامل وقت أن كان أسقفا للتعليم، وقد حصل على شهادة الثانوية العامة سنة 1970.

صيدلي يريح الآخرين 

حصل على بكالوريوس الصيدلة بجامعة الإسكندرية سنة 1975 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف.

وقد كان يحلم بأن يصبح صيدليا، لأنه - وحسب تعبير قداسته - "الصيدلي هو شخص يريح الناس"، وذلك بسبب مرض والده بقرحة في المعدة وكان الطبيب يعطيه روشتة، فينزل وهو في المرحلة الأولى الابتدائية إلى الصيدلي، لشراء ما في الروشتة، ويعطي الدواء للوالدة، وعندما يتناوله الوالد يشعر بالراحة، فارتبط في ذهن قداسته من صغره، بأن هذا الشخص يريح الآخرين.

وفي سنة 1975 رسم أمين خدمة كنيسة الملاك بدمنهور حينها كاهنا، ثم تم اختيار د. وجيه ( البابا تواضروس) ليكون هو أمين الخدمة. 

هوايات البابا تواضروس 

كانت هوايته الأساسية هي القراءة، وكان يعشق أيضا التصوير الفوتوغرافي، والخط، ودرس بعد ذلك البابا تواضروس الثاني دراسات عليا في الهندسة الصيدلية في جامعة الإسكندرية، وعمل كصيدلي تابع لمؤسسات وزارة الصحة، وكانت آخر وظيفة له قبل الرهبنة، مديرا لمصنع أدوية تابع للوزارة بدمنهور.

بدأ البابا بعد دراسته الذهاب للدير فكان الاشتياق في قلبه منذ الصغر، ولكنه تأخر بسبب ارتباطات عائلية وعملية، ولم يقل لأحد من أقاربه حين دخل الدير، وحينما كان يكتب طلب الاستقالة لمكان عمله الحكومي - حيث كانت يجب أن تقبل - فكتبوا: "قد قبِلت استقالة د. وجيه صبحي باقي سليمان، بعد أن قضى في العمل الحكومي 10 سنوات و10 شهور و10 أيام، وكان ذلك بعد سماح الأنبا صرابامون أسقف دير الأنبا بيشوي بأن يقوم الأخ طالب الرهبنة بتقديم استقالته، وذلك يوم 25 سبتمبر 1986".

عاصر البابا تواضروس بداية حبرية المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس وهو في المرحلة الأولى الابتدائية، وعاصر بداية حبرية المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث وهو في أول المرحلة الجامعية أولى جامعة.

طلب الرهبة لمدة عامين

في يوم الأربعاء الموافق 20 أغسطس 1986 ذهب إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وكان ذلك في فترة صوم السيدة العذراء مريم (حسب التقليد الرهباني بأن يذهب طالب الرهبنة إلى الدير في فترة صوم)، وظل طالبا للرهبنة لمدة عامين.

وخدم في الدير قبل رهبنته في المطبخ (مبنى الضيافة)، وقضى في خدمة ذلك المكان سنتين، بجوار مضيفة استقبال الزوار لتقديم الطعام وخلافه وصيدلية الدير.

ترهبن يوم الأحد الموافق 31 يوليو عام 1988 م. وكان البابا شنودة هو الذي اختار له اسم "ثيودور"، وبعد الرهبنة أصبح مسئولًا عن استقبال الزوار (رحلات، أفراد، معرفة الدير وتاريخه)، وبعد عام من رهبنته رسم قسا يوم السبت الموافق 23 ديسمبر 1989.

ثم نال درجة الأسقف في 15 يونيو 1997 (في عيد العنصرة)، كأسقف عاما لمساعدة نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس المطران، في حقل إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، باسم نيافة الحبر الجليل الأنبا تاوضروس أسقف عام مطرانية البحيرة.

الترشح لـ الكرسي البابوي

وبعد نياحة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث في 17 مارس 2012 عن عمر ناهز 89 عاما، تم ترشيح 17 من الآباء الأساقفة والرهبان للكرسي البابوي، وبعد أن صامت الكنيسة ثلاثة أيام هي 1، 2، 3 أكتوبر 2012، اعتكف الآباء الأساقفة لدراسة ملفات المترشحين وفحص الملاحظات المقدمة واستقراء نبض الشارع، وانتهت اللجنة إلى أن تكون القائمة النهائية للمرشحين تضم خمسة آباء هم: 1- القمص باخوميوس السرياني؛ 2- الأنبا تواضروس؛  3- الأنبا رافائيل؛ 4- القمص رافائيل أفامينا؛ 5- القمص سارافيم السرياني على أن يتم انتخاب ثلاثة من هؤلاء الآباء يوم 29/11/2012 بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

وفي يوم الاثنين الموافق 29 أكتوبر 2012، وبعد صوم شعب الكنيسة ثلاثة أيام أجريت الانتخابات البابوية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاختيار ثلاثة آباء من الخمسة الموجودين بالقائمة النهائية للمرشحين، وذلك بناءً على عدد الأصوات، وقد حصل الأنبا تاوضروس على تذكيات للبطريركية من آباء أساقفة من داخل وخارج مصر. 

وبعد صيام الشعب المسيحي صوم  من الدرجة الأولى تم إقامة قداس القرعة الهيكلية يوم 4 نوفمبر 2012، ووقع الاختيار الإلهي على الأنبا تواضروس البالغ من العمر 60 عاما، حيث قام الطفل بيشوي جرجس سعد (6 سنوات) طفل القرعة الهيكلية بسحب الاسم من بين الثلاثة أسماء وهو معصب العينين.

مواقف البابا تواضروس الوطنية بعد تجليسه بطريرك للكنيسة 

حكمة البابا واعتصام رابعة

وظهرت حكمة البابا تواضروس الثاني بعد شهور من تجليسه على الكرسي المرقسى للكنيسة، وذلك عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتعرض الكنائس المصرية لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان، حيث أظهر عشقه للوطن ومدى حكمته للمرور من تلك الأزمات المريرة، وأطلق مقولته الشهيرة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، مؤكدًا أن حرق الكنائس مجرد تضحية بسيطة يقدمها الأقباط من أجل الوطن.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل طالب كنائس المهجر بأن تكون سفارات شعبية لمصر في الخارج تكذب الإدعاء بأن ثورة 30 يونيو كان انقلابا وليس ثورة شعبية، وهذا ما كان يبرزه دائما خلال زيارته الخارجية.

المسيحيين ووفد الكونجرس

وخلال لقاءاته الخارجية، كان دائما «البابا تواضروس الثاني» يؤكد أن الأوضاع تسير في مصر بصورة أفضل عن الماضي، حيث أكد قداسته خلال لقائه بوفد من الكونجرس الأمريكي عقب ثورة 30 يونيو، أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت، وأن للحرية ثمنا غاليا وأن «حرق الكنائس جزء من هذا الثمن نقدمه لبلادنا بصبر وحب».

البطرسية ومحاربة الإرهاب

وللبابا تواضروس مواقف وطنية فى العديد من الأزمات منها حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر 2016، حيث أعلن وقتها وقوفه بجانب الدولة ومؤسساتها في محاربة الإرهاب، وإيمانه بالدور الكبير الذي تقدمه الدولة للعبور من تلك الأزمات.

وقال وقتها: «إن الجماعات الإرهابية التي هاجمت الكنيسة البطرسية تجردت من المشاعر وأوجه الإنسانية»، مؤكدا أن الشعب المصري معروف عنه في مثل هذه الظروف الوقوف جنبا إلى جنب، ولم تؤثر على وحدة أبناء الوطن.

لقاء ميركل وثورة يونيو

وعقب تفجير البطرسية وتحديدا في مارس من عام 2017، استقبل البابا تواضروس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالكاتدرائية، وأكد لها أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت مع ثورة 30 يونيو 2013، التي قام بها الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، وحماها الجيش المصري، وهناك خطوات جدية لتحقيق ذلك منها إقرار أول قانون لبناء الكنائس في مصر وزيارات الرئيس للكاتدرائية في الأعياد، وإصلاح الدولة للكنائس التي أحرقت ودمرت.

وهناك خطوات أخرى تعبر عن المواطنة الكاملة وعدم التمييز والمساواة، و إننا جميعًا كمصريين مسلمين ومسيحيين نعمل على بناء مصر الحديثة، وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل بعض المشاكل من أجل أن تحيا مصر في أفضل صورة،  وأيضا عقب تفجير كنيستى مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، الذي راح ضحيته عشرات الضحايا والمصابين، خرج علينا كعادته، مشددًا على أن مثل هذه الحوادث لن تمس النسيج الواحد للمصريين، ووقوف الكنيسة بجانب الدول.

أجراس الكنائس والروضة

وعقب وقوع الحادث الإرهابي الذي وقع نوفمبر 2017 بمسجد الروضة بالعريش، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن دق جميع أجراس الكنائس، وذلك تضامنا مع الإخوة في الوطن، وحزنا على أرواح شهداء مسجد الروضة بالعريش.

الكنيسة والقضية الفلسطينية

وفى ديسمبر 2017، أصدرت الكنيسة القبطية بيانا لرفضها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معربة عن تضامنها الكامل مع الأشقاء العرب وحفاظا على مشاعر الملايين من الشعوب العربية تجاه هذا القرار.

وأعربت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية، وقتها وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية عن قلقها البالغ بشأن القرار الصادر من الإدارة الأمريكية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي يتعارض مع جميع المواثيق الدولية بشأن القدس، وقالت الكنيسة إن ذلك الاتجاه سيؤدي إلى نشوء مخاطر كبيرة تؤثر سلبًا على استقرار منطقة الشرق الأوسط بل والعالم ككل.

يحمل قلبا كبيرا 

ولقد صدرت لقداسته قصة قصيرة قال فيها: «إنني أشعر بالحب جدا في علاقاتي الإنسانية، أشعر أنني أحمل قلبا كبيرا جدا ويكاد أني أصرخ تجاه كل أحد أنا بحبك أقولها عن احساس وشعور عميق في داخلي، لا أذكر يوما أنني خاصمت إنسانا أو سمحت للكراهية أن تطرق باب قلبي، وعندما وضعتني العناية الإلهية في بداية العقد السابع من عمري أن أكون مسؤولا كبيرا، شعرت أن طاقة الحب تتدفق بالحقيقية نحو الكل وبدون استثناء حتى مع الذين أخذوا موقفا مني أو عادوني أو أصدروا نقدا أو حكما على قراراتي».

أقوال البابا تواضروس 

  • طالما أنت إنسان تحب الله يجب أن تثق تماماً إن كل اللي حواليك يتحول للخير.
  • لكي تكون دائما فرحا.. تواجد مع الله باستمرار ومع صحبة مفرحة، واعمل الخير.
  • الله يتحرك نحونا بالحب، فعليك أن تدرك مقدار هذه المحبة.