الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هويدا دويدار تكتب: «التعدد .. مسئولية»

هويدا دويدار
هويدا دويدار

ما يحدث في المجتمع اليوم، أمر لافت للانتباه، بسبب تنامى دعوات التعدد والزواج بأكثر من امرأة، ولكن: هل يمكن أن تصلح تلك الدعوات وتَلقى رواجًا واستحسانًا؟ وهل أحل الدين التعدد بلا ضوابط؟
من المؤكد أن الشريعة رسخت الشروط المطلوبة، والتي يتغافل البعض عنها، ويحسبونه صريع الفوضى والأهواء، متجاهلين ضرورة توافر القدرة المادية للرجل للإنفاق على مشارب العيش وتكاليف الحياة، وكذا النصوص القرآنية التي تحض على العدل، كما قال تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً [النساء:3]»، فالعدل شرط لا ريب فيه للإباحة، دون تفريق أو تفريط، حتى فى المشاعر والمحبة وغير ذلك، فهو لن يستطيع السيطرة عليها، وهو يصعب تحقيقه، حيث الله تعالى «وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ ».

حتى من الناحية الاجتماعية، فجواز التعدد مرهون بارتفاع نسبة «العنوسة» بسبب كثرة عدد النساء عن الرجال، أو عقم الزوجة، وهنا للحفاظ على المرأة، لحماية النساء من الانحراف والضياع، أي الأمر به حكمة، وليس تحت مظلة الأهواء.. ولكن إذا لم يندرج التعدد تحت الشروط المذكورة من العدل والقدرة فإنه غير مستحب بوجه عام، فتعسر الحالة المادية للرجل لن تستقيم معه الحياة، لأن الرجل وقتها لن يستطيع الإنفاق بالتساوي أو أن يتحمل الالتزامات الزوجية، حتى لا تحدث فوضى وينفرط عقد الأسرة، ويهدد كيانها، خاصًة ابتعاد الأب عن أبنائه نتيجة الكثرة، وبالتالي عدم توافر الرعاية الكاملة للأبناء، وبالتالي التفريق في ما بين الأبناء حسب الميل الى إحدى الزوجتين، فالحياة الأن أصبحت أكثر تعقيدًا لكثرة متطلبات الحياة فتظلم المرأة إذا تزوج رجلها وليس لديه القدرة على إعالة أسرته مما يؤثر على المؤسسة الزوجية.

ومن الفهم للتفسير، جاء التعدد القائم على العدل، لقوله تعالى «وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة»، فالخوف من إقامة العدل يلزم الأفراد بعدم الإقدام عليه، وقال رسول الله «من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل»، أما رفض المرأة للتعدد فهو غريزي رغم العلم بإباحة التشريع، فنحن لا نقيد المباح إنما لابد من الحفاظ على الأسر ككيانات، فهل امرأة واحدة لا تكفى !! .. فنجد أن البعض يستغل الدين متباهيا برجولته على حساب مشاعر الزوجة، مما يؤثر على ثقتها بنفسها وكمالها كأنثى، فالتعدد لن يضر بالمرأة فحسب بل يضرب المؤسسة الزوجية التي تقوم على الود والاحترام وتحمل المسئولية.