رئيس جمهورية لمدة 48 ساعة| زكريا محيي الدين «الصندوق الأسود لثورة يوليو».. نوستالجيا

إثر نكبة 1948، التى حلت ضيفا ثقيلا غير مرحب به على مصر و العرب، تأسس تنظيم الضباط الأحرار فى الجيش بزعامة جمال عبد الناصر، وأبلى التنظيم بلاءً حسنا في  ثورة 23 يوليو 1952، ونجح في السيطرة على الأمور والمرافق الحيوية في البلاد، وأذيع البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات، وأجبرت الحركة الملك على التنازل عن العرش، واستطاع بحق أن يطيح بالنظام الملكي، وتمكنوا من دفع الدولة المصرية إلى مسار سياسي جديد، أسس الجمهورية على أنقاض الملكية المدعومة من بريطانيا، لتظل ذكرى هذا اليوم محفورة في أذهان المصريين قيادة وشعباً.

كما عدت هذه الثورة بحق، صفحة خالدة في تاريخ الوطن، وتمكنت بفضل وحدة الشعب والجيش من تحقيق الكثير والكثير من أهداف النضال الوطني، فمن القضاء على الاستعمار وأعوانه، إلى إرساء قواعد العدالة الاجتماعية والديمقراطية، وكانت ولا تزال شاهداً من شواهد التاريخ على وحدة الشعب والجيش وكرامته وعزته.

وفى الوقت الذى لعب الضباط الأحرار دورا بارزا فى نجاح ثورة 23 يوليو 1952 والاتجاه بمصر من الملكية نحو الجمهورية، كان لعدد منهم دور مماثل فى إحياء الحياة التشريعية فى مصر، وجهود بارزة فى العمل البرلمانى والنيابى، وعلى رأسهم رجل الدولة زكريا محيي الدين.

أحد أبرز الضباط الأحرار، ونائب رئيس الجمهورية، ورئيس وزراء مصر السابق‏،‏ كان رجل دولة بحق‏،‏ وصفه القادة والساسة بأنه الأكثر قدرة علي العمل والإنجاز‏،‏ إقرارا بنجاحاته، وتفانيه فى العمل وإتقانه ودأبه، كل هذا دفعه لأن يصبح الرجل الأول في الدولة‏.

نشأته

وُلد زكريا محيي الدين في 5 يوليو 1918م بكفر شكر بمحافظة القليوبية، تلقى دراسته بكتاب القرية، ثم التحق بمدرسة العباسية الابتدائية، وأتم تعليمه الثانوي فى مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة، ثم التحق بالكلية الحربية عام 1936م، وهو أول أفراد العائلة التحاقاً بالكلية الحربية، وتخرج فيها برتبة ملازم ثانٍ في 6 فبراير عام 1938م، وعُين في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية، وانتقل إلى منقباد عام 1939م، حيث التقى بالرئيس جمال عبد الناصر، وعمل معه ومع عبد الحكيم عامر بالسودان عام 1940م.

انضم زكريا محيي الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بحوالي ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر. 

شارك في وضع خطة التحرك للقوات، وكان المسئول عن عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية، وذلك أثناء تواجد الملك فاروق الأول بالإسكندرية.

شغل محيي الدين العديد من المناصب، ففي عام 1953، شغل منصب مدير المخابرات الحربية، ثم عُين وزيرًا للداخلية، وأُسند إليه إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية، من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عام 1954، ثم عُين وزيرًا لداخلية الوحدة مع سوريا 1958.

جرى تعيينه رئيسا للجنة العليا للسد العالي في 26 مارس 1960، وقام الرئيس جمال عبد الناصر، بتعيين زكريا محيي الدين نائبًا لرئيس الجمهورية للمؤسسات، ووزيرًا للداخلية، للمرة الثانية عام 1961. وفي عام 1965، أصدر جمال عبد الناصر، قرارًا بتعيينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية.

وتولى زكريا محي الدين رئاسة مصر، لمدة يومين فقط، بعد تنحي «عبد الناصر» عن منصبه، عقب هزيمة 1967، وليلة 9 يونيو أُسند الحكم إلى زكريا محي الدين، ولكن الجماهير خرجت في مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر في الحكم، مما استدعى محيي الدين، إلى تقديم استقالته بعدها بيومين، وأعلن اعتزاله الحياة السياسية عام 1968.

وفاته

وافته المنية قى 15 مايو 2012 عن عمر ناهز  94 عاما.