الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى رحيلها

شوانوما.. 30 عاماً من حياة رضوى عاشور في علاج مرض كان سبب وفاتها

الروائية المصرية
الروائية المصرية رضوى عاشور

ثلاثون عامًا من المرض والمعاناة في حياة الروائية والأستاذة الجامعية المصرية رضوى عاشور، بدأت بورم حميد تحول إلى آخر خبيث نهش في رأسها وعظامه، حتى وفاتها في 30 نوفمبر 2014 عن عمر ناهز 68 عاما.

 

5 عمليات جراحية

تعرضت رضوى عاشور لمرض مزمن كان عبارة عن تورم خلف أذنها اليمنى، بدأ بحجم حبة لوز، ثم يكبر فـ تستأصله، ويعاود الظهور بعد عامين أو ثلاثة، وتكررت هذه العملية عدة مرات، وكلم تجاهلته كان يزداد الأمر صعوبة وفي الصيف يتبلل بالعرق ويلتهب فتسرع بالذهاب إلى الجراح.

 

وظل هذا الألم ملازم لها على مدار ثلاثين عاما تعاود الكرة، حتى استأصلته خمس مرات بالتخدير الجزئي أو الكلي، تقضي في المستشفى بضع ساعات تارة وتارة أخرى تمكث ليلة كاملة أو عدة ليالي.

 

شوانوما

لم يكن هذا التورم إلا ورم حميد، ولكن بعد التحليل الاخير التي أجرته للأنسجة اتضح أنه تورم يحمل اسم "شوانوما" وبحسب ما ذكرته في مذكراتها "أثقل من رضوى" فإنه كان ورم حميد يتطلب المتابعة.

 

وكادت الجراحة الأخيرة تودي بحياتها بسبب الإصابة بحساسية غريبة من التخدير، حتى تجاهلت وجده لسنوات فازداد حجمه ليصبح في حجم حبة برتقال صغيرة.

 

مشاعر الخوف والقلق منعتها من زيارة الطبيب من جديد لاستئصاله، يسألها الجميع متى ستجري الجراحة من مصفف الشعر وأسرتها وأصدقائها ولكن لم يكن له رد منطقي كانت تكتفي بالصمت.

 

وفي إحدى الأيام أصر زوجها الكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي على اصطحابها للطبيب الجراح، ولم تكن أي محاولة للتأجيل مجدية، حتى فحصها الطبيب وطلب منها تقرير بأشعة الرنين المغناطيسي.

 

موت ومرض

كان رد الطبيب بعد مشاهدة نتيجة الأشعة في اليوم التالي صادما، إذ طلب منها إجراء جراحة مسبقة لسحب عينة من الورم قبل استئصال، وبين مشاعر الخوف من الجراحة وما قد يترتب عليها من إحتمالية تحوله إلى ورم آخر.

 

ولكن توقفت قبل إجرائها كان شقيقها طارق يحتضر، ومات بالفعل في غضون ستة أيام، ثم مرضت والدتها وتوفيت فقرر ابنها الشاعر تميم عرض صور الرنين المغناطيسي على طبيب في واشنطن، وكان الورم بدأ في الانتشار في رأسها.

 

وكانت بحاجة إلى إجازة مدتها ستة أسابيع ولكن عرقلت القوانين المنظمة حصولها عليها رسميا، أغلقت هاتفها وسافرت إلى واشنطن مرورا بباريس، وبسبب تدهور حالتها الصحية اتخذ الأطباء قرارا باستئصال جزءا من الجمجمة كإجراء وقائي، ولكن لازمها المرض حتى وفاتها به في عام 2014.