ذكرى تأسيس جريدة الأهرام.. "أم الصحف" نشأت في الإسكندرية ..وذاع صيتها فى القاهرة

١٤٦ عاما مرت على تأسيس صحيفة «الأهرام» بموطنها الأول «الإسكندرية» فى 27 ديسمبر 1875 التى تم تأسيسها من قبل إثنين من الأشقاء اللبنانيين وهما بشارة وسليم تقلا، اللذان كانا يعيشان في ذلك الوقت في محافظة الإسكندرية.

وصدر العدد الاول للجريدة  في 5 أغسطس عام 1876، في حي المنشية بالإسكندرية، وبدأت الأهرام صحيفة أسبوعية تصدر كل يوم سبت، ولكن بعد شهرين من تأسيس الصحيفة، حولها الأخوان تقلا إلى صحيفة يومية.

سليم وبشارة تكلا

كانت البداية عندما وصل الشاب اللبناني سليم تقلا إلى مدينة الإسكندرية بعد أن درس اللغة العربية وآدابها على يد خيرة المعلمين آنذاك منهم الشيخ ناصيف اليازجي، وبلغ من العلم وحب اللغة أن وضع كتابًا في الصرف والنحو، وقرر الهجرة إلى مصر؛ لما وصله من أنباء نهضتها الصحفية، وفكر في إنشاء صحيفة تكون «أم الصحف الشعبية المعاصرة» وهى جريدة الأهرام وذلك بعد أن حصل سليم تقلا على طلبه بعد عن رفع قصيدته التي حازت على قبول الخديوي، ومهدت له صدور الترخيص.

مبروك عطية: تأثير الإعلام أخطر وأكبر من تأثير الإمام في المسجد

تعليق مثير من وزير الإعلام اليمني على وفاة سفير إيران لدى الحوثيين

وصدرت الموافقة بعد استئذان الخديو في 27 ديسمبر 1875م، وكتبت نظارة الخارجية فى ذلك إلى ضبطية الإسكندرية إفادة تحت رقم 5 تنص على: «تقدم إلى الخارجية الخواجة سليم تقلا يلتمس التصريح إليه بإنشاء مطبعة حروف تسمى «الأهرام» كائنة بجهة المنشية بالإسكندرية، يطبع فيها جريدة تسمى الأهرام وحصل على الرخصة وقتها».

حكاية  العدد الأول من الأهرام

صدر العدد الأول من جريدة الأهرام فى 5 أغسطس 1876  والتي تعد أكبر وأعرق جريدة ومؤسسة صحفية في مصر والشرق الأوسط، حيث جاء قرار بشارة وسليم تقلا في ديسمبر عام 1875 بتأسيس جريدة الأهرام وانطلقت في العام الذي تلاه بـ 4 صفحات متنوعة.

العدد الأول صدر من محافظة الإسكندرية بصورة أسبوعية مطلع كل أسبوع، تحديدا بتاريخ 5 أغسطس 1876 في عهد حكم الخديو إسماعيل.

وانتقلت الجريدة من الصدور بشكل أسبوعي إلى يومي في وقت قياسى وذلك عقب صدورها بشهرين من تاريخ تأسيسها، لم يكن القرار إلا بعد أن شهدت تنوعا في الموضوعات وشكلت ثورة في علاقة المجتمع بالمعلومة.

وبلغ ثمنها عند صدورها 15 فرنكا واستمر ثمن الاشتراك في الجريدة لمدة 6 شهور، بينما ارتفع ليكون 23 فرنكا على مدار العام ، ولأن "الأهرام" لم تُوزع داخليا فقط، فقد كُتبت أسعارها في الدول الأخرى «سوريا، أوروبا، الجزائر، تونس، وأخيرا بومباي في الهند».

ماذا قال سليم تقلا؟

وكتب سليم تقلا في سطور عددها الأول «ذلك هو العدد الأول من السنة الأولى لجريدة الأهرام المرعيّة بعناية الحكومة السنية والمستعدة الاستعداد التام أن تجعل من يتصفحّ صفائحها، واثقا بما يطالعه».

هذه بداية ما كتبه تقلا عن الأهرام متحدثا أن الأهرام تسعى للوقوف على الفوائد الصحيحة وكسب الجمهور وتحقيق التقدم وتضمن  أيضا  العدد الأول من الصحيفة عدة موضوعات منها الحديث عن صفة الإغراق في حب الذات، وكيف يمكنها يؤذي صاحبها المحيطين إذا لم تُمارَس باعتدال بالإضافة إلى موضوعات خبرية أخرى متنوعة.

مؤتمر مناخ الأزهر يوصي بتفعيل دور الإعلام في التوعية بمخاطر التغيرات المناخية

دور الإعلام فى مواجهة الشائعات..ندوة بمجمع إعلام قنا

تاريخ نقل الأهرام إلى القاهرة 

جاء قرار نقلها إلى القاهرة في نوفمبر عام 1899 وساعد ذلك القرار على انتشارها بشكل سريع حتى أصبحت مرجعا للقراء للإطلاع على الأخبار ومتابعة الأوضاع داخل الدولة المصرية.

وبدأ توزيع الجريدة في مصر وبلاد الشام، ثم انتقلت المؤسسة مرة أخرى إلى المقر الحالي بشارع الجلاء في عام 1968، وأصبحت تصدر طبعتين في نوفمبر من عام 1899، الأولى تصدر فى القاهرة والثانية يتم إصدارها في محافظة الإسكندرية بصورة أسبوعية.

كما تم التوسع فى طباعة العدد وانطلقت الجريدة بإصدار 4 صفحات فقط، ثم تحولت إلى 6 صفحات بعد مرور حوالي 33 عاما على تأسيسها.