الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لقاء أبو مازن وغانتس ..هل يخفف من معاناة الفلسطينيين؟ |قراءة تحليلية

أرشيفية ـ لقاء عباس
أرشيفية ـ لقاء عباس مع غانتس

التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أمس الثلاثاء، بوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، على ما أكدت مصادر متطابقة لدى الجانبين.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الاجتماع عقد في منزل وزير الدفاع في مدينة "روش هعين"، وذكر بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية مناقشة الرجلين "قضايا أمنية ومدنية على المحك".

وبحسب البيان، ركز الاجتماع على "الاهتمام المشترك في تعزيز التنسيق الأمني والحفاظ على الاستقرار الأمني ومنع الإرهاب والعنف".

وقال بيان الوزارة إن غانتس أبلغ عباس "أنه يعتزم مواصلة الإجراءات الهادفة إلى تعزيز الثقة في المجالين الاقتصادي والمدني"، ويأتي هذا اللقاء بعد نحو أربعة أشهر على اجتماع الرجلين في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وناقش الاجتماع حينها القضايا الأمنية "الروتينية" والاقتصاد.

محاولات لتخفيف المعاناة

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، إن لقاء الرئيس أبو مازن مع الوزير الإسرائيلي جاء فى إطار المحاولات الهادفة لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني خاصة ما يتعلق بالإجراءات الإسرائيلية التي تمس حياة المواطنين الفلسطينيين فى ظل الكثير من المضايقات والإجراءات المعطلة من قبل الحكومة الإسرائيلية.

وأضاف الحرازين في تصريحات لـ "صدى البلد": "بالإضافة إلى العمل على لجم ووقف اعتداءات واقتحامات المستوطنين المتلاحقة على القرى الفلسطينية هذا الأمر الذي تطلب أن يكون هناك لقاءا، خاصة أن هناك حراكا باتجاه تهيئة الأرض أمام أي تحركات سياسية، الأمر الذي تطلب أن يكون هناك لقاء عاجل مع الوزير الإسرائيلي، خاصة أن وزارة الحرب الإسرائيلية هى الجهة المسئولة عن جميع الإجراءات المتعلقة بحياة المواطنين".

وأوضح أن الإجراءات المتعلقة بحياة المواطنين تتعلق بالتصاريح والخدمات والتسهيلات على الطرق والتجار وطلبات لم الشمل والهويات وتغيير العنوان والتسهيلات الاقتصادية التي تهم المواطن الفلسطيني.

عملية السلام وإنهاء الاحتلال 

وأكد أن هذا بجانب بعض الملفات السياسية التي بحاجة إلى تحرك في إطار عملية السلام، مع التأكيد على أن الموقف الفلسطيني أكد عليه الرئيس أبو مازن للوزير الإسرائيلي بضرورة أن يكون هناك تحرك حقيقي من قبل إسرائيل تجاه عملية السلام والقبول بإنهاء الاحتلال والموقف الفلسطيني المبنى على حل الدولتين وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧.

توقيت اللقاء لم يكن مناسبا 

من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح، إن لقاء الرئيس أبو مازن مع وزير دولة الاحتلال الإسرائيلي غانتس في منزله في تل أبيب مهما كانت الأسباب والمبررات فإن توقيته لم يكن مناسبا، خاصة أننا نشهد حراكا شعبيا كبيرا من قبل جماهير شعبنا وإصابة المئات من أبناء شعبنا بنيران جيش الاحتلال ومستوطنيه في نابلس وسبسطية وبرقين وغيرها.

وأوضح الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن لقاء محمود عباس وغانتس لم يتناول أي مواضيع سياسية، وناقش الوضع الأمني في الضفة وغزة و الوضع المالي، ووعد وزير الحرب بالإفراج عن جزء من أموال الضرائب التي يقرصن عليها الاحتلال.

وأكد أن زيارة غانتس وأبو مازن لم تكن مناسبة، خاصة أننا على أعتاب إحياء ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية، وتأتي بعد أن أكد رئيس وزراء دولة الاحتلال نفتالي بينيت أنه لا يوجد شريك فلسطيني وأنه وحكومته لا يؤمنون بعملية السلام، معقباً: "كنت أتمنى أن يتم بذل جهد في ترتيب بيتنا الفلسطيني بدلا من مثل هذه اللقاءات".

دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية 

تدهورت العلاقات بين دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية إلى حد كبير في السنوات الأخيرة، ولم يبذل رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي حكم من 2009 إلى 2021، أي جهد يذكر لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فبقيت محادثات السلام معلقة منذ 2014 فيما توسعت في عهده المستوطنات اليهودي في الضفة الغربية المحتلة.

من جانبه، قال وزير الشئون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ عبر حسابه على “تويتر” إن الاجتماع "تناول العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية".

وناقش المسئولون أيضا "الأوضاع الميدانية المتوترة بسبب ممارسات المستوطنين"، وبحسب الشيخ "تناول الاجتماع أهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية"، وندد حزب الليكود اليميني باجتماع عباس وغانتس.

ويترأس اليميني نفتالي بينيت حكومة تضم أحزابا متباينة نجحت في يونيو بالإطاحة برئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود.