الحماية المدنية تتدخل لرفع سقالات مبنى أثرى فى بورسعيد أطاحت بها الرياح..شاهد

تدخلت قوات الحماية المدنية بمحافظة بورسعيد لرفع سقالات خشبية أطاحت بها الرياح من واجهة مبنى سيمون أرزت الأثرى المطل على المجرى الملاحى لقناة السويس بنطاق حى الشرق. 

كانت قوات الحماية المدنية بمحافظة بورسعيد  تلقت بلاغا بانهيار سقالات خشبية كانت تغطى واجهة مبنى سيمون أرزت الأثرى، والذى يتم رفع كفاءته خلال الفترة الحالية تمهيدا لإعادة افتتاحه بنفس الشكل والطراز الأثرى الذى شيد عليه.

ودفعت الحماية المدنية بقوات الإنقاذ تحت إشراف العقيد هانى المهدى إلى موقع البلاغ بحى الشرق فى بورسعيد، حيث تبين انهيار السقالات الخشبية المغطية لواجهة المبنى بالكامل وسقوطها على عدد من السيارات كانت بأسفلها، مما أدى إلى تهشم البعض منها نتيجة الانهيار بسبب شدة الرياح.

تم رفع السقالات من الطريق العام وإعادة فتحه مجددا للمارة وتحرير محضر بالواقعة لحين حصر التلفيات بالسيارات وواجهات بعض المحلات المطلة على المبنى بشارع السلطان حسين، والذى يتم رفع كفاءته منذ عدة أشهر تحت إشراف محافظة بورسعيد.

هذا ويعتبر سيمون أرزت أول مركز تجارى حقيقى فى بورسعيد بل فى جمهورية مصر العربية بعد أن اختلف بفكرته عن غيره من المواقع التجارية التى انتشرت فى القاهرة والإسكندرية أوائل القرن الماضى لما مزجه من فكرة البيع والشراء البحتة بقضاء ساعات ممتعة عبر تناول المشروبات والوجبات الغذائية الخفيفة فى رأس المركز المطل على المجرى الملاحى لقناة السويس.   

هذا وقد توجت مجهودات اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، مع الجهات المالكة لمبنى «سيمون أرزت» وهيئة التنسيق الحضارى لإحياء المبنى وإعادته إلى كثير من ملامحه فى عهده الذهبى. ارتبطت مكانة «سيمون أرزت»، الذى تم افتتاحه عام 1923، بأنه من أوائل من استقبل الزوار فى بورسعيد، فالسفن السياحية الأجنبية كانت ترسو أمامه مباشرة، لتستقبل طوابقه وأجنحته السائحين.

وكان «سيمون أرزت» يحمل اسم مالكه، التاجر اليهودى المعروف ببورسعيد أوائل القرن الماضى.

كان أرزت يملك عددا من المحال، وعرف بأنه أحد أبرز صناع التبغ، وكان لديه مصنع لإنتاج التبغ باسمه أيضا، قبل إنشاء تحفته التجارية والمعمارية الكبرى.

كان متجر «سيمون أرزت» يضاهى المحلات التجارية الكبرى بالقاهرة والإسكندرية، خاصة محلات «وسط البلد» بالعاصمة. 

وتفوق بفكرة التفرد والإطلالة الساحرة على قناة السويس. 

تنوعت معروضات «سيمون أرزت» المكون من طابقين أرضى وعلوى، لتلبى جميع الطلبات والرغبات للآلاف من عملائه على مدار حوالى 97 عاما مضت.

وضم المقر التجارى الشهير قديما مركزا بريديا باسمه، وكان يزيد من بهجة وأثر المتجر العريق، فقد كان يقدم خدمات إرسال الخطابات والبطاقات التذكارية لجميع بلدان العالم.   

تحولت ملكية المبنى منتصف القرن الماضى إلى الحكومة المصرية، قبل أن ينتهى إلى أيدى وزارة التموين والتجارة الداخلية. 

وتم غلق أبوابه نهائيا منذ أكثر من ثلاثة عقود، وذلك لعدم قدرته على مجاراة المنافسة إثر تحول بورسعيد إلى «منطقة حرة» من نهاية السبعينيات، ووفود كل جديد ومبهر من البضائع والمنتجات الفاخرة.

وتكشف الوثائق التاريخية الخاصة بالأرض التى يقع عليها « سيمون أرزت» أنها كانت مملوكة لبنك «الأنجلو- أمريكان» عام 1890، قبل أن تتنقل بين عدد من الملاك. 

وكان آخر وقائع بيعها من جانب شركة هول بلايز لكل من مسيو ماكس ماوكلى وشركة سيمون بندرلى أصحاب محلات سيمون أرزت، وهى شركة مساهمة مصرية، مقابل مبلغ قيمته 11 ألف جنيه.

قفزت القيمة المادية للأرض لتزيد على نصف مليار جنيه، ولكن القيمة التاريخية لـ «سيمون أرزت» تتخطى أى قيمة مادية، وما زال أهالى بورسعيد فى انتظار عودته.