الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منتدى شباب العالم يناقش شكل سوق العمل بعد كورونا ..وهذه الوظائف ستختفي

جانب من فعاليات منتدى
جانب من فعاليات منتدى شباب العالم

تناقش النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم المقرر انعقاد فعالياته الرسمية غدا، عدد من المحاور منها الحياة ما بعد الكورونا، بعدما عاش العالم فترات صعبة مع تفشي فيروس كورونا عامي 2020 و 2021 حيث ترك الفيروس آثارا مدمرة على معظم نواحي الحياة خاصة على أسواق العمل.

 

أثر ظهور كورونا على بعض الوظائف التي اندثرت تماما خاصة مع لجوء العالم إلى إغلاق وتوقف حركة التجارة والملاحة بين الدول ولجأ البعض للبحث عن حيل أخرى بالرزق، ومن ثم ظهرت بعض الأعمال التي لاقت رواجا كبيرا. 

إغراق 100 مليون عامل 

أكدت المنظمة الدولية، أن تداعيات فيروس كورونا، على سوق العمل سيئة جدا، وأغرقت 100 مليون عامل إضافي بالفقر، وقالت منظمة العمل الدولية، إن جائحة "كوفيد-19"، أوقعت تأثيرا "مدمرا" بل حتى "كارثيا"، فيما تسعى لمعالجة التعافي غير المتكافئ من أزمة كورونا.

 

وأضافت المنظمة العمل الدولية في تقريرها السنوي الصادر قبل المؤتمر، إن جائحة "كوفيد-19"، المنتشرة منذ سنتين ونصف أغرقت 100 مليون عامل إضافي في الفقر.

 

غياب فرص العمل الجديدة 

وعزا التقرير السنوي حول العمالة العالمية، والتوقعات الاجتماعية الأمر إلى التراجع الكبير في ساعات العمل وغياب فرص العمل الجيدة.

 

وتوقع أن تطول البطالة العالمية 205 ملايين شخص في 2022، أي أكثر قليلا من 187 مليون عاطل من العمل في 2019، كما توقع أن يظل عدد الوظائف أقل بنحو 23 مليون وظيفة بحلول نهاية العام المقبل.

 

ويستمر القطاع الاقتصادى من أكثر القطاعات تأثرا جراء وباء كورونا، ليس فى بلد أو قارة بعينها، بل على مستوى العالم أجمع.

 

 فمع إغلاق الكثير من الأنشطة الاقتصادية وتسريح عدد كبير من العمالة، اختفت تماما بعض المهن خلال فترات الحظر على مستوى العالم، ثم عادت بلدان العالم لفتح أنشطتها الاقتصادية بالتدريج فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة الروح مرة أخرى لسوق العمل.

 

واندثر العديد من الوظائف في ظل تفشي كورونا، كما أن القوى العاملة على مستوى العالم تلقت ضربة قاصمة يصعب التعافي منها، ففى الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، أكثر من 22 مليون شخص فقدوا وظائفهم،  وتمت إعادة 48 % فقط لوظائفهم بعد ذلك حيث كانت وتيرة إعادة سوق العمل لما كان عليه بطيئة جدا، ولا يتوقع الخبراء أن يستعيد البقية عملهم إلا 3 ملايين فقط.

 

المهن الأكثر تضرراً 

ويشير التقرير إلى أنه من أكثر القطاعات تأثرا بـ تفشى الوباء والتى تكبدت خسائر جمة نتيجة الإغلاق وإجراءات التباعد الاجتماعي هي المطاعم والمقاهي والمؤسسات الترفيهية وصناعات العناية الشخصية، وذلك فى حين شهدت التجارة الالكترونية والعمل والتعلم عن بعد ازدهار بسبب الوباء.

 

وأوضح التقرير أن هناك العديد من الوظائف باتت مهددة بالاندثار وبدأ التشكيك فى إمكانية عودتها حتى بعد انتهاء الكابوس الذى يعيشه العالم، فعلى سبيل المثال تعتبر وظائف المبيعات هى الأكثر تأثرا على الإطلاق، فالتوظيف فى صناعة مبيعات التجزئة انخفض بنسبة وصلت لأكثر من 5% في الفترة ما بين فبراير وأغسطس الماضيين. 

 

ونتيجة لذلك أعلن العشرات من كبار تجار التجزئة على مستوى العالم إفلاسهم واضطروا لتسريح العمالة بالكامل، ولا توجد بوادر أمل لعودة تلك الصناعة بعد أن شهدت التجارة الإلكترونية رواجا كبيرا.

 

ومن المهن التي تأثرت بشكل كبير الفنادق والسفر، ليس بسبب التراجع الشديد فى نسبة الإشغال وبالتالى تم تسريح عدد كبير من العمال ، ولكن هناك سببا آخر،  فكثير من المؤتمرات واللقاءات العمل التى كان يتم الإعداد لها فى الفنادق الكبرى وتستلزم الكثير من رحلات السفر التي كان يقوم بها رجال الأعمال لإجراء الصفقات والاتفاقيات باتت تتم عبر شبكة الإنترنت بسهولة وفاعلية.

 

 وبذلك فقدت شركات الطيران والفنادق الكبرى قطاعا كبيرا من مستخدميها وهو جزء كانت تعتمد عليه بشكل كبير لتحقيق الإيرادات، وحتى بعد انتهاء الوباء، سيستمر لجوء الشركات ورجال الأعمال لإجراء اجتماعاتهم واتفاقياتهم عبر شبكة الإنترنت بدلا من السفر وتنظيم المؤتمرات للحد من النفقات.

 

وهناك سوق أخرى تتضاءل كثيرا احتمالات عودتها حتى بعد الانتهاء من وباء كورونا، وهو قطاع بيع محال التجزئة والمكاتب ، فالتسوق عبر الانترنت كان الخيار الوحيد أمام الملايين من الناس فى فترة الحظر، وأعرب كثيرون عن راحتهم بعد تجربة التسوق دون التحرك من أماكنهم، لذلك فمن المتوقع أن يستمر هذا الحال.

 

كذلك سيتأثر سوق العقارات بصورة كبيرة مع توقف بيع المكاتب والمحال التجارية ولجوء التجار ومقدمى الخدمات لتقديم بضاعتهم وخدماتهم عبر الانترنت بسهولة وبتكلفة أقل. مما سيؤدى بدوره إلى التأثير بالسلب على مهن أخرى تبدو بسيطة مثل خدمات المبانى وشركات التنظيف والأمن، والتى كانت تعتمد أساسا على عملية شراء وبيع المحلات التجارية .

 

وظائف لم تعتمد على درجات علمية 

وبهذا يتضح أن أكثر الوظائف تأثرا من هذا الوضع هى الوظائف التى لم تكن تعتمد على درجات علمية، ولكن فى الوقت نفسه يرى آخرون أن ازدياد نسب التقاعد بين حاملى الشهادات سيجبر كثيرا من أصحاب العمل على اللجوء لمن لا يحملون تلك الشهادات الجامعية ،ومن ثم فيمكن أن يعود التوازن مرة أخرى بين فئة العمال غير الحاملين. 

 

انتعاش بعض المهن في ظل كورونا 

ومن جانب آخر سجل العديد من المهن انتعاشاً في الطلب عليها خلال جائحة كورونا العالمية، وذلك على الرغم من تعطل الملايين عن العمل و فقدانهم وظائفهم بسبب الإغلاقات في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعني أن الكثير من الموظفين ما عليهم سوى اتخاذ قرار بتغيير وظائفهم حتى يتسنى لهم استئناف أعمالهم بسهولة.

 

وأدى انتشار فيروس "كوفيد 19" والاغلاقات والعمل عن بعد والتغييرات الأخرى التي أثارها الوباء إلى خلق فرص عمل جديدة في قطاعات معينة، كما أثبتت بعض الصناعات أنها مرنة، وهو ما تسبب بإيجاد فرص جديدة وتحول في سوق العمل بالعالم.

 

 فإن عمليات التوظيف انتعشت وازدهرت في عدد من القطاعات في مختلف أنحاء العالم، وفيما يلي أهمها:

  • وظائف التحميل والتخزين والتسليم: حيث شهدت صناعة الخدمات اللوجستية نمواً هائلاً مع اتجاه الملايين من الناس إلى عمليات التسوق عبر الانترنت ولجأوا إلى طلب التوصيل إلى المنازل في ظل الإغلاق، أو لتجنب الاختلاط بالآخرين بما يعرضهم لخطر العدوى.
  •  

وبحسب تقرير صادر عن إحدى شركات التوظيف في بريطانيا فإن الطلب على وظائف التحميل والتخزين و سائقي الرافعات الشوكية وموظفي المستودعات الآخرين قفز بنسبة 320% خلال الفترة بين مايو ونوفمبر من العام 2020.

 

ووجد تقرير صدر في وقت سابق أن وظائف شركات النقل كانت الأكثر توفراً على الإطلاق في عام 2020.

  • وظائف الصحة والرعاية: وكانت هناك دعوات من قبل مراكز الدراسات للحكومات لزيادة التوظيف في مجال الرعاية الاجتماعية، مما يساعد على التخفيف من البطالة المتزايدة ومعالجة الاحتياجات غير الملباة في قطاع يواجه نقصاً في الموظفين.
  •  وظائف التصنيع:  حيث أثار الانتعاش الذي شهدته أجزاء من قطاع التصنيع في بريطانيا وفي جميع أنحاء العالم وسط جائحة عالمي مفاجأة للمحللين الاقتصاديين.
  •  عمال التقنية: حيث ينظر على نطاق واسع إلى التغييرات الجذرية في الحياة اليومية والعملية التي سببتها أزمة فيروس كورونا، على أنها سرعت من اعتماد التقنيات الجديدة، واحتل مطورو البرمجيات المرتبة العاشرة بين أكثر الوظائف المطلوبة.

الوظائف ستتغير 

في الحقيقة الوظائف ستتغير، ومسمياتها التقليدية المتوارثة عبر عدة قرون ستختفي ويظهر مكانها وظائف أخرى.

 

ومن دون أن يدري الكثيرون، فإن صدمة العالم في جائحة كورونا، قد سرعت من دوران عجلة تغيير العالم نحو المستقبل، بخطى فاقت ما كان متوقعا.

 

وبنظرة سريعة على ما أحدثته جائحة كورونا في أماكن العمل وتغيير طبيعة الوظائف، نجد أن شركات تصنيع السيارات الكبرى في أمريكا، مثلا، بدأت في تجهيز مصانعها بآلات تصنيع أجهزة التنفس الصناعي من قطع السيارات، بعد تعطيل مصانعها الخاصة بالسيارات بسبب التراجع في الطلب عليها، وأن الموظفين في كل مواقع العمل باتوا يرتدون كمامات وأقنعة جراحية، ويؤدون أعمالا لم تكن تخطر لهم على بال.

 

وقد توسعت شركات وبنوك ومرافق حكومية، وحتى المدارس والجامعات في أغلب دول العالم في استخدام برمجيات تشغيل الأنظمة عن بُعد، للحد من تعرض الموظفين والمتعاملين للفيروس.

 

وظهر ما يمكن وصفه بفكرة مبتكرة لتبادل المواهب عبر الوظائف، حيث يُنقل الموظفون الذين لا عمل لهم بسبب الأزمة مثل المطاعم وخطوط الطيران والفندقة، إلى مؤسسات عندها فائض في العمل مثل الصحة والخدمات اللوجستية، وبعض متاجر البيع بالتجزئة، مثلما حدث في الصين والولايات المتحدة.

 

 2025 عام التساوي بين البشر والآلات 

هذه التطورات وغيرها الكثير، التي عجلت بها كورونا، كشفت وفق دراسات مستقبلية أن العمال الذين يحتفظون بأدوارهم في السنوات الخمس القادمة، يتعين على نصفهم تعلم مهارات جديدة، وأنه بحلول عام 2025، سيقسم أصحاب العمل أعمالهم بالتساوي بين البشر والآلات. 

 

التطورات السريعة التي أحدثتها جائحة كورونا في مجال العمل، تُعيد صياغة الوظائف وتُعجل بنقل العالم إلى مؤشرات التغيير القادم في سوق العمل في المستقبل.


-