الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منتدى القصص الملهمة

نهال علام
نهال علام

وما الدنيا إلا حكاية، قصة لها بداية وقطعاً يوماً ما لا يعلمه إلا الله مكتوب لها نهاية، وفي تلك القصة كل من عليها سَطَر ألف قصة وقصة، من الورقة على الشجر امتداداً للنجمة والقمر، فما بالك بالإنسان أصل الحكاية والفاعل على مرّ الزمان!

فذلك الكائن العجيب يتنفس الحكايات كما الهواء، فكل ثانية تَمر على صاحبها لها حكاية، فهي تحكي قدرة الخالق على إدارة هذا الجهاز البشري المُعَقد الصنع المتداخل التفاصيل ولكنه صانع المعجزات بقدرة رب كريم شاء فكان.

وتلك كانت مشيئة الرحمن فأين مشيئتك أنت أيها الإنسان؟ لتَقص حكايتك وتعرض روايتك وتفرض إرادتك!

فكم من الأحلام أريقت على مذبح الاستهانة! وأسوأ الاستهانات هي أن يقلل المرء من شأن نفسه ويحط من قدر عزيمته، وينتظر طوق نجاته من المجهول! فكيف لك هذا أيها الجهول؟

لقد خلقك الله في أحسن تقويم لتقوم حياتك، وتقيم حياة تكون في مراتب الحياة في مكانة تليق بما وهبه الله لك، وإذا تناسيت عطايا الله الواسعة عليك فتعلم من إسراء ومحمود، واتبع خطوات الوطن كنموذج مأمول!

أبطال صنعوا حكاياتهم وحفروا من آلامهم تماثيل حرياتهم، اختارهم الله أن يواجهوا الحياة ولكن دون كل المقومات التي تؤهلهم لتمضي بسلاسة، فهم أصحاب ظروف مرضية أو إعاقات جسدية جعلتهم بجدارة من ذوي الهمم، إرادتهم هي التي تبني الأمم.

تلك القصص التي نعدها في الحياة أحسن القَصص أحد أهم مميزات منتدى الشباب، قصص مُلهمة وإن كانت مُؤلمة فكما جاء على لسان الرئيس في جلسة المنتدى الافتتاحية أن في قلب المحنة دائماً تأتي المِنحة.

وهذا ماشاهدناه على مدى أيام انعقاد  المنتدى، ضحكات تملأ الطرقات آمال لا تقف عند حدود السماوات، أحلام بعرض الأرض ويقين بحجم الأنين، ولكن القصة مكتوبة بتلك الغَصة ذلك الآثر الذي لا يزول من العيون ليكون برهان المُخلصين على ما كان وما أصبح وما بينهما من حُلم لا يزال وما يَبرح.

إسراء التي ولدت بإعاقة بصرية ولكنها أحبت الكاميرا بعفوية، يوماً بعد يوم تشب عن الطوق ويشُب عنها شغفها فيلاحقها في طرقات خيالها والكَون يسخر من خيلاتها، فكيف لكي ايتها الكفيفة أن تحملي كاميرا وتأخذي من الحياة لقطات لم تشهديها ولن تشاهديها، فتجيب إرادتها بإباء أنسيت أيها المتحاذق أنني ربما لا امتلك حاسة البصر ولكن منحني الله قدرة البصيرة فلا تمس  حلمي، فلقد أصبحت في ملكوت شغفي أميرة، الكاميرا خادمي المطيع والإرادة حارسي الأمين!

ولم لا ألا تصدق في النوايا الطيبة التي تحقق المعجزات العجيبة. فهذا محمود الشاب الصغير صاحب الأمل الكبير، مقاتل السرطان الذي خاض ما يتجاوز الخمسين عملية جراحية وتركت أثرها على ساقه ولكنها لم تتمكن من شغفه في أن يصبح فارسا، فامتطى حلمه واعتلى إرادته وسيطر على فرسه، فأصاب كبد الحلم وأردى سهام التشكيك بأنه لن يثب حواجز العوائق ولكن هذا الفتي حطم أسوار المستحيل واليوم يسطر في قلب القَدر خنجر اليقين بأن الإرادة وحدها تصنع القادرين باختلاف.

حكايات صنعها التحدي فصنعت القرار بأنه لا خيار إلا تطويع هذا الاختبار بأن يكون جسر الأمان لمستقر الأحلام، منتدى شباب الأحلام والعزيمة والارادة، قصص لم تعرِف المستحيل وحكايات لم ترضخ للصعاب فصنعت تلك البهجة، فشباب المنتدى هم أقدر الناس على إهداء الأمل لشباب العالم.

خمسة آلاف شاب من مختلف دول العالم جمعتهم تجارب مختلفة وحُلم واحد فاجتمعوا على قلب رؤية واحدة، تجزم أنه لا مجال للمستحيل والحُلم وإن بدا بعيدا فصدق اليقين يجعله أقرب للعين من دموع الحزن والفرح مجتمعين.

تلك قطرة من بحر حكايات شباب الحلم والأمل والعمل، التى امتلأت بهم قاعات منتدى الشباب رواد في مجالهم فرسان لأحلامهم، ابتساماتهم غيرت أقدارهم لذا اجتماعاتهم على أرض السلام مصر الحبيبة بمثابة صمام آمان لآمال الغد التي ربما تمثل تحديات اليوم، وكما قالت دكتورة هالة السعيد في إحدى جلسات المنتدى اليوم أن الفقر هو فقر القدرات، فهذا واقع فالعجز هو عجز الخيال وليس بعجز باقي أعضاء الجسم فالمرض والإصابة قَدر أما الاستسلام فهو قرار، وكل منا سيد قراره.

كان قرار الرئيس بعلاج جسد الوطن المريض بأكبر مبادرة تنموية هي مبادرة حياة كريمة التي كانت إحدى فراشات الأفكار البناءة في النسخة الثالثة من مؤتمر الشباب، وهاهي اليوم تتبني مشروعات تنموية في القرى المصرية بما يتجاوز ٧٠٠ مليار جنيه كأكبر مشروع تنموي عالمي ونحن لسنا بأغنياء العالم مادياً ولكن لدينا قيادة مؤمنة بأننا بالإرادة لدينا ما يكفينا لنصنع كل ما يفوق العادة.

فمن على أرض السحر والسلام، يرسل شباب العالم رسائل السلام ويبعث القادرون ببرقيات العزيمة، فأنت صانع قرارك والحياة الكريمة هي محض اختيارك.