الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سفير القمح.. حكاية فن صعيدى حول الأطفال إلى فنانين بالفطرة في قنا ..شاهد

الشاعر مراد محمد
الشاعر مراد محمد حسن

ألوان ذهبيه وتحف فنيه غاية فى الجمال و الروعة ، قد لا يتخيل الكثير أنها من قش أو سفير القمح ، الذى لا يستخدم إلا كعلف للمواشى بعدما يتحول إلى تبن ، لكن الأيادى المبدعة لأبناء قنا و الكثير من الفنانين البارعين فى هذا الفن استثمرت هذا المنتج البسيط فى صنع تحف و مخطوطات فنية تجذب أبصار الناظرين.

استثمار قش القمح فى صنع لوحات فنية ، لم يكن وليد اليوم أو الفترة الحالية ، لكنه نتاج سنوات بعيدة ترجع لمنتصف القرن الماضى ، كما يروى لنا الشاعر و الرسام مراد محمد حسن 62 عاما ، فقد اعتاد خلال هذه الفترة مع أقرانه التنافس فى صنع لوحات فنيه من قش القمح ، لكن ظروف الحياة و مشاغلها كانت تفرض حالة اختفاء لهذا الفن بين الحين و الآخر ، لكن سرعان ما يعود مرة أخرى للظهور بأيادى أطفال أو فنانين يجسدون جمال الطبيعة بخاماتها الطبيعية دون تدخلات صناعية.

بمشرط حاد و صمغ و لوحات ورقية بألوان غامقة ، توضع عليها أعواد سفير القمح ، تُخرج لنا لوحة فنية مميزة فى تصميمها وملمسها ولونها الذهبى الخالص الذى يجسد جمال وروعة الخامات الطبيعية، بعضها يحمل آيات قرآنية أو عبارات مأثورة بخطوط متنوعة ، و أخرى تحمل أشكال لمناظر طبيعية أو شخصيات تاريخية.

الشاعر و الأديب مراد محمد حسن ، خاصة بعدما أحيل إلى المعاش، يشعر كل فترة بالحنين إلى هذا الفن البسيط ، الذى يجسد عظمة وجمال الطبيعة التى خلقها الله ، ليسطر من خلال أعواد القمح لوحات فنية تأثر القلوب قبل العيون بجمالها و روعتها ، رغم بساطتها وتواضع أدواتها .

قال مراد محمد حسن ، شاعر و رسام ، بالمعاش، فن الرسم بسفير أو قش القمح ، ليس وليد الفترة الحالية، لكنه فن فطرى ضمن الكثير من الفنون التى برع فيها المصريين على مدار العصور المختلفة ، فقد تعلمنا هذا الفن ونحن صبية صغار فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى أثناء تواجدنا فى حقول القمح وحول الزراعات ، حيث كنا نأخذ بعض أعواد القمح بعد قطف سنابله و نصنع منها أشكال مختلفة، لكن كانت البداية الحقيقية لظهور هذا العمل كفن من خلال الآيات القرآنية التى كنا نتنافس فى كتابتها بسفير القمح.

و تابع حسن ، كل من كان يعمل فى هذا الفن فى منتصف القرن الماضى كان نوع من الهواية، لذلك أبدع فيه الكثير من البارعين ، وكانت اللوحات تهدى ولا تباع خلال هذه الفترة، وقد عملت فى هذا الفن لأكثر من 50 عاماً ، لكننى كنت أنقطع عنه فترة لظروف العمل ، و أعود إليه فترات أخرى لحبى لهذا الفن البسيط الذى يعبر عن جمال الطبيعة و ما تزخر به من منتجات بسيطة قادرة على عمل ابداعات فريدة كفيلة بإدخال السرور على وجوه من يرونها.

وأضاف حسن ، أما عن طريقة عمل لوحات قش أو سفير القمح فتبدأ بتقشير اسطوانات القمح و تقسيمها نصفين أو أكثر، و تنظيفها من الشوائب والنشا و تنعيم وترقيق السفير القمح حتى يكون رقيق وسهل اللصق على الورق، بعدها نرسم الشكل أو الكتابة المطلوبة على ورقة بيضاء خفيفة من الأمام و الخلف ، ثم نلصق سفير القمح على الورقة بصمغ جيد ، وبعدها نحضر المقص و نقص الرسم من الخلف ، ليخرج لنا شكل رائع ومميز ، نقوم بعدها بلصقه على ورق مقوى شريطة أن يكون غامق لاظهار جمال وبريق قش القمح ، ومن الممكن لصق الشكل المستخرج على حائط.

واستطرد حسن ، لا أدرى إذا كان موجود عالمياً أم لا ، لكن ما أعرفه أننا كأبناء صعيد وقنا خاصة احترفنا هذا الفن من منتصف القرن الماضى وتعلمنا منه الصبر والدقة للحصول على منتج جميل فى النهاية، لأنه رغم بساطته إلا أنه يستغرق وقت طويل فى صف سفير أو قش القمح حتى تخرج اللوحة بالصورة المطلوبة أو مخيلة الفنان، فالموضوع يحتاج قدر كبير من الصبر والدقة لرص ولصق أعواد سفير القمح بشكل متجاور ومتساوى ، ليخرج لنا شكل متناسق كما نحب أو كما رسمنا على الورقة.

وأشار حسن ، إلى أنه رسم لكثير من اللوحات بقش القمح منها لوحات تحمل آيات قرآنية ، و أخرى عن فن التحطيب كتراث شعبى يرسخ ويوثق لهويتنا العربية والمصرية، و رسومات فرعونية رأس نفرتيتى كتوثيق للعصر والفن المصرى القديم، إضافة إلى لوحات أسماك و طيور و أشكال طبيعية، تبرز جمال الطبيعة المصرية ، لافتاً إلى أن سفير القمح مرن فى تجسيد ورسم أى شىء و الأمر يتوقف فى النهاية على براعة الرسم ، مع ضرورة استخدام خلفيات غامقة حتى يظهر سفير القمح بلونه الذهبى المميز.

 

لوحات فنية من قش القمح
لوحات فنية من قش القمح
لوحات فنية من قش القمح
لوحات فنية من قش القمح
لوحات فنية من قش القمح
لوحات فنية من قش القمح
لوحات فنية من قش القمح
لوحات فنية من قش القمح
لوحات فنية من قش القمح
لوحات فنية من قش القمح
لوحات فنية من قش القمح