الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

.

مصر وسلطنة عمان ..أهداف سياسية واقتصادية متعددة تحملها زيارة سامح شكري لمسقط

مصر وعمان
مصر وعمان

شارك وزير الخارجية السفير سامح شكري، السبت، ونظيره العُماني بدر البوسعيدي، في الدورة الثالثة من مجلس الأعمال "المصري - العماني" المشترك، في خضم زيارة شكري الحالية إلى سلطنة عمان.

أهداف زيارة سامح شكري

وصرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، بأن "الوزير شكري أشاد في كلمته بانتظام وتيرة انعقاد اجتماعات مجلس الأعمال منذ إنشائه في عام 2019، بما يعكس رسوخ إرادة الجانبين على توسيع مجالات وأطر التعاون بين البلدين الشقيقين".

ونوّه سامح شكري إلى الدور الفاعل الذي اضطلع به المجلس خلال الفترة الماضية في دعم مساعي زيادة حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين، وفي استشراف فرص التعاون المتاحة في المجالات التي يتمتع فيها الجانبان بميزة نسبية سعيا نحو الوصول بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلى المستوى المرجو الذي يعكس القدرات الحقيقية لهما.

ودعا السفير سامح شكري، القطاع الخاص العُماني ورجال الأعمال العمانيين إلى تعزيز وزيادة تواجدهم في السوق المصرية، بما في ذلك تعظيم الاستثمارات العمانية المباشرة في مصر.

كما حثهم سامح شكري على "الاستفادة من المشروعات الاقتصادية والتنموية العملاقة التي تنفذها الدولة المصرية في الوقت الراهن، والتي توفر فرصًا عديدة ومتنوعة للاستثمار في مختلف المجالات، خاصة في ضوء ما حققته مصر على صعيد الإصلاح الاقتصادي وتحسين بيئة الاستثمار".

وأعرب السفير شكري عن تطلعه إلى قيام مجلس الأعمال المشترك، بما يضمه من قامات اقتصادية مصرية وعُمانية، بدعم الجهود الحكومية الرامية إلى دفع قاطرة التنمية في البلدين، وتطوير التعاون الاقتصادي المشترك بينهما، والاستفادة من توافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين لتعظيم المصالح الاقتصادية المشتركة.

دعم بين البلدين لا يتوقف

وفي هذا الصدد قال المتخصص في الشئون العربية، الدكتور حامد فارس، إن العلاقات المصرية العمانية علاقات تاريخية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ وتمتد لأكثر من 3500 عام.

وأكد فارس في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن  مصر وسلطنة عمان تربطهما علاقات سياسية قوية على مر التاريخ ودعم متبادل ومساندة لا تتوقف، لافتا: "ساندت مصر سلطنة عمان في كفاحها ضد الاستعمار البريطاني حتى نالت استقلالها، وردت سلطنة عمان هذا الدعم والمساندة المصرية خلال العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، وأيضا في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973".

ولفت فارس، إنه منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي "سدة الحكم في مصر 2014" اكتسبت العلاقات المصريه العمانية زخما كبيرا على كافة الأصعدة والمستويات في إطار حرص الدولة المصرية على دفع وتدعيم العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين المصري والعماني وتعزيز التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية بما يصب في صالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها مما نتج عن ذلك توحيد الأهداف السياسية والاستراتيجية والروابط الاجتماعية والثقافية وعليه تلاقت الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة وكان لعامل التاريخ والجغرافيا الأثر الأكبر في تحقيق مواقف مشتركة بين الدولتين لحل كل القضايا والخلافات بالحوار والتعاون وإحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا مع عدم التخلي عن الحقوق العربية عامة.

تطابق في الرؤى بين البلدين

وأشار فارس إلى القضايا السياسية المطروحة على المحافل الدولية، مؤكدا أن هناك تنسيقا وتطابقا في الرؤى بين البلدين مثل مكافحة القرصنة البحرية ورئاسة الناتو وأيضا دعم لا محدود تقدمه سلطنة عمان لمصر فى الترشح لعضوية اي منصب في المنظمات الدولية.

وأكد فارس، أن العلاقات المصرية العمانية قائمة على ثوابت ودعائم واضحة هي التعايش السلمي وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول والتعاون في مختلف المجالات بالإضافة إلى حل الخلافات بالطرق السلمية وبالتالي فإن العلاقات المصرية العمانية نموذجية بامتياز في إطار الحرص من الجانبين على تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة في كافة المجالات خلال الفترة المقبلة خاصة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري وزيادة معدلات التبادل التجاري بما يحقق مصلحه الشعبين ولكى تصل إلى المستوى المتميز للعلاقات السياسية بين البلدين.

واختتم فارس بأن "الزيارة تأتي في توقيت هام وحساس في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية وتعظيم العمل العربي المشترك والبحث عن حلول لكثير من القضايا العربية والإقليمية ذات الإهتمام المشترك وتنسيق الجهود تجاه التحديات المشتركة التى تؤثر على الأمن القومى العربي".

العلاقات المصرية العمانية

وكانت العلاقات المصرية العُمانية نموذجية لا تتأثر بأي تحول سياسي إقليمي أو دولي، لأن لهذه العلاقة بعدًا حضاريًا يمتد لأكثر من 3500 عام، فالتبادل التجاري بين البلدين بدأ بين قدماء المصريين وأهل عُمان، حيث كان يتم تصدير اللبان العُماني الشهير من ظفار إلى مصر بل إن الملكة المصرية حتشبسوت، زارت ظفار في رحلة تاريخية، مما يدلل على حضارة البلدين وعلاقاتهما التي تضرب في جذور التاريخ.

وتشهد العلاقات العُمانية المصرية دومًا دفعات قوية للأمام، بفضل الانسجام والتشاور والتفاهم والتنسيق المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والعربية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من عمقها التاريخى والحضارى المتجذر، ومن تعدد جوانب التعاون بين البلدين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد.