الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة المصرية الجزائرية.. تعرف على أهم القضايا المطروحة أمام الرئيسين |تفاصيل

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، فور وصوله إلى مطار القاهرة في زيارة تستغرق يومين.

ومن المتوقع أن يناقش الرئيسان خلال الزيارة العديد من الملفات الهامة والعلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمها مناقشة الاستعدادات لإقامة القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في الجزائر، والمعوقات التي تقف أمامها.

التحديات أمام القمة العربية

وتواجه القمة العربية المقبلة في الجزائر، العديد من التحديات التي تهدد إقامتها، حيث لم يتم الاتفاق حتى الآن على موعد محدد لإقامة القمة، ويتم الآن العديد من الاجتماعات بين الجانب المصري بصفته رئيس القمة العربية الحالية، والجانب الجزائري الذي سيتسلم رئاسة القمة المقبلة.

وناقش الجانبان في العديد من اللقاءات السابقة طرق الاستعداد لعقد القمة العربية المرتقبة، وكان من أهم هذه اللقاءات لقاء وزير الخارجية سامح شكري مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الخميس، في القاهرة.

سبب تأجيل القمة العربية

وفي هذا الصدد، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لـ مصر اليوم تأتي لبحث عدة ملفات، أولها ملف القمة العربية القادمة والتي تم تأجيلها عامين متتاليين بسبب فيروس كورونا وعدم الاستقرار في العديد من الملفات العربية.

وأضاف حسن في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن القمة العربية قيل إنها قد تعقد في مارس المقبل، ولكن ما نشاهده الآن في الواقع العربي لم يطرأ عليه تحسن كبير لتحقيق الطموح الجزائري بإقامة قمة عربية كاملة في الجزائر تشمل جميع الأطراف.

القضايا العالقة في القمة العربية

وأشار إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجد تبون يطالب بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، ولكن هل حدث توافق بين كل الدول العربية على هذا المطلب؟، هذا سؤال مطروح وغير واضحة إجابته إلى الآن.

وتابع: "هناك أيضا ملف العلاقات الجزائرية المغربية وقطع العلاقات بينهما وحالة التوتر الشديد بين الدولتين، كما أن هناك ملف الأزمة اللبنانية الخليجية والتوتر القائم بينهم والخلافات العربية على أسباب التوتر مع لبنان، ولكن هل زيارة وزير خارجية الكويت إلى لبنان تؤشر إلى تقارب عربي لبناني قريب؟ هذا سؤال مطروح وقضية هامة وتقف أمام انعقاد القمة العربية".

وأكمل: "كما أن هناك أيضا ملف القضية اليمنية، والتوتر القائم الآن في السودان ، بالإضافة أيضا إلى الأزمة الليبية وأهميتها بالنسبة للجزائر ومصر".

وأضاف أن ملف الأزمة التونسية أيضا لا يغيب عن القمة العربية، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يؤيدان الرئيس قيس سعيد في قراراته الأخيرة وإقامة الانتخابات التونسية في موعدها المحدد.

وأشار إلى أنه سيتم التباحث بين الرئيسين أيضا بخصوص القضية الفلسطينية، وملف سد النهضة على أساس القمة الأفريقية القادمة المقرر إقامتها في السنغال الشهر القادم.

العلاقات التاريخية بين البلدين

يحكم العلاقات المصرية والجزائرية إرث تاريخي من الدعم والمساندة المتبادلة، فقد ساندت مصر الجزائر في ثورتها العظيمة في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954، وقد تعرضت مصر الناصرية لعدوان ثلاثي، فرنسي إسرائيلي بريطاني، عام 1956 بسبب موقفها المساند لثورة الجزائر.

وفي المقابل لم ينس الشعب المصري أبدًا للرئيس هواري بومدين وقفته العظيمة الداعمة لمصر سياسيًا وماديًا عقب هزيمة 67، وهو الدعم الذي استمر بعد رحيل عبد الناصر وتواصل حتى حرب 1973 التي شاركت فيها قوات جزائرية، فطلب الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين من الاتحاد السوفيتي عام ١٩٧٣ شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جزائري في أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفييت، لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة، فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا، وقال لهم تكتبوا المبلغ الذي تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر.

وتعتبر الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة ٢١١٥ جنديا ٨١٢ صف ضباط و١٩٢ ضابطا جزائريا.

وأمدت الجزائر مصر بـ ٩٦ دبابة، ٣٢ آلية مجنزرة، ١٢ مدفع ميدان، ١٦ مدفعًا مضادا للطيران، وما يزيد عن ٥٠ طائرة حديثة من طراز ميج ٢١ وميج ١٧وسوخوي ٧.

كما شكلت العلاقة الثنائية المتينة بين مصر والجزائر أساسًا صلبًا اعتمدت عليه جامعة الدول العربية في بناء علاقة إستراتيجية بين العرب والأفارقة، وقد بدت هذه العلاقة واعدة جدًا في السنوات التي أعقبت حرب أكتوبر عام 1973، وراحت تتطور إيجابيًا إلى أن أثمرت أول مؤتمر عربي إفريقي عام 1977.