الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسبب ألم الخيانة.. مكالمة السندريلا سعاد حسني الغامضة وزيارة الفجر وراء ظهور أغنية “بانو بانو”

صدى البلد

داخل منزل الشاعر صلاح جاهين الساعة الخامسة عصرا دق جرس الهاتف فاستمعت زوجته التي أجابت لصوت هامس حزين وكانت المفاجأة ان المتحدث سعاد حسني لكنها على غير عادتها المرحة.


بداية الحدوتة

بعد نجاح تجربة "عودة الابن الضال" طلب المخرج يوسف شاهين، من صلاح جاهين، كتابة سيناريو وحوار للقصة التي كتبها أحمد شوقي عبد الحكيم، المستوحاة من الحكاية الشعبية الشهيرة "شفيقة ومتولي"، المتداولة في مدن الوجه القبلي، واستندت في الوقت ذاته إلى واقعة حقيقية.

في البداية كان منسوب للمنتج والمخرج سيد عيسى، الذي باع الكثير من ممتلكاته كي تتوافر له السيولة اللازمة لتمويل الفيلم ولتحقيق حلم عمره بإنتاج وإخراج فيلم بمستوى عالمي، حتى توترت العلاقة بين سيد عيسى وسعاد حسني بطلة العمل، كادت أن تهدد بانسحابها من الفيلم وترشيح بطلة أخرى تلعب دورها.

أقنع المنتج جان خوري، عيسى؛ بالتخلي عن الفيلم مقابل سبعين ألف جنيه، فتمت الموافقة على هذا الأساس، وانتقلت إلى جان المنتج الجديد ملكية الفيلم بكامله، وكلف جان المخرج يوسف شاهين، لإكمال التصوير، أصيب شاهين بوعكة صحية بعد أربعة أيام تصوير بالفيلم، اضطر لإجراء عملية قلب مفتوح.


اضخم انتاج سينمائي

بسبب ظروفه الصحية، لم يستطع يوسف شاهين متابعة التصوير بعد أسبوع من العمل، فأوكل المهمة إلى المخرج علي بدرخان، الذي أعاد صياغة السيناريو مع صلاح جاهين، واكتفى شاهين بإنتاج الفيلم، الذي يعد أضخم إنتاج سينمائي في عام 1978.

أوفى صلاح جاهين، بوعده للفنان أحمد زكي، بأن يقدمه في عمل عوضًا عن دوره في "الكرنك"، وكان أول ترشيح يقدمه للمخرج علي بدرخان في دور "متولي" شقيق "شفيقة" التي جسدت شخصيتها سعاد حسني، وشاركهما البطولة أحمد مظهر، ومحمود عبد العزيز، وجميل راتب، ليحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وتصبح أغنية «بانو بانو" التي كتبها صلاح وغنتها سعاد، ولحنها كمال الطويل.

 

مكالمة السندريلا الغامضة

ما حدث في تلك المكالمة ورد في كتاب حياة صلاح جاهين الذي ألفته زوجته مني قطان، التي روت انها اجابت الهاتف قائلة: الو يا سوسو - كما تحب سعاد حسني ان يلقبها المقربون - عاملة ايه؟ فردت سعاد قائلة: كويسة ممكن تبلغي استاذ صلاح اني هجيله الساعة 3 الفجر، عاوزاه في كذا حاجة كده، وأغلقت المكالمة في صمت وغموض.

الساعة الرابعة والنصف فجرا، دق جرس الباب واذا بها سعاد كما لا يعرفها الجمهور بدون مساحيق تجميل او بواريك للشعر او ابتسامة، جلست في صمت لمدة عشر دقائق حتي توجهت بالكلام لصلاح جاهين، قائلة: صلاح انت عارف كل اللي وجعوني واذوني في حياتي وعارف مين باعني ومين استغلني، وانا قلبي اتحرق من مين، انا عاوزه منك كلمات ادي بيها كل اللى تعبونى بالقلم، عاوزه اعرفهم انهم ولا حاجة، يعني عاوزة اغنية لسعاد الغبية الهبلة اللي صدقتهم، انا مش هاطول انا بس كنت مخنوقة وحابة اصرخ في اغنية.


ظهور "بانو بانو"

غادرت سعاد المنزل سريعا وامسك صلاح جاهين بقلمه ليعبر عن مشاعر سعاد وصرختها فى وجه ظالميها، وبعد يومين فقط خرجت أغنية "بانو بانو" والتي تضمنت كلماتها

بانو بانو بانوا.. على اصلكو بانوا
والساهى يبطل سهيانه
ولا غنى ولا صيت.. دولا جنس غويط
وكتابنا يبان من عنوانه
بانوا .. ايوه بانوا .. الى اخر الاغنية

قامت سعاد حسني بتسجيل الأغنية على ستة مرات من كثرة البكاء، حيث قدمتها سعاد حسني، بأحاسيس نابعة عن تجربة شخصية مثلما أكد المقربون منها، حيث اكتشفت قبل تسجيلها بساعات خيانة زوجها على بدرخان لها، وأنه على علاقة بأخرى، فكانت تبكى أثناء تسجيلها للأغنية، وخرجت بذلك الأداء الصادق وصوت مجروح وصل لقلوبنا جميعًا.