الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سوني و هوندا ليست الأولى.. لماذا تتحالف شركات السيارات مع مؤسسات التكنولوجيا؟

سوني فيجين
سوني فيجين

 

حلمت  هوندا موتورز  بالطموح الجريء واستطاعت تحقيقه، بعد الخطوة الأخيرة التي أعلنت عنها وموافقتها أن تصبح شركة "تصنيع تعاقدي"، وإنشاء شركة سيارات جديدة بالتعاون مع "سوني" اليابانية.

 

معنى التصنيع التعاقدي هو ببساطة تسليم عملية التصنيع وبناء السيارات إلى طرف ثالث لتقوم بهذه المهمة بالنيابة عن الشركة الأصلية ومن الممكن أن تشمل تصنيع المكونات الداخلية للسيارة أو التصميم الخارجي أو عملية التجميع أو التسويق، وهي خطوة تعتبر جريئة من العلامة التجارية اليابانية، كثير من الشركات الكبرى ترفض أن تقدم عليها.

 

وفقا لتقرير "أوتو كار" المتخصص في النقل والسيارات، قالت شركة  هوندا  في بيان مشترك إن الاتفاقية المبرمة بين هوندا وسوني للعمل سويا على علامة تجارية جديدة متخصصة في بناء السياارت الكهربائية "تتوافق مع الأصول التكنولوجية التي تمتلكها كلتا الشركتين" ، حيث تعملان معا على إطلاق سيارتهما الأولى بحلول عام 2025.

 

من خلال التحالف الياباني الجديد، اتخذت العلامتين التجاريتين خطوة جريئة للمزج والتزاوج بين مهارات شركة البرمجيات والمعرفة الهندسية الشهيرة وبين المهارة والخبرة في تصنيع السيارات ذات الأداء العالي.

 

مشاريع الزواج بين شركات السيارات والمؤسسات التكنولوجية انتشرت جدا خلال الفترة الماضية، خاصة بعد أن أصبحت السيارات الحديثة من خلال برامجها الرقمية أشبه بأجهزة الهواتف النقالة الذكية ، ولكن هذا المزج يحدث بكثافة و وتيرة سريعة في الصين على الأخص، ومن الأمثلة المعروفة لهذا الاتجاه العام، ارتباط جيلي Geely المتخصصة في تصنيع السيارات بعملاق التكنولوجيا Baidu بايدو لإنشاء علامة Jidu التجارية للمركبات ذاتية القيادة، مع تولي جيلي المسؤولية الكاملة للجوانب الهندسية والتصنيعية.

 

تعد شراكة "ستيلانتس" مع شركة Foxconn التكنولوجية المصنعة لأجهزة "آبل أي فون" لتطوير مقصورات رقمية والخدمات المتصلة عبر قسم Mobile Drive الجديد مثالاً جيدًا آخر على حالة التغيير التي تحدث في قطاع السيارات.

 

علق "جوناثان دافنبورت"، المحلل في شركة Gartner للاستشارات التكنولوجية على هذا الأمر قائلا: "هناك تحالفات كثيرة خاليا بين شركات السيارات التي تقدم التكنولوجيا الرقمية في منتجاتها وبين شركات البرمجيات وهذا لأنهم يعتقدون أن هذا التحالف يجعلهم قادرين على الاستفادة من خبرات بعضهم البعض بطريقة أفضل وأسهل".

 

أظهرت "سوني" اهتمامها بالسيارات لأول مرة في عام 2020 مع معرض الإلكترونيات الاستهلاكية المقام في لاس فيجاس ، عندما كشفت لأول مرة عن سيارة Vision-S الصالون الكهربائية، وهي نسخة أولية ولكن ما أذهل الحاضرين أنها كانت بالفعل سيارة مكتملة وجاهزة للدخول في الإنتاج التجاري، ليست مجرد "كونسبت".

 

عادت "سوني" لمعرض الإلكترونيات الاستهلاكية هذا العام بسيارة كونسبت جديدة Vision-S O2 التي تنتمي لفئة السيارات الرياضية متعددة الأغراض، قبل أن تعلن هوندا وسوني عن شراكتهما في أوائل مارس "لتأسيس شركة جديدة متخصصة في حلول النقل النظيفة"، أي الكهربائية.

 

الأمر المثير للدهشة في هذه التحركات أن شركة "تسلا موتورز" التي تعتبر رائدة في مجال مصنعي السيارات والمعروفة أنها دائمة تسبق بخطوة كل جديد في المجال، تتحفظ عن الدخول في مثل هذه الشراكات.

 

ويوضح "نيل إندلي"، المدير الدولي لخدمات التجديد والصيانة في شركة Trigo الاستشارية للجودة: "لم يعتقد إيلون ماسك المدير التنفيذي لتسلا أنه سيحتاج إلى شراكة مع الموردين و روافدهم وكان يعتقد أنه يستطيع فعل كل شيء بنفسه ثم عانى من تجربة جهنمية مع نقص الموارد في منشآته".