الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة الناتو في بروكسل.. هل يستطيع الحلف وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

قمة حلف الناتو
قمة حلف الناتو

عقد حلف شمال الأطلسي "الناتو" اجتماعا رفيع المستوى ، اليوم، بحضور قادة الدول الأعضاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، كما ألقى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي كلمة عبر الفيديو دعا خلالها إلى دعم أوكرانيا بـ 1% من دبابات وطائرات الحلف.

زيادة قدرة حلف الناتو العسكرية

وقال زيلينسكي: "أطلب منكم إعادة النظر في موقفكم وتقييمكم واهتمامكم بالأمن، بإمكانكم توفير 1% من دباباتكم، و1% من طائراتكم، وليس بوسعنا أن نشتري تلك الأسلحة، حيث تعتمد تلك الإمدادات فقط على قرار الناتو".

وأضاف أنه ينتظر من الناتو اتخاذ قرارات وإعطاء ضمانات موثوقة تحقق السلم الحقيقي، كما تنتظر أوكرانيا إيصال الأسلحة ومن بينها راجمات الصواريخ والدفاعات الجوية، لافتًا إلى أن كييف بإمكانها تأمين أوروبا في وجه روسيا.

وجدد زيلينسكي الدعوة إلى قبول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، والتوقف عن استخدام النفط الروسي، ومنع رسو السفن الروسية في الموانئ الأوروبية.

ومن جانبه، أعلن حلف الناتو أنه سيقوم بتزويد أوكرانيا بالمعدات القتالية وأخرى للتعامل مع أي هجمات كيميائية من روسيا.

وأكد الناتو في بيان له تلاه أمين عام الحلف ينس ستولتنبرج ، أن هجوم روسيا على أوكرانيا هو أخطر تهديد للأمن الأوروبي منذ عقود.

كما أعلن الحلف نشر المزيد من الطائرات القتالية في شرق أوروبا، وأن رفع قدرة الحلف القتالية ستستمر في شرق أوروبا.

وقال أمين عام حلف الناتو، إن عمليات روسيا في أوكرانيا أدت إلى تقويض السلام في أوروبا، وأضاف أن أي استخدام روسي للأسلحة المحرمة سيؤدي إلى عواقب وخيمة.

ليس لديه إمكانية الرد على روسيا

وأعلن ستولتنبرج الموافقة على إضافة 4 كتائب عسكرية جديدة لدي الحلف ليصبح لدى الحلف 8 مجموعات قتالية، مؤكداً أن دول الحلف قررت زيادة الإنفاق على الدفاع.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المجال الجوي الأوكراني بالكامل تحت السيطرة الروسية، وحوالي 80% من المنافذ البحرية الأوكرانية تسيطر عليها القوات الروسية الآن، لذلك أيا كانت الإجراءات التي ستتخذ من قبل اجتماع حلف الناتو فهي معروفة.

وأضافت الشيخ في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الإجراءات التي من الممكن أن يتخذها حلف الناتو ستكون إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، ولكن من الناحية الفعلية الرئيس الأوكراني نفسه قال إنه لم تصل أي أسلحة حتى اللحظة إلى أوكرانيا، وكان ذلك في خطابة الأخير قبل انعقاد قمة الناتو.

وتابعت: "لذلك لا أعتقد أن تقوم قمة حلف الناتو بتغيير أي أعمال أو خطوات عسكرية تتخذها روسيا"، لافتة إلى أن القمة تأتي في إطار لم الشمل ومعها أيضا قمة الاتحاد الأوروبي وقمة مجموعة دول السبع.

وعن فرض عقوبات أخرى على روسيا الفترة القادمة، قالت أستاذ العلوم السياسية، إنه وارد أن تكون هناك عقوبات اقتصادية خلال الأيام القادمة، وهو ما أشار إليه الحلف خاصة في قمة الاتحاد الأوروبي ربما يكونون قد اتخذوا إجراءات تصعيدية أكثر.

وأشارت إلى أن هناك دولا أوروبية أعلنت أنها من الصعب أن تفرض عقوبات اقتصادية أخرى على روسيا، لذلك قمة الاتحاد الأوروبي ستكون أصعب من قمة حلف الناتو إذا تم طرح تشديد العقوبات على روسيا.

وتابعت : "من الدول التي رفضت مزيدا من العقوبات على روسيا كانت المجر ومقدونيا وألمانيا وإيطاليا، كما أن هناك مظاهرات خرجت في الشوارع الإيطالية وغيرها من دول أوروبا للمطالبة بالخروج من نظام العقوبات على روسيا، بسبب الأزمة التي تفرضها هذه العقوبات على اقتصادات البلاد، خاصة الشركات الإيطالية العاملة في روسيا والتي تجاوزت خسائرها الـ 10 مليارات دولار، أو بالنسبة للقطاع العامل الذي تذهب منتجاته إلى روسيا".

البيان الختامي لقمة حلف الناتو

وأصدر قادة حلف الناتو بيانًا مشركًا حول اجتماع اليوم لمناقشة التصدي للعدوان الروسي على أوكرانيا، لافتين إلى أنه أخطر تهديد للأمن الأوروبي الأطلسي منذ عقود، وأدى إلى تقويض السلام في أوروبا، وتسبب في معاناة بشرية ودمار هائلين.

وأكد البيان، الوقوف بشكل كامل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وحكومة وشعب أوكرانيا، مضيفًا: "نكرم جميع القتلى والجرحى والنازحين جراء العدوان الروسي وكذلك أسرهم، ونعيد التأكيد على دعمنا الثابت لاستقلال وسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، داخل حدودها المعترف بها دوليًا والتي تمتد إلى مياهها الإقليمية".

وذكر البيان أن أوكرانيا لديها حق أساسي في الدفاع عن النفس، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، قائلًا إن الحلف قدم منذ عام 2014، دعمًا مكثفًا لتمكين أوكرانيا من ممارسة هذا الحق.

وتابع: "لقد دربنا القوات المسلحة الأوكرانية، وعززنا قدراتها العسكرية، وكثف حلفاء الناتو دعمهم وسيواصلون تقديم المزيد من الدعم السياسي والعملي لأوكرانيا بينما تواصل الدفاع عن نفسها".

وأعلن البيان عن مواصلة حلفاء الناتو تقديم المساعدة لأوكرانيا في مجالات مثل: الأمن السيبراني، والحماية من التهديدات ذات الطبيعة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، إضافة إلى دعم إنساني مكثف لكييف واستضافة ملايين اللاجئين.

وذكر البيان، أن دول حلف الناتو ستظل متحدة بشأن مواجهة محاولات روسيا تدمير أسس الأمن والاستقرار الدوليين، لافتًا إلى فرض عقوبات ضخمة وتكبيد روسيا تكاليف سياسية باهظة، من أجل إنهاء هذه الحرب.

ولفت البيان إلى مواصلة دول الناتو الضغط الدولي على روسيا، مستطردًا: "سنواصل التنسيق بشكل وثيق مع أصحاب المصلحة المعنيين والمنظمات الدولية الأخرى ، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، ولا يزال التنسيق عبر المحيط الأطلسي حاسمًا للاستجابة الفعالة للأزمة الحالية".

رسالة من حلف الناتو إلى الصين 

ودعا البيان جميع الدول، بما في ذلك جمهورية الصين الشعبية، إلى دعم النظام الدولي ومبادئ السيادة والسلامة الإقليمي، على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، والامتناع عن دعم روسيا عسكريًا بأي شكل من الأشكال، والامتناع عن أي عمل يساعد روسيا في الهروب من العقوبات المفروضة عليها.

وأعرب البيان عن قلق القادة من التعليقات الأخيرة لمسؤولي جمهورية الصين الشعبية، مضيفًا: "ندعو الصين إلى التوقف عن تضخيم روايات الكرملين الكاذبة، ولا سيما بشأن الحرب وحلف شمال الأطلسي، والترويج لحل سلمي للصراع".