الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليبيا في قلوب المصريين.. دعم متواصل وتحركات من أجل إرساء دعائم الاستقرار

الرئيس السيسي ومحمد
الرئيس السيسي ومحمد المنفي وتحقيق المصلحة الليبية

تعود العلاقات التاريخية بين مصر وليبيا لآلاف السنين، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي تعاملت مع ليبيا رسميا بعد استقلالها في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، وبعد انتهاء الاحتلال الإيطالي لليبيا، كانت مصر أيضأ أولى الدول التي اعترفت باستقلال ليبيا.

وتولي مصر اهتماما كبيرا بليبيا فهي تمثل عمقا استراتيجيا لها، كما يرتبط الأمن القومي المصري بالأمن والاستقرار في ليبيا، ومن بين أسباب ذلك الحدود المشتركة الممتدة بين البلدين، والقبائل المصرية الليبية المنتشرة في كلا البلدين.

العلاقات المصرية الليبية 

فلكثرة الارتباط بين مصر وليبيا، تهتم مصر اهتماما كبيرا بالوضع في ليبيا، وتبذل جهودا حثيثة بالتعاون مع دول الجوار الليبي، خاصة الجزائر، وتونس من أجل استعادة الأمن والاستقرار هناك، ومواجهة قوى العنف والتطرف والإرهاب فيها، والحيلولة دون انزلاق البلاد إلى منعطف الفوضى والحفاظ على وحدة الأراضي اللیبیة وصون مقدراتها والاحترام التام لإرادة الشعب الليبي وحقه في تقرير مستقبله بنفسه.

ولعمق العلاقات المصرية الليبية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، وعباس كامل، رئيس المخابرات العامة، وكذلك السفير عبد المطلب إدريس، مندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية.

الرئيس السيسي و المنفي 

دعم مصر الكامل لليبيا 

وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، بأن الرئيس رحب بزيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى القاهرة، مؤكداً دعم مصـر لكل ما من شأنه تحقيق المصلحة العليا لليبيا الشقيقة والحفاظ على وحدة أراضيها وتفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي، وذلك في إطار المبدأ المصري الثابت الداعم لاضطلاع مؤسسات الدولة الليبية بمسئولياتها ودورها وصولا إلى عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، وإنهاء المرحلة الانتقالية، وبما يتيح للشعب الليبي الشقيق المجال لتقرير مصيره واختيار قياداته وممثليه.

من جانبه، ثمن رئيس المجلس الرئاسي الليبي الدور المصري الحيوي وجهودها الحثيثة والصادقة بقيادة الرئيس لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا من خلال دعم جهود المصالحة الوطنية الشاملة بين الليبيين، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة، فضلا عن دعم تنفيذ مختلف المخرجات الأممية والدولية بشأن خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، بما يحفظ لليبيا وحدتها وأمنها وسيادتها.

كما استعرض محمد المنفي مجمل المشهد السياسي الداخلي الحالي في ليبيا، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لمتابعة مستجدات العملية السياسية والإجراءات الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية، مع التأكيد على خروج المرتزقة والقوات الأجنبية، فضلا عن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بشكل متزامن، بما يساعد على استعادة استقرار ليبيا، وتمكين الشعب الليبي من السيطرة الكاملة على مقدراته وسيادته.

محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي

ليبيا والأمن القومي المصري 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والمفكر السياسي والخبير في الشأن الليبي، إن هناك حرصا مصريا على وحدة واستقرار وأمن ليبيا، وهذا يعود لاعتبارات عديدة أبرزها أهمية ليبيا للأمن القومي المصري، ووجود جوار مشترك وحدود تمتد أكثر من 1200 كيلو متر.

وأوضح عبد الفتاح، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن مصر تخشى تحول ليبيا إلى معقل للجماعات الإرهابية في ظل ضعف السلطة المركزية وغياب قوة القانون وانقسام القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، هذا وبجانب أن ليبيا تشكل أهمية اقتصادية بالنسبة لمصر من جهة فرص العمل لملايين المصريين والمشروعات التنموية المشتركة ومشاريع إعادة الإعمار في ليبيا التي ستشارك فيها مصر بقوة.

وتابع: “مصر حريصة على عودة ليبيا إلى ساحة العمل العربي المشترك مجددا من أجل محاربة الهجرة غير الشرعية التي تعبر البحر المتوسط، ويأتي المهاجرون غير الشرعيون من أفريقيا ليعبروا ليبيا إلى دول أوروبا الجنوبية، وبالتالي دوافع اقتصادية وأمنية وسياسية وتنموية عديدة تدفع مصر باتجاه دعم وحدة واستقرار وأمن ليبيا ودفع الجهود السياسية”.

الأهداف المصرية في ليبيا

وأكد أنه "من أجل تحقيق الأهداف المصرية في ليبيا، مصر تحرص على إنهاء الأعمال العسكرية والخلفات السياسية وتبني خطة سياسية دبلوماسية للخروج من المأزق الحالي لتوحيد الأجهزة الأمنية وتوحيد الأجهزة الحكومية وإنهاء الانقسام في السلطة، وقد طرحت مصر خطة شاملة من أجل إنهاء الانقسام الحالي بين الأطراف الليبية وتوحيد البلد سياسيا وأمنيا واقتصاديا وعسكريا من أجل الحفاظ على منتج النفط الليبي".

الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير في الشأن الليبي  

وأضاف أن مصر استضافت عددا من اللقاءات بين الفرقاء الليبيين، وشاركت في جميع الفعاليات لإنهاء الانقسام الليبي في عواصم دولية عديدة.

العمل على نهاية الوضع الراهن في ليبيا 

واختتم: “وأمس استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولين الليبيين من أجل بحث سبل إنهاء الانقسام ووزارة الخارجية المصرية تعكف على متابعة المبادرة المصرية من أجل تنفيذها ووضع نهاية للوضع الراهن في ليبيا”.