الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حب يسيل الدماء

هند عصام
هند عصام

يقول الشاعر السورى نزار قبانى، إن الحب لا يقتل العشّاق، هو يجعلهم معلّقين بين الحياة والموت، وقال أيضا إن الحبّ عند الرّجل مرض خطير، وعند المرأة فضيلة كبرى.

كما قال “قد يولد الحبّ بكلمة ولكنّه لا يمكن أبداً أن يموت بكلمة”، ومن المؤكد أنه كان لا يقصد أن يموت بسكين تمزق العنق وتسلب الروح من الجسد.
 

يا من تدّعون الحب، الحب بريء منكم ومن أمثالكم، الحب أطهر وأنبل وأشرف من أن يلطخ بالدماء ويبكي الأعين ويفطر ويروع ويحرم ويحزن قلوبًا.


فمن يحبون حقا عيناهم  تفقد بريقها فى غياب الحبيب وأصواتهم تفقد ألحانها ما لم يتحدثوا، من يحبون حقا لا يهددون ويتوعدون ويحقدون ويتربصون لبعضهما بسكين، فمن يحب مهما غضب لا يقتل ولا يهلك ويعذب أرواحًا.

بأي ذنب قتلت نيرة أشرف ابنة المحلة الكبرى طالبة جامعة المنصورة بكلية الآداب الفرقة الثالثة، احترت بمَ ألقبك، هل ألقبك بـ “ضحية الحب" أو بـ ”قتيلة الحب" أو  بـ"حلوة الحب" لبراءة ملامحك وجمال أخلاقك التى يشهد بها الجميع،  بذنب ما يسمى بـ"الحب" فما هو الحب الذى يحمل كل هذا الحقد والكراهية ويسيل الدماء.

شهدت مدينة المنصورة أمس الأول أبشع جريمة قتل على الإطلاق واقعة اهتزت لها الأبدان باسم الحب.

 
فقد أصيب طالب بجامعة المنصورة بمرض يسمى الحب وسولت له نفسه مطاردة زميلته وابنة بلدته حاملاً فى يديه سكيناً وقام بطعنها وذبحها بدم بارد ورائحة الدم تفوح فى كل مكان أمام الحرم الجامعى ما أثار الفزع بين الطلاب وخيم الحزن والصراخ والعويل ليس على المحلة والمنصورة فقط، بل على  جميع أنحاء مصر  بعد انتشار الفيديو المتداول عبر السوشيال ميديا فى زمن اللايف وانعدام الأخلاق والمشاعر.

فماذا فعلت أنت يا من تدّعى الحب فى فتاة ليس لها ذنب كل ذنبها أنها لم تبادلك مشاعر وحبًا أنت نفسك لم تمتلكها، أنت كل ما تملكه النقص، فمشاعر الحقد والانتقام والقتل هذه لم نرها سوى فى الأعمال الدرامية وتذكرت على الفور عملا دراميًا عرض رمضان الماضى يسمى “بطلوع الروح”، عندما رفضت البطلة وهى (منة شلبى) حب البطل (أحمد السعدني ) وبات الآخر يحقد عليها لسنوات عديدة ويرتب للانتقام منها وأخذ يوسوس لزوجها حتى يأخذها إلى داعش و يرضي النقص الذى بات يسكن بداخله منذ سنوات عندما رفضت حبه، وكنت أشاهد وكلي استياء من حقد ونقص البطل، ولكن ما حدث فى الواقع أبشع وأقذر مما أتخيل.

ما ذنبها أن تقتل بهذه الوحشية، فأنت ليس بمحب، أنت غبي وأحمق، الحب كرامة وأنت بلا كرامة.

فعندما وسوست لك نفسك الدنيئة أن تقتل روحًا بريئة باسم الحب قتلت معها أبًا وأمًا كل ما يتمنيان فى الدنيا أن يريا فلذة كبدهما وروحهما بخير لتأتي أنت أيها الأحمق وتسلبهما الروح وتمزق الجسد لتشتعل فى قلبيهما نار لم ولن تنتهى حتى القصاص.

فهذا ليس بحب أبدًا، فصدق مارتن لوثر كينج عندما  قال “الكراهية تشل الحياة والحب يطلقها والكراهية تربك الحياة والحب ينسقها والكراهية تظلم الحياة والحب ينيرها”، ظلمكِ من ادّعى حبك يا نيرة .. رحمة الله عليكِ يا ابنة المحلة الكبرى.