الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لأول مرة منذ قرن.. لماذا تعثرت روسيا عن سداد 100 مليون دولار؟

روسيا
روسيا

بدأت العقوبات الغربية تأتي بالثمار التي تنتظرها الدول الأوروبية بفارغ الصبر بضرب الاقتصاد الروسي وفقدانه توازنه العالمي والداخلي، فقد ذكرت وكالة "بلومبرغ نيوز" الاثنين، أن روسيا تخلّفت عن سداد ديونها السيادية بالعملات الأجنبية والتي تقدر بـ 100 مليون دولار، للمرة الأولى منذ أكثر من قرن، بعدما انقضت مهلة الإعفاء الممنوحة لمدفوعات فوائد بقيمة حوالى 100 مليون دولار كان من المقرر سدادها الأحد.

تخلف روسيا عن سداد ديونها

ولم تتخلف روسيا عن سداد ديونها منذ عام 1918 منذ الثورة البلشفية عندما رفض قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين الاعتراف بالالتزامات المترتبة على نظام القيصر الذي أطيح به، كما تخلفت عن سداد ديونها أيضا في عام 1998 في ظل أزمة مالية أوسع ولكن كان معظمها بالروبل.

الأمر الذي يرجع إلى  العقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة وحلفائهم، حيث جمدت العقوبات نحو 640 مليار دولار من أصول روسيا من العملات الصعبة.

كما أضافت بلومبرغ أن أي تخلف رسمي عن سداد الديون سيكون رمزيا حد كبير في الوقت الراهن نظرا لأن روسيا لا يمكنها الاقتراض دوليا في الوقت الراهن ولا تحتاج إلى ذلك بفضل عائدات النفط والغاز الكبيرة.

تجميد الأصول الروسية في أوروبا

وفي هذا الإطار، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن الغرب أتخذ العديد من العقوبات الاقتصادية على روسيا جزء منها مرتبط بالخروج من نظام سويفت وجزء آخر مرتبط بتجميد الأصول والأموال الروسية في الخارج، حيث أنه في شهر إبريل الماضي جمدت الدول الغربية 60% تقريبا من احتياطات النقد الروسي لديهم، بجانب الطرق التي تم التعامل بها مع رجال الأعمال الروس وتوقيع العقوبات عليهم، حيث تم تجميد أكثر من 350 مليار دولار خاصة بروسيا.

وأضاف الإدريسي فى تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إجمالي احتياطات النقد الأجنبي لروسيا بلغ 604 مليار دولار، لذلك روسيا لديها ما يمكنها من سداد ديونها بشكل دائم، ولكن عمليات التجميد التي حدثت من المتوقع أن ينتج عنها عدم الالتزام بالسداد.

وأوضح أنه ما حدث كان نوع من أنواع العقوبات المتبادلة بين الطرفين وردا على الدول الغربية بعدم سداد الديون الروسية المقررة عليها اعتراضا على العقوبات المفروضة عليها.

وتابع: "روسيا تعمل على فرض إرادتها وعقوباتها على الدول الغربية بعدم سداد إلتزاماتها الخارجية إلى حين تحرير الأموال الروسية المجمدة في المصارف الأوروبية، مما يزيد من التصعيد بين الطرفين".

نفي روسيا بعدم سداد الديون

وعلى الجانب الآخر، أكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الأثنين، أنه لا أساس للقول إن روسيا تخلّفت عن سداد ديونها السيادية بالعملات الأجنبية في وقت يفرض الغرب عقوبات على روسيا على خلفية اجتياحها لأوكرانيا.

وتابع بيسكوف: "لا أساس لوصف هذا الوضع بأنه تخلّف عن السداد"، مضيفا أن هذه المزاعم بشأن التخلّف عن السداد خاطئة تماما، وأن روسيا قامت بتسوية ديونها في مايو.

واتهمت روسيا الغرب بالسعي لدفع موسكو إلى تخلّف زائف عن السداد، بينما وصف وزير ماليتها أنتون سيلوانوف الوضع بأنه "مهزلة".

وقال سيلوانوف أن روسيا لديها الوسائل والإرادة للدفع، ولا يمكن لأي شخص أن يعلن ما يحلو له، لكن أي شخص يفهم ما يجري يعرف أن هذا ليس تخلف افتراضياً بأي حال من الأحوال.

السبب وراء تخلف روسيا عن السداد

ويرجع السبب وراء تخلف روسيا عن سداد ديونها، بعد أن سمحت وزارة الخزانة الأميركية بانتهاء ثغرة في العقوبات، مما أدى إلى إزالة الإعفاء الذي سمح لحاملي السندات الأميركية بتلقي مدفوعات من الدولة الروسية.

وبعد أسبوع، فرض الاتحاد الأوروبي أيضاً عقوبات على وكيل الدفع الروسي، شركة المقاصة والتسوية الوطنية.

ورداً على ذلك، قدم فلاديمير بوتين لوائح جديدة تنص على الوفاء بالتزامات روسيا بشأن سندات العملات الأجنبية بمجرد تحويل المبلغ المناسب بالروبل إلى وكيل الدفع المحلي.

وسددت وزارة المالية مدفوعات الفوائد الأخيرة، بما يعادل نحو 400 مليون دولار، بموجب تلك القواعد يومي الخميس والجمعة. ومع ذلك، لا تحتوي أي من السندات الأساسية على شروط تسمح بالتسوية بالعملة المحلية.