رسائل حاسمة للرئيس السيسي بقمة جدة.. الأمن القومي العربي لا يتجزأ ولا تهاون في حمايته

انطلقت، منذ قليل، أعمال قمة جدة للأمن والتنمية، وذلك بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أكد على عدد من الرسائل أهمها أن الأمن القومي العربي خط أحمر، لا تهاون في حمايته، وحمايه مصالحه بشتى السبل والوسائل، مؤكدا أن قمة جدة تأتي في لحظة استثنائية من تاريخ العالم والمنطقة.

كلمة الرئيس السيسي في قمة جدة

في بداية حديثه، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للدول المشاركة في قمة جدة المنعقدة اليوم، السبت، والتي تأتي في لحظة استثنائية من تاريخ العالم والمنطقة العربية، موضحا أن القمة تحمل دلالات سياسية واضحة، تؤكد على تجديد العزم والمشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية، سواء على الصعيد الثنائي أو في الإطار الإقليمي الأوسع.

السيسي: التعاون والتنسيق المصري الكويتي دعامة أساسية لتحقيق الاستقرار الإقليمي

السيسي : الأمن القومي العربي لا يتجزأ ..واحترام سيادة الدول مبدأ أساسي

وقال الرئيس السيسي، خلال كلمته في قمة جدة للأمن والتنمية، إن مصر تسعى إلى الانطلاق إلى آفاق أقوى من التعاون على نحو يلبي تطلعات ومصالح الشعوب العربية، واستنادا إلى العلاقات القوية الراسخة والممتدة، مشيرا إلى أن مصر لديها تجارب تاريخية عديدة في المنطقة كانت رائدة بها، وسباقة بانتهاج السلام، وكان خيارها الاستراتيجي إيمانا منها بسلام الأقوياء القائم على الحق والتوازن.

وأوضح الرئيس السيسي، أن الانطلاق نحو المستقبل قائم على الاستفادة من خبرات الماضي والوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية، يكفل إنشاء دولة مستقلة عاصمتها القدس يجسد فيه معانى السلام والازدهار وحل نهائي لا رجعة فيه وإعلاء قوة المصلحة الوطنية والحفاظ على مقدرات الشعوب. 

وأكد أن المنطقة العربية تعاني من تحديات سياسية وأمنية جسيمة، بما فيها مخاطر انتشار الإرهاب على نحو يهدد استقرار شعوبنا وحقوق الأجيال القادمة، وباتت أمتنا تتساءل بشكل مشروع عمل لما لدينا من أدوات وإجراءات من أجل التصدى لهذه التحديات وعن مصير الأزمات الممتدة التى تعيشها منطقتنا العربية منذ أكثر من عقد.

الإسهام في حلول لمواجهة التحديات

وشدد الرئيس السيسي، على أنه على الدول العربية أن يكون لها إسهاماتها الملموسة لإيجاد صياغة حلول غير مرحلية لتلك التحديات المعاصر على أسس علمية وواقعية، وهو ما تعمل مصر على تحقيقه انطلاقا من إيمانها بأن الجميع هوية واحدة وهي الانتماء للإنسانية. 

وأضاف أنه لم يعد مقبولا لأمتنا العربية صاحبة التاريخ المجيد، والاستلهام الحضاري الثري والإمكانات والموارد البشرية الهائلة، أن يكون لديها نازح أو لاجئ أو متضرر من  ويلات الحروب والكوارث.

وشدد على أنه حان الوقت كي تتضافر الجهود المشتركة لوضع نهاية جميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد التي أرهقت شعوب المنطقة، وأتاحت المجال لبعض القوى للتدخل فى الشئون العربية والاعتلاء العسكرى غير المشروع على أراضيها، لافتا إلى أن المساواة واحترام حقوق الإنسان ونبذ الأيديولوجيات المتطرفة وإعلام مفهوم المصلحة الوطنية هو الضامن لاستدامة الاستقرار بمفهومه الشامل.

الأمن القومي العربي لا يتجزأ

وذكر الرئيس السيسي أنه لتحقيق ذلك يتطلب تعزيز دور الدولة الوطنية ذات الهوية الجامعة ودعم ركائز مؤسساتها الدستورية، وتطوير ما لديها من كوادر وإمكانيات ذاتية في إرساء وتوفير المناخ الداعم للحريات الأساسية، وتمكين المرأة والشباب، وتدعيم دور المجتمع الوطني كشريك في عملية التنمية.

 ونوه إلى أن الأمن القومي العربي لا يتجزأ، مشددًا على أهمية مبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية، والإخاء والمساواة هي التي تحكم العلاقات العربية البينية.

لا تهاون في حماية الأمن القومي العربي

وأكد أنه لا مكان لمفهوم الميليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة، ولداعميها بالأموال والسلاح، متابعا: “عليهم مراجعة حساباتهم الخاطئة”.

وأكمل: “لا تهاون في حماية أمننا القومي وما يرتبط به من خطوط حمراء، وأننا سنحمي أمننا ومصالحنا بكل الوسائل”.

وفيما يتعلق بأزمة التغيرات المناخية، قال الرئيس السيسي إنه يتعين علينا تحقيق مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخى لتحقيق ضمان الأهداف وفقا للمبادئ والأطر؛ حيث إن  دول العالم تتضرر من توابع التغيرات المناخية؛ إضافة لدعم الدول العربية والأفريقية ورفع قدراتها للتكيف مع ظروف المناخ.

وأضاف "السيسى"، خلال كلمته بانطلاق قمة جدة للأمن والتنمية، أنه يتطلع لاستقبال الدول فى مؤتمر المناخ العالمى فى نوفمبر القادم لتحويل التحديات العالمية فى منطقتنا إلى طرق التنمية المستدامة التى تقوم على الثقة وتحقيق المصالح المشتركة.

وتابع: “يجب تعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الصدد، والحفاظ على منظومة عدم الانتشار، بما يمثل حجر أساس لمنظومة متكاملة للأمن الأقليمي في المنطقة”، مشددا على أن الإرهاب ما زال تحديا رئيسيا عانت منه الدول العربية على مدار العقود، ولهذا نجدد التزامنا لمكافحة الإرهاب والتفكير المتطرف بجميع أشكاله وصورة، للقضاء على الإرهاب.

مصر تدعم الشركات لحل أزمة الغذاء والطاقة

وقال الرئيس السيسي، إن مصر تدعم كل جهد من شأنه تطوير التعاون وتنويع الشراكات في مواجهة أزمتي الغذاء والطاقة الراهنين، مع التأكيد أن التعامل مع أزمة الغذاء يتطلب مراعاة أبعادها المتعددة على المديين القصير والبعيد لوضع آليات فعالة الراهنة للاستجابة السريعة للدول المتضررة من خلال حزم عاجلة للدعم، فضلاً عن تطوير آليات التنمية المستدام للتخزين وخفض الفاقد بالتعاون مع الشركاء ومؤسسات التمويل الدولية.

وأضاف: “علينا تجديد الالتزام بالأمن المائي، من حيث قواعد القانون الدولي للأنهار الدولية بما يتيح لجميع الشعوب الاستفادة من هذه الموارد الطبيعية بشكل عادل”.